نشر بتاريخ: 24/09/2008 ( آخر تحديث: 24/09/2008 الساعة: 09:28 )
بيت لحم - معا - رحم الله الفنان المصري الملتزم ، الشيخ إمام عيسى ، الذي أحسن توصيف معالم الجرح العربي ، من خلال سلسلة من الموشحات النضالية ، التي أبدعها بالتعاون مع الشاعر الشعبي أحمد فؤاد نجم .
وصلات الإمام الغنائية تناولت كل نواحي الحياة العربية ، ومست عذابات الغلابى بين محيطنا وخليجنا ، ما حول إبداعه إلى مدرسة ، تراكمت في جنباتها اللوحات الكاركتيرية الخالدة .
ولست هنا بصدد الغوص في كلام الإمام الهادر عن "الفلسطينية" الذين تمنى أن يسافر "حداهم" وناره بيديه ، ليقاتل معاهم ، حتى تموت شريعة هولاكو ، ولكن أقف اليوم أمام حديثه الملحن عن "التلامذة " الذين طالما كانوا واجهة النضال ، ومقدمة الابداع ، في غنائيتة الخالدة " رجعوا التلامذة ، يا عمي حمزة ، للجدّ تاني " والتي يسترسل فيها مؤكدا " لا كورة نفعت .. ولا أونطة .. ولا المناقشة وجدل بيزنطة " حتى يصل إلى كلام كبير بقوله : " ولا الصحافة والصحفجية .. شاغلين شبابنا عن القضية " .
كلام إمام الكبير هذا .. لا يبدو انه ينطبق على شبابنا ، ممن يحملون همومهم بين الحواجز العسكرية ، محاولين جعل الملاعب ثكنات مقاتلة لإعداد الأجيال ، وترسيخ المثل الفلسطينية ، في الطريق الشاق نحو البناء والتشييد، يؤكد ذلك أن عنوان النضال الفلسطيني ، الشاعر الكبير محمود درويش حاضر في كل المباريات ، التي أصبحت تأبينا متواصلا لصانع اللهيب الثوري المقاتل ، وحامل المصباح من بيت إلى بيت .
"التلامذة" .. من معذبي شعب فلسطين ، عادوا منذ أسابيع إلى المواقع المدرسية ، في مرحلة أخرى من الإعداد الفلسطيني لأبناء فلسطين ، الذين سيحملهم العب العظيم مهمة رفع الراية الفلسطينية خفاقة في سماء فلسطين العزيزة ، وعلى أسوار المسجد الأقصى المبارك .
"تلامذة" فلسطين يعودون إلى المواقع للمساهمة في لعب دورهم ، وأداء رسالتهم ، ولكن لهؤلاء "التلامذة" حقوقا على كل فلسطيني لبيب ، وخاصة من حاملي المهام التعليمية ، وجنود العملية التربوية .
نتفق أن الأنشطة تلعب دورا مؤثرا في سلاسة الأداء ، ونتفق أيضا أن الأنشطة الرياضية ، تلعب دورا أكثر تأثيرا ، يجذب التلاميذ إلى أجواء المدرسة ،لذلك يجب أن يتضاعف الاهتمام بالنشاط الرياضي ، وتتحول حصة التربية الرياضية ، إلى ركنا أساسيا في العملية التربوية ، لا يقل أهمية عن الحصص الأخرى كالرياضيات والعلوم ، لأن الأولمبياد الصيني الأخير ، أكد للقاصي والداني ، أن مواقع الدول الرياضية على السبورة الاولمبية ، تقترب من مواقعها الحضارية في مختلف المجالات ، ولم نسمع عن دولة متقدمة تكنولوجيا ومتخلفة رياضيا !
ويؤكد المختصون أن عملية التنمية الرياضية تنطلق من أروقة المدارس وحجرات التعليم ، وساحات اللعب في المؤسسات التعليمية ، ما يعني أن القائمين على تسيير التربية الرياضية في المدارس مطالبون بمزيد من الخطوات ، التي تجعل الأداء الرياضي في المدارس أكثر أهمية ، حتى تعود المدارس كما كانت في سنوات العز مشاتل للمبدعين ، لا كما أصبحت محطة مرور للاعبين ، الذي يتم صقلهم في الأندية .
وحتى تنجح العملية لا بد من مراقبة أكثر فعالية لأداء المعلمين في المدارس ، ووضع الخط الناجعة للنهوض بحصة التربية الرياضية ، ورفع المستوى من خلال الاهتمام بالمواهب الرياضية في المراحل المبكرة ، وتوجيه الخامات الرياضية نحو المواقع الصحيحة ، واختيار مجال الإبداع الأكثر جدوى ، فهذا لكرة القدم ، وهذا للسباحة ،وذاك لألعاب القوى ... وهكذا .
ولا بدّ أيضا من إجراءات للنهوض بمستوى التنافس الرياضي المدرسي ، داخل المدرسة ، وبين المدارس ، وبين المديريات أيضا ، حتى لا تصبح المنافسة المدرسية مجرد واجب يؤدى لرفع العتب ، في يوم لا يلتقي فيه المبدعون بعد ذلك .
والأهم أن الاتحادات الرياضية ، التي تنوي وضع قطارها على السكة السليمة ، يجب أن تدخل في الموضوع ، من خلال الاطلاع الواعي على تفاصيل ما يحدث في المدارس ، واستدل هنا باتحاد كرة القدم ، الذي أصبح نموذجا للفعل الرياضي ، فالمطلوب من هذا الاتحاد عقد جلسات تشاورية مع المسئولين عن الرياضة المدرسية ، وخاصة اللعبة الأكثر شعبية ، حتى تراعي الخط المقترحة حسابات الحقل والبيدر ، وحتى تتضافر جهود الجميع للنهوض بكرة القدم الفلسطينية ، لأن الثابت أن معظم نجوم منتخباتنا للمراحل السنية هم من "التلامذة" الذين عادوا إلى المدراس .
نعم .. لقد عاد "التلامذة " يا عمي حمزة كما قال الشيخ إمام ...عادوا إلى الجد تاني ، متلمسين المواقع التي تبرمج خطواتهم الأولى ، في انتظار مستوى الاهتمام الذي يلقاه أبناؤنا من المسئولين عن العملية الرياضية في فلسطين ، بدءا من معلم التربية الرياضية ، حتى وزيرة الشباب والرياضة ، السيدة تهاني أبو دقة ، ورئيس اتحاد الكرة اللواء جبريل الرجوب .
والحديث ذو شجون
[email protected]