الإثنين: 07/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

"الرفض الأمني" يحكم على سيدة بالموت البطئ في مستشفيات القطاع

نشر بتاريخ: 05/10/2008 ( آخر تحديث: 05/10/2008 الساعة: 09:51 )
غزة- معا- أحمد ماهر أبو دلال, ثلاثة أعوام فقط من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، طفل لم يذق حليب الأم، منع الاحتلال والدته المريضة من إجراء عملية جراحية في نابلس حتى ساء وضعها الصحي وأدخلها في حالة موت سريري والسبب "الرفض الأمني الإسرائيلي".

هذا "الرفض الأمني" لم يرحم السيدة كريمة أبو دلال ( 30 عاماً) رغم أنها تعاني من مرض السرطان الذي وصل إلى نخاعها منذ أن وضعت ابنها أحمد، في مصر أجريت لها عملية زرع النخاع إلا أنها بعد ستة أشهر فقط ثبت فشلها وحدثت لدى هذه السيدة مضاعفات بالغة فنقلها الزوج "المكلوم" إلى مستشفى فلسطيني في نابلس, وهناك تم تجهيزها لعملية ثانية ولكنها أحبت وداع الأبناء فعادت إلى غزة لتودعهم قبل إجراء عمليتها المصيرية, فكان أن منع الاحتلال عودتها إلى نابلس مرة أخرى رغم مناشدات الزوج واتصالاته مع مؤسسات حقوق الإنسان الإسرائيلية ومنظمة أطباء بلا حدود التي أكدت حاجة زوجته لعملية زرع نخاع عاجلة وأرسلت بتقاريرها لجيش الاحتلال فكانت النتيجة دوماً "ممنوعة أمنياً".

وكان رد السلطات الاسرائيلية على مناشدات العائلة أن هذه السيدة المريضة ستقوم بعملية فدائية وأنها لن تدخل إسرائيل إلا لتفجير نفسها, فكان الرد بتقارير طبية صاغها أطباء إسرائيليون وأجانب حول حالتها الصحية التي لا تسمح لها بالمشي أو التفكير حتى, إلا أن هذا "الهوس" الأمني والمعلومات السرية لدى مخابرات الاحتلال بقيت صخرة أمام مناشدات العائلة والأطفال الخمسة الذين يتوقون لوالدتهم المريضة على فراش الموت في مستشفى الشفاء بغزة.

الزوج ماهر ابو عبير يقول: "أكثر ما يصدمني هو خطأ هذه المعلومات فأين هم من زوجتي التي دخلت في حالة موت سريري الآن", مشيراً الى أن السلطات الأردنية كذلك منعت دخولها إلى الأردن وسمحت بالدخول لوالدتها مرافقة المريضة.

وأكد أنه قدم ست دعاوى أمام المحاكم الاسرائيلية للسماح لزوجته بالمغادرة إلى نابلس عبر معبر بيت حانون "ايرز" إلا أنه لم تجد تلك الدعاوى أذناً صاغية لدى القضاء الاسرائيلي الذي قال بأن هناك بنداً سرياً لدى مخابراته لا يمكن تجاوزه.