الجبهة الاسلامية المسيحية تقدم خلاصة التقرير الثامن عشر حول اوضاع القدس والمقدسات
نشر بتاريخ: 18/09/2008 ( آخر تحديث: 18/09/2008 الساعة: 12:56 )
القدس - معا - عقدت الجبهة الاسلامية المسيحية للدفاع عن القدس والمقدسات ظهر امس الاربعاء مؤتمرا صحفيا في المركز الاعلامي برام الله، تناولت فيه خلاصة التقرير الثامن عشر حول اوضاع القدس والمقدسات في ظل استمرار منع اسرائيل المصلين من الوصول الى القدس، وزيادة الخناق على المدينة المقدسة.
وقد تحدث في المؤتمر الذي حضره حشد كبير من الصحفيين ووسائل الاعلام كل من أعضاء هيئة رؤستء الجبهة الشيخ تيسير التميمي والمطران عطالله حنا والامين العام للجبهة الدكتور حسن خاطر.
وقد استعرض الشيخ التميمي العديد من الاعتداءات التي يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك والحصار الذي تخضع له مدينة القدس خصوصا في شهر رمضان، واعاد التأكيد على الفتوى الاسلامية التي تقول ان كل من يشد الرحال الى الأقصى بنية الصلاة فيه وتحول سلطات الاحتلال دون وصوله وصلى في المكان الذي وصل اليه له أجر الصلاة في الأقصى.
اما المطران حنا فأكد بدوره على مكانة واهمية القدس قائلا :" انها قطعة من السماء ولا يجوز التفريط بها او التهاون في العلاقة معها، معيدا التأكيد على اهمية وضرورة الوحدة الوطنية كطريق اكيد ووحيد نحو القدس والمقدسات وان كل الخلافات والفتن الموجودة اليوم بين ابناء شعبنا لا تخدم احدا الا الاحتلال".
اما الدكتور حسن خاطر فقدم بدوره خلاصة التقرير الثامن عشر حول اوضاع القدس والمقدسات، وقد تبين من التقرير أن سلطات الاحتلال تخداع الرأي العام ووسائل الإعلام بإعلانها عن تسهيلات خلال شهر رمضان لمن يرغبون بالصلاة في الأقصى، وهي في الحقيقة تقوم بتشديد الإجراءات وإحكام الإغلاق على المدينة المقدسة.
وعرض خلال التقرير عشرات الصور الحديثة التي تكذب هذه المزاعم ،مؤكدا أن القدس تحولت - كالعادة في كل رمضان - الى ثكنة عسكرية ، وسجنا حقيقيا، وكشف التقرير انه رغم كل اجراءات القمع والتعجيز والمعاناة الشديدة التي يتكبدها كل من يشد الرحال الى الأقصى في هذه الايام، فان عشرات الآلاف من المصلين نجحوا في دخول القدس والصلاة في الأقصى، كان معظمهم من أبناء القدس وأهالي فلسطين المحتلة عام 1948م.
وحسب التقرير فقد تجاوز عدد من صلوا الجمعة الفائتة في الأقصى بـ (150)ألف مصل، الأمر الذي اضطر مئات المُصلين الى أداء الصلاة في الساحات الخارجية للمسجد، وخاصة في بوابة الأسباط وبوابة السلسلة، واكد الدكتور خاطر أن هذا يعكس مستوى اليقظة والالتزام الذي يتمتع به المواطن الفلسطيني تجاه القدس والأقصى، والاستجابة العالية للنداءات المتكررة التي اطلقت على مدار الاسابيع الماضية لشد الرحال الى اولى القبلتين.
ووقف التقرير مع ما تناقلته وسائل الاعلام الاسرائيلية حول عثور الفلسطينيين على طرق جديدة للدخول الى القدس وذلك عبر انابيب المياه الضخمة، وتعتقد الشرطة الاسرائيلية ان مئات من الفلسطينين نجحوا في الدخول الى القدس عبر هذه الانابيب ،وهي تقوم اليوم بمحاكمة من تم القاء القبض عليهم بتهمة انتهاك مشروع دفاع قومي - المقصود به جدار الفصل - الذي بلغت تكلفة اقامته مليارات الشواكل !
وهذا يؤكد - حسب التقرير -ان الجدار والحواجز وكل اجراءات واعمال الاحتلال لا يمكن ان تنجح في عزل القدس والمقدسات عن اهلها وابنائها ، وان الشعب الفلسطيني سيواصل العلاقة بمقدساته وسيتفوق بإرادته وإبداعاته على كل الإجراءات.
القدس مغلقة في وجه المسيحيين العرب:
--------------------------------------------
يبين التقرير أيضا ان اغلاق القدس يطال المسلمين والمسيحيين معا ، حيث حالت وزارة الداخلية الإسرائيلية دون انتظام الدراسة في المعهد الاكليريكي في القدس، وذلك لتأخرها في إصدار تأشيرات الدخول للطلبة الأردنيين، الذين يشكلون النسبة الأكبر من الطلاب.
وأعلن المعهد الخاص بتدريس الكهنة وتأهيلهم عن تأجيل الدوام حتى إشعار آخر، حال صدور التأشيرات، و كان من المفترض أن تنتظم الدراسة في المعهد صباح الاثنين 25/8/2008م تاريخ انتهاء العطلة الصيفية للمعهد .
إغلاق القدس يُنَمّي التطرف !
-------------------------------
بين التقرير ان سياسة الاحتلال في اغلاق القدس وعزلها عن اهلها الشرعيين بات يؤتي ثماره الخطره التي يمكن ان تخيم على المدينة المقدسة بطولها وعرضها، حيث بدأت تتشكل وحدات خاصة من اليهود المتطرفين في القدس تعرف بـ "وحدات الحشمة" او الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمفهوم اليهودي المتطرف، وقد شرعت بتسيير دوريات ومجموعات من اتباعها تقوم أحيانا بضرب الناس واحيانا اخرى بالتهديد بالقتل وفي بعض الاحيان بإحراق محلات او إتلاف ممتلكات ومعيار ذلك كله الاشتباه بمخالفة اصول الديانة اليهودية .
ومن المتوقع في حال استمرار وانتشار هذه المجموعات وامتلاكها المزيد من اسباب القوة ان توسع دائرة عدوانها لتطال العرب في مدينة القدس ، خصوصا وان مواقف ومعتقدات مثل هذه الجماعات من العرب معروفة ومعلنة ولا تحتاج الى مزيد من التحريض او التعبئة .
تفاقم مشاكل التعليم في الوسط العربي!
--------------------------------------------
كشف التقرير أن أكثر من تسعة الآلف طالب مقدسي من مختلف المراحل وجدوا أنفسهم محرومين من التعليم في بداية هذا العام نتيجة عدم قدرة المدارس العربية في المدينة على استيعابهم، الأمر الذي يقرع ناقوس الخطر من جديد فيما يخص التعليم في مدينة القدس.
وهذا يسلط الضوء على مشاكل التعليم في القدس، حيث يشهد هذا القطاع نقصا حادا في عدد المدارس،ونقصا اكبر في عدد الصفوف الدراسية ،يتجاوز بكثير 1300 غرفة صفية،اضافة الى وجود مدارس في المدينة لها صفوف موزعة على عدة بنايات سكنية، وأخرى مكتظة وتفتقر الى ابسط الشروط الصحية والتعليمية، كما هو الحال في مدرسة شعفاط " ج " للبنين الملاصقة للمسكبة "مصنع صهر الحديد" والتي يتعرض ابناؤها لاخطار صحية وامنية حقيقية !
ورغم الخلل الكبير الذي يعانيه هذا القطاع، والحصار والفقر الشديد الذي يفرض على المدينة المقدسة، فان سلطات الاحتلال تقوم باغلاق المدارس المتوفرة على قلتها ، كما حدث مؤخرا لمدرسة عبدالله بن الحسين ،في حي الشيخ جراح، وترفض منح تراخيص لمدارس جديدة رغم الإلحاح المتواصل والحاجة الماسة ، كما لا تسمح حتى بتوسيع او تطوير المدارس الموجودة والتي اصبح قسم كبير منها يفتقر الى ابسط الشروط الانسانية والأمنية،اضافة الى استمرار وتصعيد سياسة التضييق على المدارس القائمة ، من خلال الغرامات والمخالفات الباهظة ،واصدار اوامر وانذارات الهدم ، كما حصل اخيرا لأحدى مدارس بيت صفافا ، وهي اليوم تؤخر توزيع الكتب المدرسية على الطلاب رغم بدء العام الدراسي، وبعد مراجعة مجالس اولياء الامور لسلطات الاحتلال علموا ان الكتب لن توزع على ابنائهم قبل شهرين !
ورغم ان التعليم في القدس مهدد منذ سنوات، الا ان سلطات الاحتلال تسعى من وراء التضييق على هذا القطاع الى ضرب الوجود العربي في المدينة، وتخريج أجيال محرومة من العلم والتعلم الأمر الذي يسهل عليها مهمة تهويد القدس وتهجير من تبقى من أبنائها.
وقال الدكتور حسن خاطر : "ان دولة الاحتلال تثبت على الدوام انها دولة سجون ومعتقلات ولا تعنيها مصالح الشعب الفلسطيني في شيء، فالفلسطيني الجيد بالنسبة لها هو الفلسطيني الميت وليس الفلسطيني المتعلم او الحر، واننا في الجبهة الإسلامية المسيحية نطالب هذه الدولة الخارجة على كل القوانين، ان ترفع يدها عن مدينة القدس وأهلها، وان تترك المقدسيين يديرون شؤون حياتهم بانفسهم، ونحذر من تفاقم مشاكل التعليم في القدس، ونؤكد على ضرورة اسراع القيادة الفلسطينية بوضع خطة طوارئ لانقاذ هذا القطاع من الانهيار ، وحماية حقوق المواطن المقدسي في التعليم، كما ندعو القادة العرب في هذا الشهر المبارك الى اغتنام هذه الفرصة والعمل على شراء او بناء عقارات في القدس ووقفها على قطاع التعليم ،اسوة بما فعله القائد صلاح الدين الايوبي وقادة المماليك وزوجات العديد من حكام المسلمين على مدار تاريخ المدينة.
توجهات نحو تصفية الوجود العربي في مدينة القدس:
--------------------------------------------------------
وكشف التقرير ان إسرائيل تتجاوز على الأرض كل الاتفاقيات التي تمت وتتم بخصوص القدس وهي ماضية في تجاهل الحقوق الفلسطينية يوما بعد يوم ، وتسير بخطى سريعة في اتجاه إحكام هيمنتها الكاملة على القدس والمقدسات دون ادنى اكتراث بالطرف الفلسطيني او العملية السياسية.
ويتضح من خلال التقرير ان سلطات الاحتلال تحضر لحزمة من المشاريع التي تستهدف الوجود العربي في المدينة المقدسة ، أبرزها "مشروع البطاقات الممغنطة" و "مشروع الإحصاء السكاني لشرقي القدس" وسينبثق عن هذه المشاريع - في حال اكتمالها - معاني ومفاهيم جديدة وخطيرة يعاد على ضوئها تعريف من هو "المقدسي" وفق معايير الاحتلال، مما يعني في نهاية المطاف التخلص من عشرات الآلاف من المقدسيين الذين لا تنطبق عليهم المواصفات الاسرائيلية وحرمانهم من مواطنتهم المقدسية ، ويعد هذا من الاهداف الخطيرة الاستراتيجية لدولة الاحتلال ،مما يستوجب سرعة المبادرة لقطع الطريق على هذه المخططات قبل فوات الاوان .
المخططات الاستيطانية لم تتوقف:
------------------------------------
وسجل التقرير استمرار النشاط الاستيطاني في معظم ارجاء المدينة المقدسة ومحيطها، حيث تعالت الاصوات هذا الشهر محذرة من عدة مخططات تستهدف الجهة الشرقية الجنوبية من المدينة ،وكانت قد تسربت انباء منذ اسابيع عن شروع سلطات الاحتلال في مصادرة آلاف الدونمات التي تعود لبلدات ابو ديس والسواحرة الشرقية ،وتوسيع مستوطنتي 'كيدار أ' و 'كيدار 2' وضمهما إلى مستوطنة 'معاليه أدوميم' المقامة على أراضي المواطنين في بلدتي العيزرية وأبو ديس، بهدف اقامة مثلث استيطاني جنوب شرق القدس المحتلة، يضم معظم الأراضي الواقعة بين بلدة السواحرة حتى قرية جبع وصولاً إلى مشارف البحر الميت شرقاً ،بمساحة تصل الى ما يقرب من 115كم مربع، وفي حال تم تنفيذ هذا المشروع فهذا يعني فصل شمال الضفة عن جنوبها فصلا تاما واستحالة قيام كيان فلسطيني واحد ومتصل جغرافيا في الاراضي التي احتلت عام 67م .
ومن جهة اخرى استمرت سياسة هدم المنازل ،حيث قامت سلطات الاحتلال بهدم منزل المواطن نعيم العباسي مرتين خلال شهرين ، وقد توفي صاحب المنزل على أثر هدم منزله في المرة الأولى ، وشردت اسرته واطفاله وعندما عاودوا المحاولة بمساعدة من اهل الخير قامت سلطات الاحتلال بهدم المنزل للمرة الثانية ، لتعيد الاسرة الى التشرد من جديد.
كما قامت بتسليم عشرات الاخطارات بالاخلاء والهدم الى المواطنين المقدسيين ، وصادرت مئات الدونمات من اراضي المواطنين في عدد من البلدات المجاورة .
انتهى