الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

ميكائيلا بلوم رغبت أن تكون مذيعة راديو فأصبحت القنصل الإعلامي وقد تصبح وزيرة خارجية امريكا في السنوات القادمة

نشر بتاريخ: 18/09/2008 ( آخر تحديث: 18/09/2008 الساعة: 14:21 )
بيت لحم - خاص معا- حين زارت مقر وكالة معا لأول مرة في العام 2005 كانت تشغل وظيفة الملحق الإعلامي في القنصلية الأمريكية في القدس ،اجرينا معها لقاء وتحدثت باللغة العربية وعادت إلى القدس .

واليوم عادت ميكائيلا شواتيزر بلوم بصفتها القنصل الإعلامي والثقافي في القنصلية الأمريكية في القدس ،فسألها ناصر اللحام رئيس تحرير وكالة معا :في المرة القادمة ستكونين وزيرة الخارجية ؟ فشعرت بالخجل والتواضع لكنها حافظت على ثقة كبيرة بنفسها .

ميكائيلا، امرأة ذكية ومثابرة ، كانت تخضع في صغرها لسطوة هواية الاذاعة ،ولربما حلمت كثيراً أن تصبح مذيعة راديو في امريكا ، ولكن التفاحة لم تسقط بعيداً عن الشجرة ،وظلت تعمل في مجال الإعلام ، وإن كان هذا الإعلام رسمياً وفي أكثر أماكن الصراع تعقيداً.

بدأت بتعلم اللغة العربية ، والأهم من ذلك ، بدأت تتعلم التقاليد والعادات العربية وفي حال دار الحديث باللغة الإنجليزية ربما هي تفاجيء الحضور وتطلب منهم الحديث باللغة العربية لتتمكن من اتقانها اكثر واكثر .

ومثل أي مسؤول أمريكي في المنطقة تحاول أن تسمع أكثر مما تتحدث ، وتترك الحضور يقول ما يريد ، وفي النهاية تدلي بتصريحات مقتضبة لا تخرج عن الموقف الأمريكي الرسمي بكل حذر .

تشرف على النشاطات الثقافية والإعلامية في القنصلية الأمريكية .وتحاول في كل عام وفي شهر رمضان بالذات تكثيف دعمها للنشاطات الثقافية ،للمؤسسات المدنية الفلسطينية لتعويض " السمعة السيئة" للإنحياز الأمريكي مع اسرائيل .

تدرك تماما أن الفلسطينين لا يحملون الكثير من المشاعر الدافئة للحكومة الأمريكية ، ولكنها تحاول أن تثيت في كل اجاباتها بأن المسلمين في امريكا يعيشون بكل حرية وكل حضارة .
وحول الإنتخابات القادمة في أمريكا تعتبر أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن فكرة انشاء دولة فلسطينية ، وان الإدارة القادمة بغض النظر عمن يفوز فيها ستكون إلى جانب هذه الفكرة .

وبالنسبة لها فإن وجود 3 أشهر على العام 2008 فترة ممكنة جداً لتحقيق اتفاق سلام وتطبيق رؤية الرئيس بوش

ورداً على كل الإتهامات ضد الإدارة الأمريكية ، تقول وبشكل ثابت "إن الإدارة الأمريكية مستمرة في دعم الشعب الفلسطيني "

ميكائيلا ابتسمت وقدّمت نصيحة أن لايتعجل أحد في توقّع عودة الحرب الباردة والمراهنة على روسيا ضد امريكا وقالت : لن تعود الحرب الباردة ولن يكون هناك آثار لها في هذه المنطقة ، وإن ما حدث في جورجيا يجب أن لا يقودكم للاعتقاد بعودة الحرب الباردة .

وميكائيلا ،لا تشبه تسيفي ليفني في الشكل لكنها ربما تشبهها في الواقع والطموح ، أو ربما أن الشعوب تعبث في المشاكل والحروب التي يصنعها الرجال ، فاتجهت لاختيار النساء في الحكم على أمل التغير .

قبل نحو عام قال الشاعر الراحل محمود درويش ممازحاً الرئيس عباس في قصر الثقافة في رام الله "انه يجب أن يعيّن امرأة مسؤولة عن أجهزة الأمن الفلسطينية" فضحك الحضور. الا أن درويش لاحظ وجود جبريل الرجوب في المقاعد الأمامية بجانب الرئيس ، فاستدرك يقول " ويمكن لجبريل الرجوب أن يختار هذه المرأة ". فضحك الحضور مرة أخرى .
تصوروا ، فقط من باب الخيال ،أن يختار الفلسطينيون امرأة لرئاسة السلطة ، وبالتأكيد يمكن لجبريل الرجوب والزهار ودحلان وسعيد صيام أن يختاروها طبعاً .