الخميس: 26/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

قصة نجاح في مستشفى الوفاء الطبي في غزة : الفتى حمزة عباس من طريح للفراش إلى شخص قادر على الحركة

نشر بتاريخ: 26/11/2005 ( آخر تحديث: 26/11/2005 الساعة: 18:24 )
غزة- معا- لم يصدق الطفل حمزة عباس أنه سيكون قادراً على الحركة مرة أخرى بعد أن كسرت رقبته أثناء تعليقه علماً فلسطينياً على شجرة قريبة من المستوطنات احتفاء بقرب زوالها وعودة أراضيها إلى ملاكها الأصليين.. واليوم عاد الطفل عباس ليأكل بيديه من جديد بعد ان فقد كامل القدرة على الحركة.

فقبل الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة بيوم واحد صعد الطفل حمزة " 16" عاماً إلى إحدى الأشجار القريبة من منطقة سكناه ليرفع العلم الفلسطيني وليشرف بموقعه ذاك على إحدى المستوطنات قريبة الانصراف ولكنه بفعل الأقدار سقط عن الشجرة وغدى معاقاً بعد ان كسرت رقبته وفقد المقدرة على الحراك، فكان ان التحق بإحدى مستشفيات القطاع ثم حول إلى المستشفيات الإسرائيلية داخل الخط الأخضر وعاد منها خالي الوفاض وقد ازدادت حالته بؤساً بعد أن تأثر معنوياً وساءت حالته النفسية وقد كان بالأمس القريب أحد أبطال الفرحة بالانسحاب الإسرائيلي.

واهتدت عائلة الطفل إلى مستشفى الوفاء للتأهيل الطبي بغزة حيث يعالج العدد الأكبر من معاقي الانتفاضتين الفلسطينيتين، وخضع بدوره لدورة علاج مكثفة، وفق خطة علاجية وتأهيلية متواصلة وضعت خصيصاً له
.
ويقول الطفل حمزة انه لم يكن يتوقع في يوم من الأيام أن حالته ستتحسن وانه سيعود لعائلته ولأصدقائه ويزور الأماكن التي حررت ولكن قدر الله غير الأمور" مضيفاً:" لا أشعر بالندم لإصابتي لأنني كنت أقوم بعمل لخدمة وطني وهذا ابتلاء من الله والحمد لله على كل شيء "
.
وأفاد التقرير الطبي الصادر عن مستشفى الوفاء بغزة أن الفتى عباس أدخل إلى المستشفى في نهاية شهر مايو أيار من هذا العام، وكان يعاني من عدم القدرة على الحركة نهائيا وآلام شديدة في الرقبة والعامود الفقري واسترخاء في الأطراف الأربعة، حيث جاء محولا من مستشفيات تل أبيب وهو في هذا الوضع وتم عمل برنامج تأهيلي مكثف له حيث أصبح اليوم قادراً على الجوس والمشي والوقف باستقلالية وخرج من المستشفى وهو قادر على أداء نشاطات الحياة اليومية.

ويوضح الفتى عباس انه عند حضوره إلى مستشفى الوفاء لم يكن عنده أمل في التحسن حيث لم يكن يستطع التحرك أو التنقل ولم يستطع إطعام نفسه إضافة إلى فقدانه الشهية ولكن بعد فترة من العلاج شعر بنقلة نوعية وتحسن كبير على كافة الأصعدة حيث بدات صحته بالتحسن يوماً بعد يوم كما أصبح يحب الأطباء ومشرفي التأهيل ويشعر أنهم أصدقاء له.

وكان من بين الأخصائيين المشرفين على حالة عباس الأخصائي في العلاج الطبي أشرف نوفل الذي أكد أن الطفل حضر إلى المستشفى وهو في حالة صعبة طريح الفراش مشيراً إلى أن الحادث الأليم الذي تعرض له أدى إلى ضعف عام في الأطراف الأربعة وشلل جزئي الأمر الذي يحتاج إلى اجراء العديد من الجلسات بواقع جلستين يوميا وكانت الجلسات تدريجية شملت التدريب على الجلوس والوقوف وأخيرا المشي والحركة .

وأضاف نوفل أنه تم إعطاؤه تمارين للتنفس بهدف تقوية عضلات الجهاز التنفسي عنده الأمر الذي أدى إلى تحسن الصوت لديه، بعد ذلك تم اجراء تقوية لعضلات الأطراف وتدريب المريض على الاستقلالية والتركيز على التوازن في جميع المراحل مشيرا إلى أن وقوف المريض بالبداية كان معتمدا على طاولة بمساعدة أخصائي العلاج الطبيعي وبعدها أصبح المريض يحتفظ بتوازنه كما تم التركيز على المشي وصعود وهبوط الدرج إضافة إلى المشي على أسطح مختلفة .

فيما قال الأخصائي في العلاج الوظيفي فؤاد لظن أن الفتى عباس تلقى مجموعة تدريبات بواسطة قسم العلاج الوظيفي في المستشفى وتم التركيز على الأطراف العلوية بهدف جعل المريض يعتمد على نفسه في الحركة، وكان الهدف من علاجه تأهيله للعودة إلى مقاعد الدراسة مع بداية أيلول/ سبتمبر الماضي.

وقال الحكيم هشام الزطمة الذي اشرف تمريضيا على حالة المصاب حمزة عباس أن هذا المريض حضر إلى المستشفى بخذل بالأطراف الأربعة حيث أن المريض كان يعتمد كليا في نشاطات حياته اليومية على الرعاية التمريضية المتمثلة في المأكل والملبس والمشرب ونظافة المريض الشخصية وتم تدريب الفتى عباس على التحكم في عمليتي الإخراج بمساعدة من طاقم التأهيل الاستشاري النرويجي الذي كان بزيارة للمستشفى- وأصبح بعد ذلك المريض بعد فترة من العلاج الطبيعي المكثف والعلاج الوظيفي والرعاية التمريضية يعتمد على نفسه في الأكل والشرب والملبس وكافة نشاطات الحياة اليومية.

كما قدمت للطفل عباس خدمة الدعم النفسي حيث قال أخصائي الصحة النفسية رمضان الحلو أن الفتى عباس تم التعامل معه ضمن فريق متعدد التخصصات يرأسه المصاب نفسه يشمل طبيب وممرض وأخصائي علاج طبيعي وأخصائي علاج وظيفي وأخصائي نفسي حيث وضع هدف طويل المدى من الناحية النفسية وهو ضمان قبول وتكيف وتعاون المريض وعائلته للإصابة وتبعاتها وإعادة دمجه بالمجتمع.