النقاشات السياسية تطغى على جلسات الافطار الرمضانية- ماذا يحدث في أسرة أبناؤها من مختلف ألوان الطيف؟
نشر بتاريخ: 22/09/2008 ( آخر تحديث: 22/09/2008 الساعة: 15:06 )
غزة- تقرير معا- لربما تعتبر السياسة هي العمود الفقري في حياة الشعوب بعد الاقتصاد "الطعام والشراب" لكن في فلسطين أصبح الشراب والطعام هما المحدد الرئيسي للسياسة الفلسطينية, ففي شهر رمضان الفضيل حين يجتمع الأهل والأحباب من أبناء الأسرة الواحدة متنوعة الفصائل حول مائدة الإفطار تبرز معهم التساؤلات السياسية الكبرى ؟؟؟.
هل سيمضي شهر رمضان بلا حوار ؟!!! وهل من وقت أفضل من هذا الوقت للحوار ؟!!! وأليس من حقنا أن نرى القادة المتخاصمين على طاولة الحوار وأقلها في رمضان ؟!!!.
كل هذه التساؤلات طرحت على مائدة إفطار الحاج أبو محمد وأولاده الخمسة عندما أفطر معهم مراسل وكالة "معا" في مدينة غزة.
"نكشة":
هو الصمت الذي يسبق عاصفة "الطعام" على هذه المائدة التي يلتف حولها الأب المعتدل والأبناء متعددي الانتماء الفصائلي, فقبل نصف ساعة من الطعام أردت أن أتعرف على الواقع السياسي في هذه الأسرة فقلت حين صمت الجميع "يقولون إن الحوار سيبدأ في رمضان وقد قارب رمضان على الانتهاء" وحينها بدأ الأخوة بالانطلاق.
في البداية قال الأب "أبو محمد" لا يمكن أن يقوم الحوار في شهر رمضان الآن لان الشهر قد قارب على الانتهاء والأصل أن يتحاوروا فيه مثلما اخبرونا في السابق, لكن خلينا نرجع للواقع الفلسطيني "هل ممكن يصير حوار بعد اللي صار في غزة والضفة حماس سحقت فتح في غزة وفتح سحقت حماس في الضفة".
لكن الابن الأكبر "محمد" استثير من هذه الكلمة وقال: "فتح في غزة باقية وما تنتهي مهما صار فيها وكل واحد بيقول إنها انتهت بيكون غلطان".
أما يوسف الابن الحمساوي فقال: "ما في فتح في غزة للأبد وقريباً حماس ستسيطر على الضفة لأن الأموال الأمريكية والأوروبية غير دائمة". فرد محمد: "يعني الأموال الإيرانية ستبقى لكم على طول".
فصاح الأب في أبنائه: "عيب ما تفعلونه وانتم على مائدة من موائد الرحمن إذا انتم الإخوة اللي من دم ولحم لم تحترموا بعضكم البعض تريدون من الزعماء أن يتحاوروا على طاولة واحدة".
واستمرت المناوشات السياسية بين الأبناء والأذان في اقتراب إلى أن طال الكلام الجهاد الإسلامي فرد الابن إسماعيل قائلا: "اذبحوا بعض لكن الجهاد ما حد يحكي عليهم لأنهم ما الهم في كل هذا المهاترات اللي بتحكوها".
الأب قال: "مصيبتنا أن الفصائل غير حماس وفتح ليس لها أي دور في الحوار ومش من مصلحتها أن تتوحد حماس وفتح على أمل أن تزداد شعبيتها على حساب حماس وفتح".
وقبل الأذان ببرهة قال الوالد: ليصمت الجميع ولتدعوا ورائي "اللهم وحد صفنا, اللهم اجمع كلمتنا, اللهم كما جمعتني وأبنائي على مائدة الإفطار فاجمع القادة السياسيين على طاولة الحوار, اللهم اهد أبناء شعبنا الى كل خير وابعد عنا كل ضر.. أمين أمين أمين".
لربما أن ما جرى على مائدة الإفطار من تساؤلات وحوارات تكون رسالة الى القادة لبدء الجلوس والحوارات.