نائب الامين العام للجبهة الشعبية عبد الرحيم ملوح: الحل اتفاق دوحة فلسطيني والفلسطينيون يعيشون وضعا سورياليا
نشر بتاريخ: 21/09/2008 ( آخر تحديث: 21/09/2008 الساعة: 13:05 )
رام الله- معا- قال عبد الرحيم ملوح نائب الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ان المفاوضات مع إسرائيل عقيمة, وان طريق الحوار الفلسطيني الفلسطيني ليس سالكا, وان الاحتلال عمق الانقسامات حتى داخل السجون, ولدينا اقدم اسرى في العالم.
بهذا الكلام المباشر جدا لخص ملوح المشهد الفلسطيني من الداخل في لقاء مع صحيفة 'الكفاح العربي' مضيفاً : لا ارى حلا إلا بـ«اتفاق دوحة» فلسطيني, تماما كما فعل اللبنانيون, بدعم عربي حقيقي.
وردا على سؤال : أين تتجه البوصلة الفلسطينية هذه الأيام؟
قال ملوح : لا أفق منظوراً سريعاً أمام المفاوضات العقيمة الجارية بين الفلسطينيين والاسرائيليين, ولا أرى أن هذه المفاوضات ستثمر حتى نهاية العام الحالي وهي أقرب ما يكون الى حملة علاقات عامة اسرائيلية. نحن نحكم على القوى السياسية بحسب الواقع وليس كما تقوله عن نفسها, وهذا غير كاف, ذلك أن الأهم ما تقوم به من ممارسات, وبناء على ذلك فإن اسرائيل ليست في وارد مشروع سلام مع الفلسطينيين بشكل محدد. فإسرائيل هذه الأيام في أفضل وضع من ناحية ميزان القوى, الفلسطينيون منقسمون والعرب مفككون والمجتمع الدولي ممثلا بأميركا يدعم اسرائيل بالكامل.
وكما هو معلوم فإن أولمرت يقول إن الرئيس محمود عباس ضعيف ولا يستطيع عقد اتفاق سلام مع اسرائيل, وان «حماس» حركة ارهابية ولا تريد اتفاقاً مع اسرائيل, مع أن عباس يجري مفاوضات مباشرة معها, بينما «حماس» تجري مفاوضات غير مباشرة عن طريق مصر, واسرائيل تتعامل مع كل طرف بطريقتها من موقع تحكمها بميزان القوى.
وكما هو معلوم أيضاً فقد فتحت اسرائيل طريقاً على سوريا عبر تركيا, بهدف الضغط على الفلسطينيين, مع أنني لا أعتقد أن أفق المفاوضات الاسرائيلية مع سوريا مفتوح, لأن ما جرى لعبة مسارات لأن اسرائيل ليست في وارد التنازل عن الجولان. ووفق آخر استطلاع اسرائيلي حول هذه المفاوضات فإن غالبيتهم ترفض اعادة الجولان الى سوريا, وما أراه هو أن اسرائيل تمارس ادارة العملية فقط, وبالتالي لن تقدم شيئاً للفلسطينيين والسوريين في الأفق المنظور, فهي تنظر الى الرئيس بوش على أنه مودع للبيت الأبيض ولا يستحق أي مكافأة, وربما ستقدم شيئاً من هذا القبيل الى الرئيس الاميركي المقبل.
وأضاف : نعيش وضعاً داخلياً صعباً ومعقداً ومركباً ويمكن أن نطلق عليه كلمة «سوريالي» فهناك سلطة في الضفة تديرها قيادة «فتح» وباقي الفصائل كل يعارض بهذا القدر أو ذاك, وهناك سلطة أمر واقع في غزة تقودها «حماس», والبقية أيضاً تعارض بهذا القدر أو ذاك, وكلتا السلطتين تحت السيطرة الاسرائيلية. وما يحصل هو أن الجميع ومن ضمنهم «حماس» يراهنون على العامل الخارجي الذي يدعمهم, أو يتعامل مع حقائق الأمر الواقع, وهذا في حد ذاته غير صحيح وغير كاف لأن لا أفق منظوراً لنجاح المشروع الوطني من دون تحقيق الوحدة الوطنية ومن دون دعم عربي حقيقي لهذا المشروع, مع ان الحصيلة في النهاية هي ميزان قوى.
اخيرا تم بذل جهود كبيرة لتحقيق المصالحة قادتها الجبهة الشعبية, وتقدمنا بمبادرات تبعها جهد عربي تمثل بمبادرة صنعاء لكن شيئاً لم يتحقق لأن طريق المصالحة الفلسطينية ليست سالكة. ومن مفارقات القدر أنه تم احياء ذكرى النكبة في أنحاء العالم كافة, ما عدا غزة, لان «حماس» هناك منعت هذه الاحتفالات على قاعدة أن ذلك مناط بها وحدها.
و الحوار متعطل هذه الأيام, ولا أفق لذلك من دون فعل سياسي فلسطيني وعربي واستعداد حقيقي لدى كل من «فتح» و«حماس» لتقديم الخطوة الأولى. سبق أن طرحنا فكرة ببعدين الأول مبادرة سياسية لمعالجة الشأن الداخلي, والثاني تشكيل لجنة وطنية فلسطينية لإدارة الحوار لا تضم «حماس» و«فتح» وأن يتم التحرك والتنسيق مع الجامعة العربية ومع أي طرف عربي راغب ومؤثر في الشأن الفلسطيني, لكن أحداً لم يستجب لتلك المبادرتين لا من «فتح» ولا من «حماس» والطرفان يريدان تحقيق انجازات قبل بدء العام المقبل.
ولذلك فإن الأفق مسدود والفرص معدومة أمام الحوار لأن قيادة «حماس» تنتظر فشل عباس في مفاوضاته مع أولمرت وترى بذلك أنها تحقق ميزة, وكذلك فإن قيادة «فتح» تراهن على ضغط الوضع في غزة على «حماس» فتضطر الى التراجع عن خطوتها وبعد ذلك يتم فتح الأفاق وكلا النظرتين خاطئة. هناك خطر حقيقي لأن الانقسام الحاصل يشكل تراكمات سلبية يترتب عليها مشاكل أكثر تعقيداً وصعوبات أكبر مستقبلاً, خصوصا أننا نعيش انقساماً واقعياً جغرافياً بين غزة والضفة, حيث تتواجد اسرائيل بينهما, لقد وحدنا شعبنا في السابق في اطار منظمة التحرير رغم تمزقه في الشتات, وما يحصل اليوم هو عملية تفكيك والمستفيد الأول منها هو اسرائيل بطبيعة الحال وها هي بفعل ذلك تتنصل حتى من موضوع الشعب والمنظمة وتعمل جادة على عودة غزة الى مصر وما يتبقى من الضفة الى الأردن, بمعنى أن تشتت الشعب الفلسطيني مرة أخرى.
وردا على سؤال : ما وضع منظمة التحرير اليوم؟
نحن كجبهة شعبية ندعو لتفعيل مؤسساتها ووقعنا في العام 2005 على اعلان القاهرة بهذا الخصوص لكن لم يتم بذل الجهود اللازمة لتنفيذ هذا الاعلان, وقد جرت الانتخابات التشريعية في العام 2006, وخرجت وثيقة الأسرى التي اصطدمت بالانقسامات السياسية والاقتتال الداخلي في غزة. ومنظمة التحرير رسمياً ومعنوياً هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني, لكن مضمونها السياسي يحتاج الى تطوير داخلي, وبدون حل مشكلة غزة ووضع حد للانقسام الحاصل هناك, فإن رسالة المنظمة ستبقى مطموسة, ناهيك عن وجود الاسلام السياسي ممثلاً بـ«حماس» و«الجهاد» خارجها. وبالتالي فإن موضوع الوحدة لا يقتصر على غزة والضفة, بل يتناول مشاركة الجميع فيها واعادة تشكيل المجلس الوطني على أساس قانون انتخاب يقوم على التمثيل النسبي, والمنظمة حالياً تعاني خللاً بنيوياً داخلياً يرافق ذلك لغطاً حول حقيقة تمثيلها للشعب الفلسطيني, سواء أكانت تمثل الشعب أو تيارات سياسية, مع أنها في حقيقة الأمر تمثل الشعب بكل تياراته ولا تمثل تياراً سياسياً بعينه.
ما العقبات التي تحول دون دخول «حماس» و«الجهاد» الى مؤسسات المنظمة؟
قال : سابقاً كانت هناك عقبات من نوعين الكوتا والبعد الاسلامي في مواثيق المنظمة وبرامجها لذلك تعطل الحوار منذ العام 1990 في تونس وعمان ومحطات أخرى, وقد تأملنا خيراً بعد اعلان القاهرة العام 2005, لكن الانقسام والحسم العسكري الحمساوي في حزيران ?يونيو? 2007 فاقم المشكلة, وبالتالي فإنه يصعب الآن الحديث عن دخول «حماس» القائمة. ونحن نطالب بتنفيذ اعلان القاهرة ووثيقة الأسرى واجراء الانتخابات على اساس تمثيل نسبي كامل, ومن يحالفه الحظ من حقه أن يحكم.