د. فياض أثناء استقباله موراتينوس: مساءلة إسرائيل من المجتمع الدولي ضرورة لوقف الاستيطان

رام الله - معا - شدد رئيس الوزراء د.سلام فياض على ضرورة مساءلة إسرائيل من قبل المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي من أجل الزامها بوقف الاستيطان.

واعتبر فياض أنه آن الآوان كي يمارس المجتمع الدولي مسؤولياته السياسية والقانونية والأخلاقية لوضع حد لسياسية إسرائيل الاستيطانية، مشيراً الى أن هذا الأمر يشكل ضرورة ملّحة إذا ما أرادت الأطراف الدولية أن يكون لجهودها معنى يُفضي الى تسوية مقبولة من الشعب الفلسطيني.

جاء ذلك خلال استقبال رئيس الوزراء لوزير الخارجية الاسباني ميغيل أنجل موراتينوس.

واعتبر فياض أن معيار التقدم في الجهود الدولية المبذولة لإنقاذ عملية السلام، ومصداقية المجتمع الدولي، تتمثل أساساً في إلزام اسرائيل بوقف كافة انشطتها الاستيطانية في عموم الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي مقدمتها مدينة القدس الشرقية.

وأضاف فياض أن جولات المفاوضات المستمرة منذ سنوات طويلة دون إجمال اتفاق، واستمرارها في سياسة توسيع أنشطتها الاستيطانية، دون تدخل عملي من المجتمع الدولي، ولّد لدى اسرائيل الانطباع أنها قادرة على فعل ما تريد، الامر الذي يقوض مصداقية عملية السلام ويساهم في تآكل مرجعياتها، مشدداً على أن مفتاح الحل يتمثل بإنهاء الاحتلال والاستيطان عن كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وأن حماية مستقبل هذا الحل تتطلب من دول الاتحاد الأوروبي التقيد كأطراف ثالثة بمواقفها المعلنة إزاء القانون الدولي والمعاهدات الدولية بما في ذلك اتفاقية الشراكة الأوروبية الإسرائيلية، الأمر الذي يتطلب ترجمة المواقف المعلنة من عدم شرعية الاستيطان الى الالتزام بعدم التعامل مع منتجاتها.

وحذر فياض من مغبة استمرار السياسية الأمنية الإسرائيلية التي لا تؤدي إلا الى تقويض جهود ومكانة السلطة الوطنية، سيما تلك المتعلقة بالاجتياحات والاعتقالات والحواجز وفرض الحصار المشدد على قطاع غزة.

وجدد فياض تأكيده على ضرورة تفعيل دور اللجنة الرباعية وتعزيز دور الإتحاد الأوروبي والأطراف الأخرى في إطارها وايجاد الآليات الضرورية لضمان ذلك.

كما أطلع رئيس الوزراء، موراتينوس على الجهود التي يقوم بها الرئيس أبو مازن لضمان استعادة وحدة الضفة والقطاع وبصورة فورية من خلال تشكيل حكومة انتقالية تمهيداً لإجراء الانتخابات العامة والسعي لتوفير المساعدة العربية لإعادة بناء القدرات الأمنية وتوفير الأمن في قطاع غزة لحين بناء تلك القدرات، مشيداً بالجهود التي تقوم بها مصر في انضاج هذه الأفكار وانجاح الحوار الوطني .

وشكر رئيس الوزراء "إسبانيا" على الدعم الذي تقدمه للشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية، ومن ناحيته أشاد موراتينوس بالجهود التي تقوم بها السلطة الوطنية في كافة المجالات، وخاصةً ما حققته الحكومة من تقدم في استعادة دور مؤسسات السلطة الوطنية وتوفير الأمن للمواطنين، مؤكداً على أهمية تطوير آليات عمل اللجنة الرباعية وتعزيز دور الاتحاد الأوروبي فيها.

وجدد موراتينوس موقف اسبانيا والاتحاد الأوروبي الرافضان للاستيطان بكافة أشكاله باعتباره يتناقض مع القانون الدولي، مؤكداً على ضرورة إلتزام إسرائيل بوقف كافة أنشطتها الإستيطانية وكذلك الإلتزام بمرجعية عملية السلام وحل الدولتين، كما أشاد موراتينوس بالجهود التي تبذلها السلطة الوطنية لمعالجة الأوضاع الداخلية الفلسطينية.