الجمعة: 20/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

ليس المطلوب من المواطن ان يثبت براءته امام اجهزة الامن في الضفة والقطاع بل الاجهزة ان تثبت انتماءها للمصلحة العامة

نشر بتاريخ: 23/09/2008 ( آخر تحديث: 23/09/2008 الساعة: 13:12 )
بيت لحم- رئاسة التحرير- هل حماس هي العدو ؟ ومن قال ذلك ؟ اللجنة المركزية لفتح لم تقل ذلك والرئيس لم يقل ذلك وكتلة فتح لم تقل ذلك واللجنة التنفيذية للمنظمة لم تقل ذلك.

هل فتح هي العدو ؟ ومن يقل ذلك ؟ حماس لم تقل ذلك وخالد مشعل لم يقل ذلك ومجلس شورى حماس لم يقل ذلك وحكومة هنية لم تقل ذلك.

بعد ما نشرته صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية على لسان الصحافي ناحوم برنيع في عدد الصحيفة الصادر يوم الجمعة الماضي ولقاء قادة اجهزة امن السلطة مع نظرائهم الاسرائيليين، والتصريحات" الحادة" و"النارية " التي نقلت على السنتهم ضد حماس، وبالتزامن مع تصريحات مضادة من حماس ضدهم يأتي دور الصحافة الفلسطينية في اعادة الاعتبار للمواطن الفلسطيني وتوفير ما يكفي من معلومات حول هذا الموضوع حتى لا نجد انفسنا في معارك جانبية لم يكن لنا رأي فيها.

وبغض النظر عما يسمح لنا بنشره وما لا يسمح لنا بنشره، آن الأوان لحملة اعلامية فلسطينية استدراكية لحماية المجتمع الفلسطيني من موجة صدام جديدة على غرار تلك الأحداث في قطاع غزة في حزيران 2006.

فالأجهزة الأمنية في السلطة موضوع خلافي طويل، اثارته في البداية حركة فتح ايام الزعيم الراحل ياسر عرفات، وتصاعد الحديث بشأنه ايام "بيان العشرين" حين قام احد الاجهزة الامنية بضرب اعضاء التشريعي المنتخبة وذلك في عام 1998، ثم تصاعد الخلاف بين مروان البرغوثي فك الله قيده وبين المرحوم موسى عرفات وصولا الى السيد غازي الجبالي وقصف اسرائيل مقر الوقائي في بيتونيا وتصريحات فاروق القدومي لاحقا وهكذا .فاختلطت المواقف الحزبية والداخلية بمواقف الصراع مع الاحتلال لم يعد بمقدور المواطن فهم كامل اوجه الحقيقة.

لصالح اجهزة الأمن

* انخراط أكثر من 2000 من عناصر اجهزة الأمن الفلسطيني في انتفاضة الأقصى المسلحة ، فاستشهد قرابة 500 منهم واعتقل اكثر من 1500 عنصر وضابط من مختلف اجهزة الامن ومعظم لا يزالون في سجون الاحتلال .

* رغم قصف اسرائيل مقار الأمن في غزة والضفة بالطائرات واغتيال واعتقال قيادات امنية فلسطينية ، ورغم تدني الاجور في صفوف المنتسبين للأمن ، ظل الامن الفلسطيني وفي ظروف شبه مستحيلة يقوم بالحد الأدنى من واجباته لمنع انهيار المجتمع وعدم تحويل فلسطين الى اقليم دارفور جديد .

* تحسن مقبول في اداء الشرطة الزرقاء وبداية تشكيل مؤسسة شرطية حقيقية وهو ما سيكون في النهاية لصالح اي نظام سياسي يحكم السلطة سواء في قطاع غزة او في الضفة الغربية .

ضد الأجهزة الأمنية

* على قادة اجهزة الامن في الضفة الغربية وقطاع غزة ان يعرفوا انهم لا يصنعون سياسة السلطة ، وان كانوا يرون في انفسهم القدرة والكفاءة لذلك ، فهم ضباط امن ينفذون السياسة ويطبّقون القرارات وممنوع ان يتدخلوا في السلطة التشريعية أو القضائية ، فالسلطات الثلاث يجب أن تكون مفصولة عن بعضها البعض وهذا هو سر نجاح المجتمعات المتمدنة .

* بغض النظر عن موقف قادة الامن في غزة او الضفة من الاحزاب السياسية ، فانهم يجب ان يشكلوا صمام امان المحتمع وليس العكس ، ومعظم الناس لا يزالون يرون ان حماس ليست عدوا لفتح ، كما ان فتح ليست عدوا لحماس وأن اسرائيل هي العدو الأساسي ويعتقدون ان على اجهزة الأمن في الضفة وفي غزة أن تعلن ذلك جهارً امام المواطنين وان تثقّف عناصرها في هذا الاتجاه .

* معظم استطلاعات الرأي كانت اثبتت ان الفساد كان استشرى وسط ضباط الامن وحتى الصغار منهم ، فساد مادي او فساد سياسي ، ما يدفع للقول أن اعادة هيبة القانون واحترام حقوق المواطن وعدم الاستخفاف بالحقوق المدنية هو اساس احترام الناس للسلطات وليس العكس . فليس المطلوب من المواطن ان يثبت براءته امام هذه الاجهزة بل المطلوب من هذه الاجهزة ان تثبت ولاءها وانضباطها للمصلحة العامة.

* لا تزال حالات الفلتان الأمن مقتصرة على منتسبي اجهزة الامن سواء حوادث اطلاق النار او سياق السيارات غير القانونية او تجاوز القانون او استخدام العنف المبالغ فيه ضد خصومهم السياسيين ، وعلى اجهزة الأمن في الضفة والقطاع ان تعرف انها هي المتهمة في عدم استتباب الأمن وليس العكس .

والانكى من كل ذلك ان اسرائيل " بغباء أحمق " لا تزال تعتقد ان مراهنتها على اجهزة الأمن سواء عند فتح او عند حماس سوف يوفر لها الحلول لمشاكلها ، فجنرالات اسرائيل امتدحوا المسؤولية والانضباط والجدية عند اجهزة امن غزة في منع اطلاق الصواريخ ، وهم انفسهم يجلسون مع قادة اجهزة امن السلطة في الضفة ويعرضون عليهم الدعم لمحاربة حماس .

وكأن اسرائيل لا تدرك حتى الان ، ان اي حل مع الفلسطينين لن يكون بالإتفاق مع جنرالات الامن ، وانما مع التنظيمات الفلسطينية ومع القيادة السياسية ، فحتى جنرالاتهم هم وعلى رأسهم موفاز سقطوا في الانتخابات الاخيرة ، وان كل هذه الزوبعة الاسرائيلية لن تؤثر في فنجان الانتفاضة المستمرة والتي وصلت الان مدينة القدس . فماذا ستفعل اسرائيل في القدس ؟وهل هناك اجهزة امن للسلطة ؟

والاهم - وبما ان اسرائيل معنية لهذه الدرجة بالامن الفلسطيني فلماذا لا تفرج اسرائيل عن 1500 اسير من اجهزة امن السلطة لا يزالون في سجون الاحتلال ؟ ولماذا لا تفرج عن 750 اسير من قطاع غزة ؟.