"هآرتس": الكادر السياسي لفتح يأمل بنجاح الحوار مع حماس ويرفض مواجهتها
نشر بتاريخ: 29/09/2008 ( آخر تحديث: 29/09/2008 الساعة: 16:08 )
بيت لحم- معا - تطرقت صحيفة "هأرتس" الاسرائيلية في مقال تحليلي نشرته اليوم الاثنين للكاتب والصحافي آفي زخاروف الى خيارات فتح في المرحلة القادمة والصراع الخفي بين توجهات الكادر الوسطي في الحركة وتوجهات السلطة وقادة اجهزة الامن الفلسطينية.
واضاف المقال "خلال الاسابيع الاخيرة يتبارى قادة الاجهزة الامنية الاسرائيلية في مديح نظرائهم الفلسطينيين وذلك بعد سنوات من الجفوة والشكوك حول توجهات وادارة الاجهزة الفلسطينية فقد باتوا في اسرائيل مقتنعين بان شيئاً ما قد تغير في السلطة وعلى وجه الخصوص في اجهزتها الامنية التي تبدو مصممة على مواجهة حركة حماس خشية ان تفعل بهم في الضفه ما سبق وفعلته في غزة وايضا قادة الاجهزة الامنية يتحدثون الان بروحية مختلفة وهم يظهرون الكثير من الحماسة والتشوق لخوض المعركة ضد حماس ويعترفون علناً بتلقيهم مساعدات من اسرائيل والولايات المتحدة".
إن جولة بسيطة من المحادثات والحوار مع الكادر الصغير نسبياً في حركة فتح وصولا الى كبار قادة الحركة يظهر صورة اكثر تعقيداً وتركيباً مما تبدو عليه في الجانب الاسرائيلي, خاصة وان الاجهزة الامنية للسلطة الفلسطينية وحركة فتح لم يعودا منذ فترة في سلة واحدة وفي الوقت الذي يبحث فيه تكنوقراطي الاجهزة الامنية عن صدام مع حركة حماس, فان التيار السياسي في الحركة يظهر قلقاً من اتجاه تطور الامور وهم يطالبون بالتوصل الى مصالحة مع حركة الاخوان المسلمين ويفضلون توجيه الغضب نحو اسرائيل.
وتوقع الكاتب وفي يوم الذكرى الثامنة لانفجار الانتفاضة الثانية التي تحل اليوم 29/9/2008 ان تشهد الخلافات الداخلية في حركة فتح انفجاراً يترجم على شكل صدامات جديدة بين الفلسطينيين والاسرائيليين في الضفة, قد تساعد في اشتعالها الصدامات الاخيرة بين مستوطنين متعصبين والمواطنين الفلسطينيين.
فلسطينيون كثر يصفون ما حدث يوم الرابع عشر من حزيران العام الماضي الذي انتهى بطرد بقايا حركة فتح من غزة بيوم اعلان وفاة الانتفاضة, خاصة ان سيطرة حماس على غزة ادت الى عدة خطوات منها تجريد كتائب شهداء الاقصى في الضفة التي شكلت العمود الفقري للصراع المسلح ضد اسرائيل على مدى السنوات الماضية من سلاحها وذلك بتزامن مع موافقة حماس على وقف جزئي لاطلاق النار والتراجع عن اطلاق الصواريخ من غزة.
ولكن محادثات مع نشطاء بارزين من حركة فتح تظهر لنا بانهم ينظرون الى توليفة متكاملة من الشلل الذي تشهدة مفاوضات السلام واستمرار بناء المستوطنات وارتفاع مستويات عنف المستوطنين على انها وصفة واداة لتفجير الاوضاع مجدداً مضافاً اليها عدم الرضى من اداء السلطة وعدم قدرتها على رد التصرفات الاسرائيلية التي تمس بالمصالح الفلسطينية في ذات الوقت الذي تنجح فيه حماس من اقامة حكمها المستقل في كامل قطاع غزة.
وقال زخاروف ان قدورة فارس الذي يعتبر من قادة "ائتلاف السلام" الاسبوع الماضي الرئيس عباس الى الانسحاب من المفاوضات مع اسرائيل.
وفضل فارس الذي يعتبر من ابرز قادة الجيل الاوسط في فتح اطلاق تصريحاته خلال مؤتمر نظمه اصحاب مبادرة جنيف في تل ابيب, حيث قال: "لا يعقل ان يستمر الرئيس ابو مازن في الجلوس مع الاسرائيليين في الوقت الذي يستمر فيه البناء في المستوطنات ويتوجب على عباس وسلام فياض قيادة التظاهرات المعادية لاسرائيل وعلى الرئيس ان يدعو الان الى مسيرة تتوجه بقيادته الى القدس", وهنا قاطعه احد الصحافيين الفلسطينيين الذي حضر المؤتمر وقال ضاحكا "يبدو ان قدروة يرغب في رؤية عباس وسلام فياض داخل السجن".
من الممكن أن لا يرغب فارس المقرب من مروان البرغوثي في رؤية عباس وسلام فياض داخل السجن الاسرائيلي, ولكن اقواله تعكس المرارة السائدة في اوساط الجيل الاوسط من ابناء فتح في الضفة الغربية .
واختتم زخاروف مقاله قائلا"الأمن الاسرائيلي لا يرصد حالياًَ نضوجاً لظروف تؤدي الى انتفاضة ثالثه بسبب التعب والاعياء الكبير الذي يعانيه الشعب الفلسطيني الذي نتج عن احداث الانتفاضة السابقة, ومن المشكوك فيه أن تكون حركة فتح صاحبة قدرة على جر جماهير غفيرة والزج بهم في دائرة صراع عنيف جديد ضد اسرائيل, لكن الاحتكاك المتواصل مع المستوطنين وبالتأكيد اعمال يهودية ضد السكان العرب في الضفة من شأنها ان تعطي الشرارة الاولى تماماً كما فعلت زيارة شارون للمسجد الاقصى قبل ثماني سنوات من اليوم.
إن مثل هذه الاحداث من شأنها أن تعطي نشطاء ومسلحي فتح الذين اخفوا اسلحتهم تحت فراشهم ولم يسلموه للسلطة الفلسطينية الحجة والذريعة كي يعودوا الى استخدامه مجدداً ضد الاسرائيليين.