الخميس: 14/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

دراسة بحثية: الصحافة الإلكترونية عززت أسس التنمية السياسية وساهمت برفع درجة الوعي لدى الفلسطينيين

نشر بتاريخ: 21/09/2008 ( آخر تحديث: 21/09/2008 الساعة: 15:00 )
نابلس- سلفيت- معا- خلصت دراسة علمية أعدها الكاتب الصحفي الفلسطيني خالد معالي من مدينة سلفيت بالضفة الغربية إلى نتيجة مفادها أن الصحافة الإلكترونية ساهمت في تقوية وتعزيز أسس التنمية السياسية الفلسطينية، وأن لها تأثيرات عميقة في مجال التنشئة السياسية وبناء وتشكيل الرأي العام حول مختلف القضايا وعملية التغيير السياسي.

وبين استطلاع للرأي شملته الدراسة أن 91% من طلبة جامعة النجاح الوطنية يعتبرون أن الصحافة الإلكترونية ساهمت برفع درجة الوعي السياسي لديهم.

واكتسبت الدراسة التي نال الصحفي معالي- بعد مناقشتها من قبل لجنة ثلاثية ترأسها بروفسور وعضوية بروفيسور ودكتورة آخرين- درجة الماجستير في التخطيط والتنمية السياسية من جامعة النجاح الوطنية بنابلس أهمية خاصة وتميز كبير وأوصي بنشرها، كونها تبحث في موضوع جديد هو الأول من نوعه على مستوى الوطن العربي وهو الصحافة الإلكترونية وتأثيراتها على التنمية السياسية، حيث كان عنوان الرسالة الجامعية "أثر الصحافة الالكترونية على التنمية السياسية في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ عام 1996وحتى عام 2007"، واستغرق إعدادها قرابة سنتين بسبب عدم وجود مراجع وندرة الدراسات السابقة حول الموضوع، حيث وأكد الباحث معالي أنه اضطر إلى الاستعانة بالمقابلات والاستبانة وترجمة بعض الكتب باللغة الانكليزية لإنجاز الرسالة.

تأثيرات عميقة
فقد بينت عينة عشوائية أخذت من جامعة النجاح الوطنية، تتكون من 100 طالب وطالبة أن ما نسبته 96% من الطلاب والطالبات يستخدمون الإنترنت، وأن 36 % منهم يستخدمونه بشكل متواصل، و47% يستخدمونه بعض الشيء، و13% نادراً، و4% لا يستخدمونه.

كما بينت أن 86% من المستطلعة آراؤهم يتابعون المواقع والنشرات السياسية والتي هي في الغالب تكون عبر الصحافة الإلكترونية للمواقع الحزبية، وأن 20% منهم يتابعون المواقع والنشرات السياسية بشكل مستمر، و36 % أجابوا أحياناً، و30% نادرا، و14% لا يتابعون النشرات السياسية.

وتشير هذه النتيجة إلى أن فئة الطلبة لديها اهتمام كبير بالأمور السياسية، والمواقع التي تبرز ذلك وهي المواقع الحزبية في الغالب، مما يشكل تعبئة كبيرة وتقوية لا يستهان بها للوعي السياسي لديهم، ويمكن إرجاع هذه النسبة الكبيرة من الطلاب الذين يتابعون النشرات السياسية لخصوصية وجود الاحتلال، وما يقتضيه الواقع السياسي الفلسطيني من حراك سياسي يومي وآني.

وأجاب 30% من الطلاب والطالبات في السؤال الثالث أنهم يتابعون المواقع الحزبية، وأن 32% يتابعون المواقع التحليلية، و38% يتابعون البرامج الوثائقية. وهذا يشير إلى أن ثلث الطلبة يهتمون بمعرفة وجهة نظر الأحزاب العاملة على الساحة الفلسطينية حول مختلف المستجدات، وتغذية عقولهم وفكرهم بكل شيء جديد حول ذلك، خاصة أن هناك كل يوم ما هو جديد من قبل الأحزاب الفلسطينية بما يخص القضية الفلسطينية.

كما أوضحت العينة كذلك أن القضية الفلسطينية حصلت على ما نسبته 61% من متابعتهم، وأن 20% من متابعات العينة توجهت نحو القضايا العربية والإسلامية، و6% أبدوا اهتمامهم بقضايا البيئة والمرأة، و13 % اهتموا بقضايا التطور العلمي والتقني، وهم بالأرجح من الكليات العلمية. كان مفاجئاً للباحث ضعف الاهتمام من قبل العينة بقضايا المرأة والبيئة.

وتشير هذه النتائج أيضاً إلى تلازم وترابط القضية الفلسطينية مع محيطها العربي والإسلامي فتصويت 20% من العينة، وهم من طلبة فلسطين تحديدا، بأنهم يتابعون القضايا العربية والإسلامية يؤكد عمق الروابط والهم المشترك مع المحيط العربي والإسلامي، وأن الشبكة تسهم في ذلك.

تعزيز البناء المعرفي
وأجاب 96% من العينة على السؤال الخامس أن الشبكة تساهم في بنائهم المعرفي، و46% تساهم بشكل كبير في ذلك، و45 % أجابوا أنها تساهم بعض الشيء، و5% أجابوا قليلا، و4% أجابوا بلا.

ويمكن اعتبار هذه المعطيات مؤشراً قوياً على أن المعرفة -كونها أحد عوامل التغيير السياسي- لم تعد مقتصرة في وسائل الإعلام الأخرى كالسابق، بل تسيد وتربع الإنترنت عليها جميعاً في البناء المعرفي، وسبق من قبله من الوسائل في ذلك.

وفيما يتعلق بالسؤال السادس، فقد أجاب81% من أفراد العينة أن حرية الاطلاع في مواقع الإنترنت متوفرة أكثر من وسائل الإعلام الأخرى، حيث إن نسبة 36% أجابوا أنها متوفرة كثيراً ، و45% منهم بعض الشيء، و15% أجابوا قليلاً، و4% أجابوا بلا. وهذا يشير إلى الحرية الواسعة التي يتمتع بها الإنترنت، وأن الرقابة تكاد تكون غير موجودة على الشبكة الإلكترونية، مما يعجل في تسارع ورفع سقف الحريات في المجتمع الفلسطيني، ويعجل في عملية التغيير السياسي والتي هي بدورها أحد أسس التنمية السياسية في أي مجتمع.

وعي سياسي كبير
السؤال الأخير والذي هو الأكثر أهمية في الاستبانة، أجاب 91% من العينة أن الشبكة رفعت من وعيهم السياسي، ومنهم 46% أجاب أنها رفعته بشكل كبير، و45% بعض الشيء، و5% قليلا، و4% أنها لم تساهم في وعيهم السياسي، وهي نسبة عادية حيث إنه من الممكن أن نجد من لا يعرف أو من لا يريد استخدام الشبكة.

وتشير نتائج السؤال السابع الأهم من بين الأسئلة والأخير في الاستبانة إلى مدى أهمية الدور الذي تلعبه الشبكة الإلكترونية، وخاصة الصحافة الإلكترونية كجزء منها في عملية تشكيل ورفع منسوب الوعي السياسي لدى الطلاب، ومدى اهتمامهم بالقضايا السياسية الحياتية المحيطة بهم، وهذا ما يؤكد ضرورة زيادة الاهتمام بالشبكة من قبل صناع القرار والسياسيين للتعجيل بفضح وتعرية وزوال الاحتلال.