في رسالة وجهها للرئيس: ناصر الشاعر يدعو للافراج عن المعتقلين السياسيين في جناحي الوطن عشية العيد
نشر بتاريخ: 28/09/2008 ( آخر تحديث: 28/09/2008 الساعة: 01:12 )
بيت لحم- معا- بعث نائب رئيس الوزراء السابق، د. ناصر الدين الشاعر رسالة عاجلة للرئيس محمود عباس ناشده فيها الإفراج عن جميع المعتقلين بمناسبة عيد الفطر السعيد، مؤكداً حق المعتقلين العيش مع أهلهم كسائر المواطنين، مطالباً بتبييض المعتقلات الفلسطينية وتحريم كل أشكال الاعتقال السياسي في جناحيّ الوطن.
وقال الشاعر في رسالته انه "مِن حق المعتقلين أن يكونوا مع أبنائهم وأمهاتهم وآبائهم وزوجاتهم، أسوة بسائر الناس. فما قيمة العيد من غير أبٍ أو ولدٍ أو زوجٍ؟ ومن سيُكَفكف دموع الآباء والأمهات والزوجات؟" "وما هي الجريمة التي ارتكبها أبناؤهم حتى نزج بهم في المعتقلات؟ ولماذا يدفع هؤلاء الشباب فاتورة خلافات الكبار؟".
ووصف الشاعر عمليات الاعتقال بانها بمثابة مجزرة قانونية ووطنية وأخلاقية".
واضاف قائلا "مهما حاول البعض القول بأنه ليس لدينا معتقلون سياسيون فإن هذا لن ينفع في شيء ما دام غالب المعتقلين في جناحيّ الوطن إنما تم اعتقالهم على خلفية الخصومة بين فتح وحماس وعلى خلفية حالة الانقسام البغيضة التي تنحر الوطن في كل يومٍ من الوريد إلى الوريد."
وتساءل الشاعر قائلا" "هل يملك أحدٌ القول بأن الاعتقال يتم وفق القانون وإجراءات المحاكم التي نصت عليها دساتير الدنيا وأقرها نظامنا الأساسي وتتفق مع مواثيق حقوق الإنسان وتحصل لحماية الوطن ومصالحه العليا؟"
واشار الشاعر إلى "أن حفظ الأمن والنظام مطلب حيويٌ في كل زمان ومكان، لكن إجراءات القيام بذلك يجب أن تخضع للقانون ولا يجوز لها أن تنتهك حقوق الإنسان الأساسية، وإلا أصبح المواطن بحاجةٍ لمن يحميه من مسئوليه."
وذكر الشاعر أن حالات الاعتقال منذ بداية الانقسام الكئيب "قد بلغت عدة آلاف في جناحيّ الوطن بغض النظر عن الأعداد هنا وهناك، وأن عدد المعتقلين في الوقت الواحد يتجاوز المائتين إلى الأربعمائة معتقل. وأن المعتقلات تعج بعشرات المعتقلين في كلٍ من رام الله وغزة ونابلس وأريحا وكل محافظات الوطن الجريح.
وقال" ان من بين المعتقلين محافظون في غزة وأعضاء بلديات في الضفة ورؤساء أقاليم في غزة ومسئولي جمعيات وتجار في الضفة. والأدهى من ذلك أن محررين من السجون الإسرائيلية وبعد سنوات من الأسر ربما يجدون أنفسهم في اليوم التالي في معتقلاتنا بدل أن نقدم لهم شارات المجد والوفاء لتضحياتهم وصمودهم في الأسر." "فما أقسانا في حق أنفسنا وفي حق أبنائنا ومواطنينا ومناضلينا!" "فمن المسئول عن كل ذلك؟. ومتى ستتوقف هذه الممارسات المأساوية بحق الوطن والمواطن هنا وهناك؟"
واعرب الشاعر عن اعتقاده "أن العلاج السحري لكل تلك المشكلات، إنما يأتي عبر مصالحةٍ شاملة تنهي حالة الانقسام والخصام وتعدد الشرعيات. وأدعو الله تعالى أن يكتب النجاح لمساعي المصالحة التي تقودها مصر الشقيقة أو لأية مساعي في هذا الاتجاه."
و تساءل الشاعر "لماذا لا نعلن وثيقة شرفٍ لتجنيب المواطنين آثار هذا الخلاف؟ ولماذا لا نبادر للإفراج عن المعتقلين الحاليين ووقف مسلسل الاعتقال الكئيب؟"
"ولماذا لا يبادر أي طرفٍ للقيام بذلك من جانبٍ واحدٍ، في خطوةٍ تُسجَّل له، وربما دفعت الآخر للقيام بخطوة مماثلةٍ ولو من باب الإحراج؟ وحتى لو لم يقابله بخطوة مماثلة فإنه يكون قد قام بما يجب عليه وبما يليق به وتبقى المَلامةُ على الآخر."
وذكر الشاعر أن دفاعه عن المعتقلين إنما "يمثل دفاعاً عن سلطتنا وقيمنا ونظامنا السياسي بقدر دفاعه عن هؤلاء المستضعفين."
ثم ختم الشاعر رسالته بمناشدة الرئيس الإفراج عن المعتقلين وعدم الاستماع للأصوات التي تبرر اعتقال المواطنين الشرفاء .
وقال " إنني أناشدكم الرحمن، وأستحلفكم بالله العظيم، وضع حدٍ لهذه المأساة، والإيعاز للمعنيين للإفراج الفوري عن المعتقلين، فهم أبناؤك، وزوجاتهم بناتك، وأمهاتهم وآباؤهم عشيرتك وشعبك.
واضاف "إنني أعلم علم اليقين، أن البعض سيسعى لتعطيل هذه المناشدة، تحت ذرائع يسوقونها لتبرير استمرار اعتقال أبنائك، لكنني أدعو الله تعالى أن يشرح صدركم لإجابة طلبي هذا والاستماع لأصوات الآباء والأمهات وزوجات المعتقلين، وأن يشرح صدركم لكل مكرمة تليق بفخامتكم. ودمتم لوطنكم وشعبكم، وكل عام وأنتم بخير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته."