الأربعاء: 20/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

وكالات ومنظمات انسانية: اللجنة الرباعية للشرق الأوسط في طريقها للفشل ولم تحرز تقدما على حياة الفلسطينيين

نشر بتاريخ: 25/09/2008 ( آخر تحديث: 25/09/2008 الساعة: 17:15 )
بيت لحم -معا- قالت وكالات ومنظمات إنسانية وحقوقية رائدة اليوم الخميس، ان اللجنة الرباعية للشرق الأوسط (الاتحاد الأوروبي، روسيا، الأمم المتحدة، الولايات المتحدة) في طريقها للفشل، كونها تحرز تقدماً دون المستوى على مسار تحسين حياة الفلسطينيين، كما أنها لا تُحسن من احتمالات وعوامل تحقيق السلام.

وقد اصدرت هذه الوكالات تقريرا بعنوان "رباعية الشرق الأوسط: تقرير عن التقدم المحرز" عشية اجتماع هام لأعضاء الرباعية في نيويورك، المنعقد لمناقشة مستقبل عملية سلام الشرق الأوسط.

وحذر التحالف المُشكل من 21 وكالة مساعدة إنسانية ومنظمة حقوقية - منها "كير الدولية/المملكة المتحدة"، و"كريستيان إيد"، و"أوكسفام الدولية"، و"أنقذوا الأطفال/المملكة المتحدة"، و"وورلد فيجن/القدس" - من أن ثمة مجالات أساسية وعدت الرباعية بإدخال التحسينات عليها، ولم تتغير أو هي تدهورت منذ مؤتمر أنابوليس في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حين أعلنت المجموعة عن مبادرتها الكبرى الخاصة بالشرق الأوسط:

. المستوطنات:
فشلت الرباعية في تحميل السلطات الإسرائيلية مسؤولية استمرار التوسع في المستوطنات غير القانونية. وطبقاً للتقرير، فإن الرباعية تحدثت علناً عن المستوطنات 18 مرة لكن تسارعت وتيرة التوسع الاستيطاني وكان لها أبلغ الأثر على حياة الفلسطينيين اليومية.

. الدخول والخروج والتنقل:
كان للرباعية أثر يكاد لا يُذكر في تحقيق هدفها المُعلن الخاص بتحسين قدرة الفلسطينيين على التنقل بحرية في أراضيهم، وعلى العمل، وعلى بلوغ مدارسهم والحصول على الخدمات الأساسية وتصدير واستيراد السلع. وقد تزايد عدد القيود - ومن أشكاله نقاط التفتيش والجدار والطرق الممنوعة - من 581 قيداً في نوفمبر/تشرين الثاني 2007 - مع بدء أنابوليس - إلى حوالي 600 قيداً في أغسطس/آب 2008.

. غزة:
على الرغم من توقف العنف في غزة، فإن الرباعية لم تتمكن من رفع الحظر أو إضفاء تحسن ملموس على الوضع الإنساني. و80% من سكان غزة ما زالوا يعتمدون كلياً أو جزئياً على المساعدات ولم يتم استئناف العمل في مشروعات الإغاثة الطارئة التي توقفت.

وقال ديفيد ميفام، مدير السياسات في مؤسسة "أنقذوا الأطفال/المملكة المتحدة": "دراسة اليوم تُظهر أن الرباعية فشلت بالأساس في تحسين الوضع الإنساني على الأرض. وما لم تقترن كلمات الرباعية بالمزيد من الضغط المستدام والتحرك الحازم، فإن الوضع سيستمر في التدهور، مضيفا إن الوقت يمر سريعاً.، والرباعية بحاجة إلى أن تراجع كُلياً منهجها الحالي وأن تُظهر للناس في المنطقة أن بإمكانها أن تساعد على إحداث فارق".

ويقيم التقرير التقدم الذي تم إحرازه في عشرة من أهداف الرباعية المُعلنة، باستخدام جمع البيانات من قبل مختلف الوكالات والمنظمات الإنسانية والحقوقية التي تعمل ميدانياً. وتشمل الأهداف:

. أن تُجمد إسرائيل كل الأنشطة الاستيطانية، بما في ذلك النمو الطبيعي للمستوطنات وتفكيك البؤر الاستيطانية.

.اتخاذ خطوات سريعة من أجل تحسين الخروج والدخول والتنقل.

. احترام وقف العنف بين حماس وإسرائيل.

. زيادة التدفقات الإنسانية والتجارية عبر معابر غزة والاستئناف الفوري لمشروعات الأمم المتحدة وغيرها من مشروعات المانحين في غزة.

. استمرار الجهود الفلسطينية من أجل مكافحة الإرهاب وتنفيذ إستراتيجية أمنية أكثر شمولاً.

وقد خلص التقرير إلى أنه في خمسة مجالات من بين عشرة - بما في ذلك الأهم بينها - لم يقع أي تغيير أو حدث تدهور ملحوظ بدلاً من إحراز التقدم.

ويكشف التقرير أنه منذ أنابوليس حققت الرباعية إنجازات جزئية، من دعم إصلاح القطاع الأمني الفلسطيني، والعمل على توفير تعهدات من المانحين، وزيادة الوقود الذي يتم ضخه في غزة وتحفيز أنشطة القطاع الخاص، لكنها لم تنجح في إحداث التغيير في المجالات الأكثر حرجاً. محذرا من أن فشل الرباعية يمكن أن يفرض تهديداً قاتلاً للسلام.

وقال داليب موكارجي، مدير "كريستيان إيد": "إن عملية أنابوليس كان الغرض منها الدفع بفجر جديد من أجل عملية السلام في الشرق الأوسط. وبعد عام تقريباً فإننا نرى النمو المطرد في الاستيطان، والمزيد من نقاط التفتيش، والركود الاقتصادي بسبب هذا وذاك. إن الرباعية تفقد قدرتها على التأثير في عملية السلام في الشرق الأوسط".

وبناء على هذا الدليل، يدعو التحالف الرباعية إلى استخدام اجتماع الغد في نيويورك من أجل:
. الدفع بتنفيذ الصفقات التي تم التوصل إليها وضمان أن كل الأطراف تتحمل مسؤولية المزيد من الفشل في الوفاء بالتزاماتها بموجب عملية السلام والقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان.

. دعم الجهود الرامية إلى إصدار قرار من مجلس الأمن يتصدى للأثر الإنساني والاقتصادي للتوسع الاستيطاني في المناطق الفلسطينية، وأيضاً لعملية السلام الأوسع.

. تبني منهج جديد من أجل تحسين الدخول والخروج والتنقل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإزالة شبكة المعوقات بدلاً من التصدي لمعوقات فردية أثناء التعامل مع بواعث القلق الأمنية الإسرائيلية.

. الدفع بالإنهاء السريع للحظر على غزة وسياسة العقاب الجماعي.

. تعزيز وقف العنف بين حماس وإسرائيل والتعاون مع الحكومات في المنطقة من أجل تعزيز المصالحة الفلسطينية.

وقالت مارثا مايرز، مديرة مكتب الضفة الغربية وغزة في مؤسسة "كير الدولية": "إننا نواجه فراغاً في القيادة. ولم تتمكن الرباعية من تحميل الأطراف بالتزاماتهم ولابد أن يتغير هذا سريعاً. إن مصداقية الرباعية على المحك ونرجو أن تستغل هذا الاجتماع لإظهار أنها قادرة على بذل ما هو أكثر من الكلام وأن تُحدث فرقاً حقيقياً في حياة الفلسطينيين والإسرائيليين".