الخميس: 26/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

نتائج استقراء: غالبية القوى والتنظيمات الفلسطينية ترفض فكرة ادخال قوات عربية الى قطاع غزة

نشر بتاريخ: 21/09/2008 ( آخر تحديث: 21/09/2008 الساعة: 10:16 )
غزة- معا- أبدت غالبية القوى والتنظيمات الفلسطينية رفضها لفكرة الاقتراح المصري إدخال قوات عربية إلى قطاع غزة, تمهيدا لإنهاء حالة الانقسام الداخلي الفلسطيني، وجاء رفض هذه الأحزاب وفقا لتفسيرات سياسية أو رؤية حزبية مختلفة كل من منطلقه وتصوراته.

هذا الأمر حدا بالمركز الفلسطيني للديمقراطية والدراسات والأبحاث تنفيذ عدد جديد من استقراء النخبة الفلسطينية ليستوضح من خلاله رؤية هذه الشريحة المجتمعية لانعكاسات هذا المقترح على القضية الفلسطينية من منظور يتصف بالعمق ويغطي جوانبه المتعددة.

وقد اشتملت الشريحة المستقرأ رأيها على عينة نخبوية بلغت 30 شخصية، ضمت (أعضاء في المجلس التشريعي الفلسطيني، وزراء سابقون، ممثلي فصائل فلسطينية، أساتذة جامعات، محللون سياسيون، إعلاميون بارزون).

وقد طرح على الشريحة المستقرأة الأسئلة التالية:
السؤال الأول: باعتقادك ما هي انعكاسات إحضار قوات عربية إلى قطاع غزة على مستقبل القضية الفلسطينية ؟
السؤال الثاني: في حال تم تنفيذ المقترح، ما هي انعكاسات إحضار قوات عربية إلى القطاع على العلاقات الفلسطينية العربية؟
السؤال الثالث: كيف يمكن أن تقرأ إسرائيل هذا المقترح؟

نتائج الاستقراء :

وقد جاءت نتائج الاستقراء على النحو التالي:

السؤال الأول: ما هي انعكاسات إحضار قوات عربية إلى قطاع غزة على مستقبل القضية الفلسطينية؟

أولاً: اعتبر المستقرأ رأيهم أن استقدام قوات عربية إلى قطاع غزة يتوجب أن يخضع لعدة أسس حتى لا تكون له انعكاسات سلبية، وتتمثل هذه الأسس في:
1. توافق وقبول وطني فلسطيني من كافة الأطراف لاستقدام هذه القوات.
2. تحديد مهمة هذه القوات بشكل واضح ودقيق، ويتمثل في إنهاء الانقسام، لا حماية الاحتلال.
3. تحديد المدة الزمنية التي تتطلب بقاء هذه القوات.
4. المساهمة في إعادة بناء الأجهزة الأمنية الفلسطينية وفق معايير مهنية متفق عليها وطنياً.
5. البقاء على استقلالية الموقف الفلسطيني فيما يخص قضيته.

ثانياً: أبدى المستقرأ رأيهم تخوفهم من أن استقدام قوات عربية إلى قطاع غزة سيكون له انعكاسات سلبية على مستقبل القضية الفلسطينية، وعللوا ذلك من خلال:
- قدوم قوات عربية سيشرع التدخل الخارجي في القضية الفلسطينية بشكل مباشر.
- وقوع مواجهة ما بين هذه القوات وبعض الأطراف الفلسطينية ما يترتب عليه انحراف بوصلة المواجهة عن الاحتلال وتحويلها إلى جهة أخرى.
- القضية الفلسطينية قضية مركزية، واستقدام قوات عربية سيجعل تركيز الجهد العربي والإسلامي على الهامش بدل من العمل على إنهاء الاحتلال.
- التخوف من عدم الحيادية، وتغليب مصلحة أطراف فلسطينية على أطراف أخرى، وبالتالي تشجيع الاقتتال الداخلي، وهو ما يترتب عليه تعزز حالة الانقسام السياسي والجغرافي.
- إدخال قوات عربية للقطاع لن يكون إلا بموافقة إسرائيلية، وإسرائيل لن تقبل بدون كسب مقابل لذلك، وهو ما سيكون على حساب القضية الفلسطينية.
- الهدف الأساس الذي يتطلع له الفلسطينيون هو تحرير الأرض من الاحتلال، واستقدام قوات عربية سيشتت اهتمام الفلسطينيين.
- إدخال قوات عربية للقطاع يشكل فرض للوصاية العربية، وتحجيم الدور الفلسطيني والقرار الفلسطيني المستقل.

السؤال الثاني: في حال تم تنفيذ المقترح، ما هي الانعكاسات المحتملة لإحضار قوات عربية إلى القطاع على العلاقات الفلسطينية العربية؟

أولاً: يرى بعض المستقرأ رأيهم أن استقدام قوات عربية للقطاع ضمن اتفاق ووفاق فلسطيني شامل وبناءاً على أسس متفق عليها مستقبلا، من المتوقع أن لا يكون له انعكاسات سلبية على العلاقات الفلسطينية العربية، وربما يعزز من العلاقة بين الأطراف على المستوى الشعبي بشكل خاص.

ثانياً: في حال استقدام قوات عربية دون قبول فلسطيني شامل لهذه القوات، فإن ذلك سيؤثر على العلاقات العربية الفلسطينية بشكل سلبي، وذلك:
- قد يتحول التعامل مع الدول التي سترسل قواتها كدولة محتلة، وبالتالي مقاومة هذه القوات.
- في حال كان هناك أي نتيجة سلبية لوجود هذه القوات سينعكس ذلك بشكل مباشر على العلاقات العربية الفلسطينية وبالتالي إحداث فجوة فيما بينهما.
- سينظر لها أنها تدخل في حق تقرير المصير والحصول على دولة كاملة السيادة على الأرضي المحتلة عام 67.
- حالة الانقسام الفلسطينية هي أزمة داخلية، وفي حال إدخال قوات عربية ستتحول إلى أزمة إقليمية وبالتالي قد يكون لها الكثير من التبعات.
- دخول قوات عربية إلى القطاع قد يكون مدخلا لحرب أهلية.
- في حال تمت مقاومة هذه القوات فإنه سينظر إلى الشعب الفلسطيني على أنه شعب عدائي وبالتالي من الممكن أن يكن كل من الشارع العربي والفلسطيني العداء لبعضه البعض.
- وجود قوات عربية في القطاع دون قبول وطني فلسطيني لهذه القوات سيساهم في القضاء على أي مستقبل لدور عربي في القضية.


السؤال الثالث: كيف يمكن أن تقرأ إسرائيل هذا المقترح؟

اعتبر أفراد النخبة المستقرأ رأيهم أن إسرائيل ستحاول استغلال هذا الطرح، في حال تم البدء في تنفيذه، من أجل تحقيق مكاسب متعددة تتمثل في:

- ستستغل إسرائيل هذا المقترح ليكون منفذا للتطبيع العلاقات العربية الإسرائيلية، إذ أن إدخال القوات لن يتم إلا بموافقة إسرائيل على ذلك.
- سيعطي إسرائيل مزيدا من الذرائع في التعامل مع القضية الفلسطينية كقضية جزئية عن الصراع العربي الإسرائيلي.
- سيمنحها موقف رسمي في تنكرها للواقع الفلسطيني وما يُلزمها به القانون الدولي.
- من الممكن أن تعطي المبرر لإسرائيل في التنصل من مسؤولياتها كدولة محتلة.
- ستشكل ذريعة لإسرائيل، في انه لا يوجد شريك فلسطيني قادر على اتخاذ القرار للتفاوض معه بشكل رسمي.

- سيكون ذريعة للإسرائيليين لإلقاء المسؤولية على الجانب العربي بالكامل، بحيث تصبح القضية الفلسطينية مجزأة إلى جزئيين: الأول غزة التي تتواجد فيها قوات عربية، وتخضع لقرارات عربية، بالتنسيق مع السلطة. والثاني: الضفة، وهو ما تفاوض عليه إسرائيل، وتعتبر أن القضية أصبحت مختزلة فيها.