الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الحاجة "أم يوسف" لم تهنأ بلقاء أبنائها على مائدة الإفطار منذ 13 عاماً

نشر بتاريخ: 17/09/2008 ( آخر تحديث: 17/09/2008 الساعة: 13:35 )
رام الله- تقرير معا- لم تنتظر عائلة ابو حميد شهر رمضان المبارك كباقي العائلات الفلسطينية من اجل ان يجتمع افراد العائلة كافة حول مائدة الطعام، أو حتى يتبادلوا الكلام في مشقة الحياة والعمل والدراسة، بل انها تكاد لا تفرق بين شهر رمضان وغيره من اشهر السنة.

الحاجة "ام يوسف" ابو حميد الام التي لم تستسلم لمعاناتها وهي تعيش في بيت بسيط كباقي بيوت مخيم الامعري بالقرب من مدينة رام الله، يبدأ مشوار قصتها العام 1994 عندما استشهد ابنها عبد المنعم ابو حميد في كمين نصبته له قوات اسرائيلية خاصة في بلدة بيتونيا، يومٌ قلب حياة عائلة ابو حميد رأساً على عقب.

تقول الحاجة "أبو حميد": إن الاسرائيليين اغتالوا ابنها لانه كان متهماً بقتل ضابط مخابرات اسرائيلي في منطقة رام الله في الانتفاضة الاولى، ولم يكتف الجيش الاسرائيلي بقتل عبد المنعم بل قام بهدم بيت العائلة في مخيم الامعري.

البعض قد يعتقد ان معاناة عائلة ابو حميد انتهت عند ركام منزلها، لكن الاصح من هنا تفاقمت المعاناة وبالتحديد معاناة الحاجة "أم يوسف" فهي ام لعشرة اولاد وبنتين، الاحتلال اغتال واحد منهم وبقي تسعة ابناء، سبعة منهم اعتقلوا وهم ناصر معتقل وحكم عليه سبعة مؤبدات وخمسين عاما، وشريف خمسة مؤبدات، ونصر خمسة مؤبدات وهو متزوج وله ولدان بالاضافة لمحمد حكم عليه ثلاثة مؤبدات وثلاثين عاماً واسلام الذي ينتظر بداية العام الجديد موعد انتهاء محكوميته, جميعهم اعتقلوا العام 2002، فيما افرج الجيش الاسرائيلي عن جهاد وباسل ابو حميد في افراجات حُسن النية تجاه الرئيس محمود عباس الاخيرة.

وتستذكر الحاجة "أم يوسف" شهر رمضان عندما كان ابناؤها الى جانبها, فتقول: "لم تغب عن عيني ابتساماتهم وصرخاتهم عندما كنا نتجمع حول طاولة الطعام"، وهنا تضحك "أم يوسف" وفي عينيها الدمع, وتقول: "اذكر ان ابني ناصر كان يقول لي دائما ان اجلس بالقرب منه"، وتضيف "وفي بعض الاحيان عندما كانت العائلة تتجمع بجميع افرادها لم يكن لي متسع للجلوس معهم على طاولة الطعام".

ثلاثة عشر عاما ولم يجتمع افراد عائلة أبو حميد على طاولة واحدة، واقع مرير تعيشه الحاجة "أم يوسف" وهي التي باتت وحيدة تعيل زوجها الضرير الذي فقد بصره على اثر هدم الجيش الاسرائيلي لمنزل العائلة، الان تكافح وتعمل في بقالة صغيرة بالقرب من منزل ابنها ناصر الذي تسكن فيه حالياً.

وعند حديثنا معها حول صفقات تبادل الاسرى والافراجات المرتقبة لم تستطع ان توقف دمعها الذي انهمر كمطر كانون الثاني، وتقول: "أصلي دائما كي تتضمن اي صفقة احد ابنائي وبخاصة انهم محكومون احكاما عالية".

فيما لم تتردد الحاجة "أم يوسف" في مناشدة الرئيس محمود عباس وكافة المسؤولين بمساعدتها في تكملة بناء بيتها على قطعة الارض التي منحتها اياها وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين، بالقرب من مخيم الامعري، وبخاصة انها هي المعيل الوحيد للعائلة ولابناء ابنها المعتقل ناصر.