المجدلاوي: هناك مؤشرات على قبول "حماس" بالانتخابات العامة
نشر بتاريخ: 04/10/2008 ( آخر تحديث: 04/10/2008 الساعة: 14:43 )
بيت لحم- معا- كشفت الجبهة الشعبية اليوم السبت النقاب عن وجود "توافق" لدى الفصائل الفلسطينية بما فيها حركتي "فتح" و"حماس" بضرورة التوافق على انتخابات تشريعية ورئاسية كمخرج من الأزمة الفلسطينية الداخلية.
وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية النائب في المجلس التشريعي جميل مجدلاوي عنها "أجرت الجبهةعدة حوارات وتواصلت مع كافة الفصائل بغرض الوصول إلى نقاط توافق تمهد للحوار الوطني كان عنوانها الرئيسي تشكيل حكومة توافق وطني تعد للانتخابات العامة".
وأضاف في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية "د.ب.أ" في غزة، أن الجبهة تلقت مؤشرات جادة من قيادة حركة "حماس" تفيد بموقف إيجابي من تشكيل حكومة توافق وطني تكون مهمتها توحيد المؤسسات الفلسطينية تمهيدا للذهاب للانتخابات الشاملة.
وحذر مجدلاوي الأطراف الفلسطينية خاصة حركتي "فتح" و"حماس" من خطورة فشل "الفرصة السانحة" في حوار القاهرة المرتقب لإنهاء الانقسام الداخلي ، معربا في الوقت ذاته عن تفاؤل بنجاح الحوار وخروج الساحة الفلسطينية من أزمتها الداخلية.
وقال قيادي الجبهة الشعبية: "يجب علينا جميعا أن نعمل على تحويل الفرصة السانحة متمثلة بحوارات القاهرة إلى فرصة حقيقة لإنجاح الحوار والخروج بتوافق وطني ينهي الانقسام الداخلي ويمكنا من استعادة الوحدة الوطنية وبناء مؤسساتنا على أسس وطنية وديمقراطية".
وأكد مجدلاوي وجود "مؤشرات إيجابية" تدفع باتجاه نجاح حوار القاهرة ، وقال" في الواقع فإن طرفي النزاع (فتح وحماس) جربا طريق الانقسام الداخلي وفشل كل منها في قيادة الشعب الفلسطيني بشكل أحادي وهما عمليا أوصلانا إلى مأزق حقيقي وخطير يجب الخروج منه بأسرع وقت".
وتابع: "افترض أن هناك قيادات مسئولة في كل من حركتي "فتح" و"حماس" تعيد النظر في الواقع الفلسطيني الراهن ونتائج الانقسام المر على الشعب الفلسطيني وهي حتما ستدفع باتجاه إنجاح الحوار لأنه فرصة نادرة وفشله سيحمل تداعيات خطيرة".
وشدد مجدلاوي على وجوب الذهاب لحوار وطني فلسطيني شامل تكون وثيقة الوفاق الوطني التي وقعتها الفصائل الفلسطينية في حزيران (يونيو) 2006 هي المرجع الأساسي لها بما يقوم على إنهاء الانقسام وتوحيد المؤسسات الفلسطينية.
وكانت القاهرة أجرت حوارات مع 12 فصيلا فلسطينيا بينها الجبهة الشعبية بغرض التمهيد لإطلاق حوار وطني شامل لإنهاء الانقسام الداخلي. وينتظر أن تختتم القاهرة حواراتها مع حركة "حماس" التي تحكم قطاع غزة في 7 و8 من الشهر الجاري.
وأعلن مجدلاوي دعم الجبهة الشعبية لتشكيل حكومة توافق وطني دون فرض اشتراطات مسبقة حول تشكيلها أو طبيعتها إن كانت وحدة وطنية أو حكومة مستقلين ، مشددا على أن جوهر هذه الحكومة يجب أن يكون توحيد المؤسسات الفلسطينية والتمهيد للانتخابات العامة.
وشدد مجدلاوي في هذا السياق على أهم محاور التوافق الوطني المطلوب متمثلا بإعادة بناء الأجهزة الأمنية الفلسطينية على أسس وطنية ومهنية بعيدا عن الاعتبارات الحزبية الضيقة وصراع الانقسام الداخلي.
وحول إمكانية مشاركة الجبهة الشعبية في الحكومة التي يمكن التوافق عليها في حوار القاهرة، قال "إن هذا حديث سابق لأوانه ونحن سنتخذ قرارانا في الوقت المناسب وفق الاعتبارات الفلسطينية والوحدة الوطنية".
وفي سياق قريب ، انتقد مجدلاوي "تلكؤ" فتح وحماس عن توفير الأجواء الإيجابية التي من شانها إنجاح حوار القاهرة ومساعي إنهاء الانقسام الداخلي ، مؤكدا في المقابل وجود بعض المؤشرات الجيدة مؤخرا مثل إطلاق عشرات المعتقلين السياسيين في غزة والضفة.
وحول أزمة انتهاء ولاية الرئيس الفلسطيني محمود عباس وإعلان حركة "حماس" أنها لن تعترف بشرعيته بعد 9 كانون الثاني (يناير) المقبل ، قال مجدلاوي "هذا الموضوع سياسي بالدرجة الأولى رغم وجود بعض المسوغات القانونية فيه وعلاجه يجب أن يتم في إطار سياسي".
وأضاف: "كنا حذرنا من وجوب التوافق مبكرا على استحقاق الرئاسة ونعتقد أن هذا صراع جديد سيدخل الساحة الفلسطينية بمتاهات أكبر واخطر لذلك يتوجب على الجميع الذهاب لتوافق شامل يتضمن هذه النقطة التي من شأن تعيدها الذهاب لخيارات أشد خطورة وصعوبة".
وشدد على دعوة الجبهة لضرورة الإسراع في التوصل لتوافق بين الفصائل الفلسطينية مجتمعة على آلية معينة تنهي الخلاف على هذا الصعيد قبل 9 كانون الثاني (يناير).
وفي هذا السياق طالب قيادي الجبهة الشعبية باعتماد نظام التمثيل النسبي في الانتخابات الفلسطينية القادمة "لان أي نظام أخر خاصة الذي كان متبعا وفق المختلط يحارب التعددية الفلسطينية ويضيق من الخيارات الديمقراطية للناخب الفلسطيني".
وأكد المسؤول الفلسطيني جدية الجهود المصرية في إنجاح الحوار الوطني الفلسطيني وإنهاء الانقسام الداخلي، مشيرا إلى أن الجبهة استمعت من الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بتطمينات بوجود مباركة عربية شاملة للجهود المصرية " الأمر الذي من شأنه دعم احتمالات النجاح المصري في رعاية الحوار الفلسطيني.