محافظة رام الله والبيرة تطلق أمسيات رمضان الخميس المقبل
نشر بتاريخ: 15/09/2008 ( آخر تحديث: 15/09/2008 الساعة: 14:42 )
رام الله- معا- تنطلق أمسيات رمضان (الموسم الثاني)، والتي تنظمها محافظة رام الله والبيرة، الخميس المقبل، بأمسية لروح الشاعر الكبير محمود درويش، تحمل اسم إحدى روائعه الشعرية "لاعب النرد".
وتشتمل الأمسية التي تحتضنها قاعة قصر رام الله الثقافي، على فعاليات متنوعة، تتراوح ما بين الشعر، والموسيقى، والغناء، والرقص، والفيديو، تحييها فرق وفنانون محليون، إضافة إلى شعراء متميزون، في توليفة تبتعد عن كلاسيكية الطرح.
وأشارت المحافظة، في بيان لها، إلى أن مسيرة فوانيس وشموع، يتقدمها أطفال، ستنطلق قبل الأمسية الافتتاحية، من قصر رام الله الثقافي إلى ضريح درويش، حيث توضع أكاليل الزهور على قبره، قبل العودة إلى القصر مجدداً، لبدء فعاليات أمسية "لاعب النرد"، التي تأتي لتكريم درويش، في ذكرى اليوم الأربعين لرحيله.
ويقول د. سعيد أبو علي، محافظ رام الله والبيرة: التقاليد الرمضانية بأبعادها الروحية والاجتماعية، في إطار المشهد الاحتفالي، جزء لا يتجزأ من تراث الشعب الفلسطيني، وعاداته، وتقاليده الضاربة في العمق، علاوة على كونها تمثل الجانب الحضاري، الذي يعكس بدوره هوية الشعب الفلسطيني.
وتشتمل الأمسيات على فعاليات متنوعة تتواصل حتى الخامس والعشرين من الشهر الجاري، وتشتمل على الدبكة الشعبية، والطرب الأصيل، والفنون التراثية، والإنشاد.
ويضيف محافظ رام الله والبيرة: ننظر إلى هذه الأمسيات، وما تتضمنه من فعاليات متنوعة وشمولية، باهتمام كبير، كونها تساهم في تعزيز الجبهة الثقافية للشعب الفلسطيني، التي هي من مقومات الصمود، والنضال، إضافة إلى كونها تعزز الهوية الوطنية، وتعمل على تكريسها.
وتقدم فرقة البيادر للزجل المنبري بقيادة الشاعر الزجال توفيق حلبي، إضافة إلى الشاعر الزجال يوسف فخر الدين، من داخل الخط الأخضر الأمسية الثانية.
ويوسف فخر الدين من الشعراء الزجالين المعروفين داخل الخط الأخضر، وهو في الحادية والسبعين من عمره، ويعتبر من أساتذة الزجل وشعر العامية، وله مؤلفات ودواوين عدة.
أما فرقة البيادر للزجل بقيادة توفيق حلبي، فهي من أهم الفرق داخل الخط الأخضر، وتعتبر من الفرق الرائدة في الزجل، بل يحسب لها أنها في السنوات الأخيرة، حققت إنجازا هاما في مجال تحويل الزجل إلى فن متداول ومطلوب لدى الفلسطينيين في الداخل، فلا يكاد يمر شهر دون أن تقدّم الفرقة وشعراؤها، أمسية في إحدى البلدات العربية داخل الخط الأخضر، والملفت أنها تحظى بإقبال جماهيري كبير.
وسبق للفرقة المشاركة في العديد من المهرجانات المحلية والعربية، من أبرزها، المشاركة في جولة بإيطاليا، بعد أن تلقت دعوة من جامعة جنوا والجالية العربية في إيطاليا، والمشاركة في فعاليات مهرجانات الثقافة التي تحييها مدينة اربد بمناسبة الإعلان عنها مدينة الثقافة الأردنية للعام 2007.
ويقول د. سعيد أبو علي: نحرص بشدة أن يشارك في الأمسيات الرمضانية برام الله، فنانون وفرق من مختلف المناطق الفلسطينية، خاصة من القدس، وداخل الخط الأخضر، وذلك للتأكيد على التواصل والوحدة، وتعزيز الروابط الثقافية والاجتماعية، وحماية النسيج الاجتماعي، بالارتكاز إلى القيم والتقاليد المستمدة من التراث الحضاري والروحي للشعب الفلسطيني.
وتحيي فرقة سماع بقيادة إبراهيم العطاري، ونخبة من الفنانين من بينهم يوسف زايد، أمسية خاصة في قصر رام الله الثقافي، تشتمل على تواشيح، وأغنيات من الطرب الأصيل، وهي فرقة جديدة تضع على كاهلها مهمة الانتصار للفن الأصيل.
وتخرج فرقتا أنوار القدس للأناشيد، والرازم للزفات الشعبية، إلى شوارع رام الله، حيث تقدم عروضاً حية بين المارة والمتاجر، وسط المدينة، قبل أن تستقر لتقدم فقراتها الفنية التي تتراوح ما بين الإنشاد الديني والفن الصوفي، والتراث الشعبي، فوق مسرح مكشوف في شارع "الوردة الحمراء".
وكانت الفرقتان، أقامتا قبل أيام، أمسية داخل أسوار القدس العتيقة، انطلقت من باب حطة وحتى باب الأسباط، في أجواء رمضانية أعادت شيئاً من الحياة إلى البلدة القديمة في المدينة المقدسة، والتي تعاني من محاولات تهويد، وتهجير متواصلة من سلطات الاحتلال والمستوطنين.
ويقول زياد الرازم، مدير فرقة أنوار القدس، التي تأسست العام الماضي، منبثقة عن فرقة بيت المقدس، التي كانت تأسست قبل عشرة أعوام: نقدم الموشحات الدينية، والمدائح النبوية، والغناء الصوفي، وعروض متعددة ورثناها عن الآباء والأجداد، ونأمل نقلها إلى الأجيال الحديثة.. نجاح أمسياتنا في رمضان الماضي، والحالي، يدفعنا لمواصلة سعينا إلى إعادة الاعتبار إلى هذا النوع من الفن، الذي نتقرب من خلاله إلى الله عز وجل.
ويؤكد الرازم أن الهدف من هذه العروض ليس المتعة، بل التقرب إلى الله عز وجل في جو من الخشوع، مشيراً إلى ضرورة مواكبة التطورات الحاصلة على مستوى الغناء في العالم لضمان انتشار هذا النوع من الأداء إلى أكبر شريحة ممكنة في فلسطين، ويقول: في البداية كنا نقتصر على الموسيقى، والآن أدخلنا عنصر الغناء لضمان تحقيق أهداف الفرقة.
ويأمل الرازم أن تساهم عروض فرقة أنوار القدس في إعادة الاعتبار إلى الغناء الصوفي، والتواشيح الدينية، ومدائح الرسول، وأن يقبل الجيل الجديد في الأراضي الفلسطينية على هذا النوع من العروض، التي تبعث الراحة في النفوس، وتقربها إلى الله.
وتختتم الفعاليات بأمسية لفرقة أصايل للفنون الشعبية، تشتمل على لوحات راقصة عدة، تتراوح ما بين الدبكة، والفلكلور.
ويؤكد محافظ رام الله والبيرة: نأمل نجاح هذا الموسم الرمضاني الثقافي الفني، والذي ينطلق بأمسية مميزة لروح الشاعر الكبير محمود درويش، كما نسعى إلى تطويره في العام المقبل، عبر مشاركة فنانين وفرق من دول عربية وإسلامية.