الجمعة: 15/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

أهالي نعلين يفيقون على صوت القنابل بدلاً من طبول المسحراتي

نشر بتاريخ: 22/09/2008 ( آخر تحديث: 22/09/2008 الساعة: 17:11 )
رام الله - معا - المسحراتي عقل صادق عبد الرحمن سرور البالغ من العمر "36 عاما" زاول مهنته كمسحراتي منذ الطفولة، حيث تبع والده منذ الصغر ليدق الطبول في شهر رمضان هو وشقيقه أبو ياسين، حيث كان عقل يدق الطبول وشقيقه يقوم بالنداء على الناس قائلا: "يا أهالي نعلين قوموا على سحوركم، رمضان جاي يزوركم".

عمل الوالد كمسحراتي منذ زمن بعيد، وكان إنسانا محتاجا حيث ربى أولاده على الصدقات، وعندما افتقده الموت منذ 14 عاما، خلفه أولاده في تسحير الناس، فكان صوت أبو ياسين يصدح في شوارع وأزقة البلدة حتى عرف عنه بأجمل صوت مسحراتي في المنطقة، وكان عقل يدق الطبول مساندة لأخيه.

استمر الشقيقان سرور في التسحير طوال شهر رمضان، لخلق أجواء جميلة خاصة بهذا الشهر الفضيل، عن روح والدهم الطاهرة صادق سرور، بقولهم "كلما يسمع الناس دق طبولنا لهم على موعد السحور يستذكرون والدنا بالخير ويترحمون عليه".

لم يبق حال قرية نعلين كما هو، فلم يشعر أهالي القرية بخصوصية هذا الشهر ولا حتى بأجوائه الرمضانية الجميلة، فقد توغل عليهم وباء جدار الفصل وتوابعه، وانقلب حال القرية رأساً على عقب، فلم يكن هناك يوم ينعم به أهل القرية بالراحة سواء بالليل أو بالنهار.

ففي هذا العام قام جنود الاحتلال ببناء جدار الفصل على أراضي القرية، وبمحاولة من أهالي القرية بمنعهم وصدهم بالقوة والمظاهرات السلمية، وكان الرد بالقتل وجرح العديد من أهالي القرية والاعتقالات التي طالت صفوف شباب القرية والإرهاب والتخويف، محاولة منهم لردع الأهالي.

حال عقل وأبو ياسين كحال باقي أهالي القرية خاصة في شهر رمضان، فلم يستطع الأخوان من الخروج لتسحير الناس في كل يوم من أيام رمضان، وبسبب الظروف استبدل عقل دق الطبول في الحارات بالخروج إلى مأذنة الجامع ودق الطبول على سماعة المأذنة كون الوضع الأمني وتواجد الجيش الإسرائيلي مستمر في القرية.

خمس ليال لم يفق أهالي القرية على صوت قرع الطبول، فقد منع جنود الاحتلال خلال 22 يوما من رمضان عقل من دق الطبول مدة 5 أيام، وذلك بسبب مداهمتهم للقرية وقيامهم بالاعتقالات وإطلاق قنابل الصوت والغاز التي يفيق عليها الناس بدلا من صوت الطبول.

وفي أول ليلة من رمضان فاجأ جنود الاحتلال عقل عند باب المنزل وهو خارج ليقوم بواجبه كمسحراتي، وخلال محاولة اعتقاله قاموا بإطلاق النار على أخيه الذي أصيب بأربع رصاصات 3 في الوجه وفقد عينه وأخرى في صدره، ومكث في المستشفى لمدة 10 ايام، والآن يتلقى العلاج في مستشفى العيون في القدس، أما عقل فاعتقلوه وخرج بكفالة 4 ألاف شيكل، ولا زال رهن الاعتقال.

اقتحامات متكررة لبيت المسحراتي للترهيب والتخويف، عقل وهو اب لطفلة صغيرة لم تتجاوز العامين من العمر، يرهب الجنود زوجته وأبنته اللتين أصبحتا تعيشان حالة رعب جراء هذه الاقتحامات، التي تبدأ عند ساعة متأخرة من الليل وتبقى حتى الفجر، فتتولى القنابل بإيقاظ الناس.

وعقل يصر على رفع صوت دق الطبول عاليا برغم الصعوبات، ويأمل في ان يأتي الشهر الفضيل في العام المقبل على امن وسلام، ودق طبول.