التفجيرات ولغة الإحتراب الداخلي في مخيم عين الحلـوة طغت على مراسم ذكرى يـوم القدس العالمي
نشر بتاريخ: 27/09/2008 ( آخر تحديث: 27/09/2008 الساعة: 12:04 )
لبنان- معا- جاء إحياء الذكرى السنوية ليوم القدس العالمي في يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك في مخيم عين الحلوة هذا العام خارج السياق الإحتفالي المعتاد لجهة تنظيم المسيرات الشبيبية والكشفية والعسكرية... الـخ وذلك جراء تصاعـد وتيرة الأحداث الأمنية التي شهدها مخيم عين الحلوة خاصة منذ شهـر آب ولحين وقوع الإنفجار الأخير الذي إستهدف بتاريخ 23/9/2008 مسجد النور بالشارع التحتاني وأستشهـد جراءه أحد المصلين وجرح آخرون.
فقد إعتصمت جماهير المساجد أثر إنتهاء خطبة وصلاة يوم الجمعة في مصلى جامع النور برعاية من مفتي صيدا الشيخ سليم سوسان ممثلا بنائبة الشيخ حسن حبلة وبحضور كل من عضو المكتب السياسي للتنظيم الشعبي الناصري محمد ضاهر والشيخ بسام حمود عن الجماعة الاسلامية في لبنان وأحمد حجازي ممثلا تيار المستقبل وممثلي كل من القوى الإسلامية والوطنية الفلسطينية ولجنة المتابعة المشتركة ومؤسسات المجتمع الأهلي والفعاليات الإجتماعية والشعبية ورواد مسجد النور وحـشد من أهالي المخيم.
وأكـد خلاله كل من نائب مفتي صيدا الشيخ حسن حبلة ومسؤول "الحركة المجاهدة" في فلسطين إمام جامع النور الشيخ جمال خطاب ومسؤول لجنة المتابعة الفلسطينية المشتركة أبو بسام المقدح وإمام جامع عمربن الخطاب الشيخ جمال سليمان 'أبوضياء' وكل من الشيخ الصديق وعدنان زيدان على ضرورة تحييـد دورالعبادة عن النزاعات الداخلية بإعتبارها دور توحيد وجمع لكلمة المسلمين.
ودعا الخطباء كذلك إلى "تغليب لغة التواصل والحوار والتعاون والتنسيق بين كافة القوى والفعاليات الأهلية والإجتماعية في المخيم والجوار للحيلولة دون تقديم فرص مجانية للعابثين بين الصفوف وللحاقدين والمندسين والعملاء متعددي الأهداف والإتجاهات وخاصة من مخلفات العدو".
وأكـد الخطباء على وجود فرصة وإمكانية للحد من مشروع الفتنة بالإبتعاد عن لغة البغضاء والتحريض والشحن وحتى قبره شريطة توافر النوايا والإرادات لدى أهالي المخيم وفي مقدمتهم المعنيون والمسؤولون بكافة القوى الفلسطينية الوطنية والإسلامية دون إستثناء وعلى قاعدة المساءلة والمحاسبة، ودعا البعض بالعمل على إيجاد مخرج آمن لبدء العام الدراسي الجديد أملين أن يكون ذلك بعد عيد الفطر.
هذا وقد جاء الإعتصام جراء "دعـوة وجهتها القوى الإسلامية في مخيم عين الحلوة دعت فيها أبناء الشعب الفلسطيني وجماهير المساجد في المخيم والجوار لرفع الصوت عاليا ومواجهة الفتن والإحتراب الداخلي، وإستنكار كل أشكال التآمر والإعـتـداء على جامع النور أيضا".
من جهتها فقد إكتفت حركة أنصار اللـه 'المقاومة الإسلامية' بإحياء مراسم ذكـرى يوم القدس العالمي بإقامة مهرجان جماهيري بقاعة الشهيد زياد الأطرش بعين الحلوة تحدث فيه كل من الخطباء سفير فلسطين في لبنان عباس زكي ونائب الأمين العام لحركة أنصار الله الحاج محمود حمـد والمسؤول الإعلامي في الجبهة الشعبية القيادة العامة عضو اللجنة المركزية حمـزة البشتاوي وعضو المكتب السياسي لحزب الله أبو محمد حدرج، بحيـن مثل الحضور السياسي الحزبي والفصائلي الوطني والإسلامي، الفلسطيني- اللبناني والجماهيري إهتماما وتأكيدا على ضرورة إحياء هذه المناسبة.
ودعا الخطباء لتوحيد القوى تعزيزا لتمسك اللاجئيـن بحقهم في العودة، بما في ذلك التأكيد على إستحضار لغة المقاومة كونها المدخل الحقيقي لإستعادة الحقوق الوطنية بدل الركون والرهان على المبادرات والحلول الدولية.
كما دعوا جميع الخطباء للخروج من دائرة السجال ولغة المشاحنات وولوج خيار التواصل والتفاهم والتعاون والتنسيق لمواجهة مشروع الفتنة الذي سيطال الوجود الفلسطيني في لبنان لجهة الدفع به للتهجيـر والتيه من جديد جراء إستمرار وتصاعـد وتيرة مسلسل فلتان الأمن والإحتراب الداخلي في عاصمة الشتات الفلسطيني وفي مخيم عين الحلوة بالذات.
من ناحية أخـرى وفي ذات السياق وفي يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان أيضا نبهت جبهة اليسار الفلسطيني في منطقة صيـدا الجبهتان 'الشعبية والديمقراطية وحزب الشعب الفلسطيني' في بيان جماهيري أصدرته من مخاطر الإنزلاق في أتون مسلسل الفلتان الأمني بما يهدد مخيم عين الحلوة ويطال من أمنه وإستقراره وحالة السلم الأهلي الإجتماعي له وللجوار.
وإعتبرت الإعتداء الأخير على مسجد النور الذي ذهب ضحيته شهيد وأربعة جرحى أبرياء إضافة لما سبق من إغتيال لأبو ماهر السعدي بمثابة إصرار على إفشال كافة الجهود المخلصة والمبذولة من كافة الأطراف بهدف الوصول إلى حل يرضي الجميع ويحفظ أمن وإستقرار المخيم ويصون نسيجه الإجتماعي والوطني سيما وأنه جرى التوصل لإتفاق مبدئي ينهي جميع الأمور العالقة الناجمة عن الأحداث الأليمة المتكررة في الأسابيع الماضية، لا بل وإصرارا على إبقاء حالة المخيم في دائرة الضوء للإستهداف الأمني الضار والإرباك المتواصل لأبنائه والقلق الدائم على مصيره ومستقبله والدفع بهم لمغادرته وتفريغه (التهجير المبطن) وصولا إلى طعن قضية اللاجئين وحقهم في العودة.
وذيلت جبهة اليسار بيانها بمجموعة مبادىء لمشروع مبادرة تقدمت بها وإطلعت عليها قوى وأطراف فلسطينية من أصحاب الشأن وسبق وأن حظيت مبدئيا وبشكل أولي على التوافـق، وتمنت جبهة اليسار أن يصار لنشرها وتعميمها لتصبح مبادرة لكافة القـوى الوطنية والإسلامية وفعاليات المجتمع الأهلي والشعبي ولها صفة الإلزام والضبط والمساءلة والمحاسبة كذلك بدل حصرها بأطراف بعينها ثنائيه وسوى ذلك.