السبت: 30/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

د. مهنا: القاهرة جادة في مساعيها لإنهاء الانقسام والجبهة اتفقت معها على الكثير من النقاط واختلفت في أخرى

نشر بتاريخ: 15/09/2008 ( آخر تحديث: 15/09/2008 الساعة: 14:14 )
بيت لحم- معا- أكد رباح مهنا عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية ومسؤولها في قطاع غزة, أن القاهرة جادة في مساعيها لإنهاء الانقسام الداخلي، لافتاً أن وفد الجبهة في لقاءاته مع المسؤولين المصريين لمس جدية كبيرة, وقال: "إنهم يبذلون جهداً كبيراً من أجل إنجاح الحوار، حيث حشدوا موقفاً عربياً داعماً له من خلال نجاحهم في الحصول على مساندة السعودة واليمن سوريا".

وقال د. مهنا في حوار مع جريدة الأهرام المصرية: "إن المسؤولين المصريين الذين يرعون الحوار حددوا مدة تتراوح بين شهر ونصف الشهر وشهرين لبلورة رؤية يقومون بعدها بالدعوة إلى حوار وطني فلسطيني شامل يستمر عدة أيام وهم يبذلون جهدا كبيرا لإنجاز المهمة مدعومين بمساندة عربية واسعة لإنجاح هذا الحوار‏."

واشار إلى أن الجبهة اتفقت خلال لقاءاتها مع المصريين على الكثير من النقاط واختلفت في بعض النقاط الأخرى، مشيراً إلى أنهم اتفقوا على أن تكون مرجعية الحوار وثيقة الوفاق الوطني واتفاق القاهرة لعام‏2005‏.

واوضح أن يكون هدف الحوار هو إنهاء حالة الانقسام، والعمل على تشكيل حكومة توافق وطني يكون لها مهمتان‏:‏ الأولى توحيد المؤسسات الفلسطينية والثانية اجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية متزامنة ومتفقا عليها حسب نظام التمثيل النسبي الكامل، وضرورة إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية، مشيراً إلى أنهم اختلفوا والمصريين على موضوع إرسال قوات عربية إلى غزة، حيث جددت الجبهة موقفاً رافضاً لإرسال هذه القوات إلى قطاع غزة بسبب المخاطر السياسية التي ترافق ذلك، مشيراً أن الجبهة طرحت بديلا لذلك وهو تشكيل مجلس أمن قومي فلسطيني يعيد تشكيل الأجهزة على أسس مهنية يتم دعمه بخبرات عربية‏.‏

وعن دور الجبهة الشعبية في رأب الصدع بين حركتي فتح وحماس والدعوة للحوار الوطني الشامل قال مهنا: "‏كل النقاط المطروحة للحوار الوطني ورأب الصدع جاءت بمبادرات بشكل رئيسي من الجبهة الشعبية لأننا لا نتصرف كوسيط وإنما كطرف يعتقد أنه يطرح وجهة نظر وطنية بعيدا عن أي حسابات خاصة خلاف المصلحة الوطنية‏".

وبخصوص أزمة المعتقلين بين حركتي فتح وحماس, اتهم د. مهنا "فريقاً في رام الله بأنه يسعى لتوتير الأوضاع، وفريقاً أيضاً من حماس بالاستجابة له"، أما بالنسبة للحوار فشدد على أنه مع الضغط العربي والثقل العربي وبالذات من مصر وسوريا والسعودية ستكون المهمة أكثر قابلية للنجاح، لافتاً إلى أنه خلال لقاءات الجبهة مع الطاقم المصري وعمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية لمست الجبهة وجود توجه عربي جاد لإنهاء الانقسام‏,‏ حيث سيتم طرح الأزمة علي الأطراف المعنية وعليهم أن يحددوا ما إذا كانوا سيقبلونها معا أو يرفضونها معا، لافتاً إلى أن مجلس وزراء الخارجية العرب سيمنح مصر صلاحية لطرح تصور للحل نابع من محصلة حواراتها مع الفصائل وهو ما سيوجد ضغطا كبيرا على مختلف الأطراف لإنجاح الحوار‏.‏

وعن استعدادات حماس لتقديم تنازلات تمهد لإنهاء الانقسام قال مهنا: "إخواننا في حماس يرتكبون أخطاء في بعض الأحيان لكن أعتقد أن الفريق الذي يرى المصلحة الوطنية موجود في حماس ودورنا ودور العرب هو تشجيع هذا الفريق وندعمه حتى نعود إلى طاولة الحوار الوطني الشامل"‏.‏

وعن سؤاله إن كان موضوع إعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية تسبق المصالحة بين فتح وحماس أم هي جزء منها أم تأتي بعدها؟ قال: "أعتقد أن هذا موضوع مهم وركزنا عليه في لقائنا بالمسؤولين المصريين وتفهموا ذلك وأعتقد أن الرئيس محمود عباس أعاق تطبيق اتفاق القاهرة عام‏2005,‏ والذي كانت إعادة هيكلة المنظمة جزءا مهما فيه وكان أحد أسباب توتير الساحة الفلسطينية‏، حيث ان اعادة هيكلة المنظمة وتعزيز دورها كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني هو ضرورة ملحة".

وبهذا السياق دعا مهنا إلى إعادة ترتيب منظمة التحرير على أساس ديمقراطي وإعادة الاعتبار لبرنامجها التحرري، مشدداً على ضرورة أن تكون هناك انتخابات في الوطن والشتات لوقف الإدعاء بأن هذا الفصيل أكبر من ذاك وذلك للعودة إلى دورية الانتخابات لأن الحجوم السياسية بها حراك لعوامل أخرى.

وعن استعداد أبو مازن لحسم كافة القضايا العالقة مع حماس قبل انتهاء ولايته في يناير المقبل قال: "من خلال لقاءات الجبهة الشعبية مع ابو مازن نلمس وجود توجهات جدية لديه لكن هناك فريقا شريرا يجذب الأمور للخلف"‏.

وعن تصريحاته الشديدة الأخيرة ضد حماس قال مهنا: "أنا انتقدت تصريحات القيادي في حماس الدكتور محمود الزهار في مؤتمر شعبي برفح أن غزة هي منطلق المشروع الإسلامي وهذا خطأ وهذه ليست وجهة نظري وحدي فحتى المرشد العام للإخوان المسلمين في مصر الدكتور مهدي عاكف قال عندما قابلناه إن غزة لا تصلح أن تكون منطلقا للمشروع الإسلامي‏، مشيراً في ذات السياق إلى "أن هناك تيار في حماس يؤمن بذلك لكن السياسة التي تقرها هيئات حماس حتى الان هي أن شعبنا يعيش مرحلة تحرر وطني"، مشدداً على أن هذا التيار ندعمه ويجب ان نشجعه وندعمه للمصلحة الوطنية‏.