الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

قوات المستعربين التابعه لحرس الحدود تعمل داخل الخط الاخضر ايضا

نشر بتاريخ: 06/10/2008 ( آخر تحديث: 06/10/2008 الساعة: 19:16 )
بيت لحم- معا- لم تعد حكايات قوات المستعربين وجولاتها وصولاتها مقتصره على مدن الضفة بل دخلت منذ فترة طويلة الى شوارع وازقة المدن الاسرائيلية ذاتها خاصة العربية منها حسب ما جاء في مقدمة تحقيق نشره ملحق " سوف شفوع " الصادر عن صحيفة "معاريف" الاسرائيلية .

وجاء في بداية التحقيق المطول ان ما نشر نهاية الاسبوع الماضي عن اعتقال خلية " ارهابية " من بين اعضائها مواطن اسرائيلي من سكان الطيبة لم يكن دقيقا بما فيه الكفاية قصيرا لدرجة افتقاره للتفاصيل .

واضاف التحقيق: ان من وراء هذه القصه التي تحدث باستمرار في مدن الضفه الغربية منذ بداية الانتفاضة قصة تعاون بين الشاباك والشرطة الاسرائيلية ووحدة مستعربي الضفة التابعه لقوات ما يمسى بحرس الحدود التي عملت بنفسها داخل مدينة الطيبة لاعتقال الاسرائيلي المتهم بخطف وبيع سلاح جندي في مدينة تل ابيب وفقا لما جاء لا حقا في لائحة الاتهام المقدمة ضده وافراد مجموعته .

وقالت الصحيفة ان هذه الحادثة ليست المرة الاولى التي تعمل فيها قوات المستعربين داخل المدن الاسرائيلية حيث تعمل منذ سنوات ثلاث وحدات مستعربين تابعه لحرس الحدود داخل مدن الخط الاخضر بشكل دائم ثابت لمواجهة " الارهابيين " الذين يحملون بطاقات هوية زرقاء اضافة الى الجنائيين وحتى يتم التفريق بين عمل قوات المستعربين في الضفه الغربية وبين عملها داخل الخط الاخضر تفضل الشرطة اطلاق اسم " التماهي مع الميدان " على عمل وحدات المستعربين داخل الخط الاخضر .

وقالت الصحيفة انه قبل حوالي الشهر اشتركت وحدة المستعربين العاملة في القدس الشرقية باعتقال الخلية المسؤولة عن مقتل الشرطي رامي زوهر وشرطي حرس الحدود دافيد شريكي حيث اعتقلت وحدة المستعربين في القدس قائد الخلية محمد عدنان ابو سنينة فيما تولت وحدة المستعربين التابعه لحرس الحدود اعتقال بقية افراد الخلية من بينهم احد سكان البلدة القديمة بمدينة القدس .

وتعدى مجال عمل المستعربين منطقة المثلث والقدس ليصل الى المناطق المحيطة بقطاع غزة حيث تحولت الوحدة المسماه بالوحدة الخاصة المتخفيه - غزة الى نفس الاسم مع اضافة منطقة العرباه بدلا من غزة ليصبح مجال عملها مطاردة الخلايا التي تحاول التسلل عبر الحدود المصرية وحتى العمل في المناطق والمدن البدوية الواقعة في محيط مدينة بئر السبع .

وحققت وحدة المستعربين التابعه لحرس الحدود نجاحات كبيرة لدرجة جعلت الكثير من الاطراف المعنية تخطط وتفكر في تشغيل افراد هذه الوحدات ضد منظمات الاجرام المنظم المتسمة بالعنف .

وتساءل كاتب التحقيق عن اليوم الذي ستعمل فيه قوات المستعربين داخل نتانيا والمدن اليهودية الاخرى فيما اكد قادة الوحدة ردا على هذا التساؤل جاهزيتهم واستعدادهم للعمل فور تلقيهم الاوامر بذلك .

ويظهر رجال وحدة المستعربين ترددا كبيرا في اجراء المقابلات خاصة وانهم تعودوا العمل بسرية تامة تمتد حتى بعد تسريحهم والنطق بالحكم على " الارهابيين " الذين تسببوا باعتقالهم يضاف الى هذا الاعتبار حساسية عمل وحدات شبه عسكرية داخل حدود اسرائيل السيادية ولكن وبشكل نادر الحدوث وافق ثلاثة من قادة الوحدة الكشف كتابيا عن بعض تفاصيل عملها وتفاصيل عالمهم المركب والمعقد والذي يتضمن تنفيذ عمليات عسكرية سرية داخل المدن الفلسطينية وقد تمتد المطاردة الى داخل الخط الاخضر حيث قواعد العمل المختلفه ومستوى المخاطرة ذاته ومن ثم عليهم وضع كل هذا خلف ظهورهم والعودة الى منازلهم حيث زوجاتهم واطفالهم ليقتنصوا لحظات قصيرة من الراحة والنوم قبل العودة للقاعدة استعدادا للعملية القادمة .

وقال قائد وحدة مستعربي الضفة " ج ل" في احد الايام عدت الى منزلي لاجد طفلي البالغ من العمر عشر سنوات وقد وضع على رأسه شريطاواخذ يقفز على الكنبة داخل صالون المنزل ويصيح باعلى صوته " مخرب انتحاري .. مخرب انتحاري ........ بووووووووم " محدثا ضجة كبيرة وكأنه نفذ عملية انتحارية وهنا ادركت ان طفلي يعيش الجنون ذاته الذي اعيشه ضمن عملي فهو يسمع والده وهو يتلقى الاتصالات الهاتفية المتعلقة بوجود انتحاريين ومطلوبين ويشاهده وهو يتنقل من منطقة الى اخرى والده الذي لايصل المنزل في الاعياد او اعياد الميلاد كما قالت لي طفلتي ابنة الست سنوات " ابي لم يحضر اي عيد عدا عيد الكارثه والبطوله ."

وقال قائد وحدة المستعربين في منطقة العرباه " س ن ر " والذي لا يوحي مظهره الجميل بحقيقة عمله ويبعده عن المظهر العام الذي يتسم به رجال حرس الحدود " العمليات تبدأ من اتجاه الحدود المصرية وغزة وسرعان ما تمتد الى داخل الخط الاخضر في عمق اسرائيل وعمق النقب عليك التفكير في هذا الطاقم الوحيد الذي يعمل في منطقة واسعه ومعقدة كهذه التي تضمن الجبال المغاير والاودية والشقوق وانت تصعد الى ظهر الحوامة التي تنزلك سرا في منطقة العملية انها اسرائيل لذلك التعليمات لا تقضي بالضرورة اطلاق النار لذلك عليك النزول من الطائرة لتتمكن من اعتقال المشتبه بهم متسترا بظلمة الليل وقبل اسبوع كانت لنا مطاردة ضد تاجر مخدرات امتدت حتى 150 كلم ".

س: ما الفرق بين العمل على الحدود وفي داخل اسرائيل والعمل في الضفه الغربية ؟.

ج: داخل حدود اسرائيل هناك صعوبات جمه ، انه قانون مختلف وعمليات مختلفه ، حين يتسلل احد من لبنان فأنك تطلق عليه النار اما على الحدود المصرية فهناك قواعد عمل مختلفه وبتأكيد داخل حدود دولة اسرائيل ايضا انك تعمل في ميدان محدود جدا حيث يوجد منطقة " رمادية " كبيرة حيث لا يمكنك ايقاف اواعتقال انسان متى تريد خاصة اذا كان يحمل هوية اسرائيلية ويقود مركبة بلوحات صفراء وجزء من التهديدات هنا هي جنائية لا تمك مقابلها ذات الادوات التي تملكها حيث تواجه خطرا تخريبيا وكان لنا حادثة معينة حين طاردنا متسلل غزاوي حيث استمرت المطاردة مدة يومين ونصف في منطقة تبلغ مساحتها 40 كلم دون ان نعثر له على اي اثر حيث نجح في مرحلة معينة بالصعود على متن احدى وسائط النقل والفرار من المنطقة وحين اكتشف امر فراره كان لنا خمس دقائق فقط لاعتقاله فأحضرنا طوافه اقلت المقاتلين وانزلتهم في مناطق مختلفه وطالما لم نعتقله فلن نعرف اذا كان ارهابيا في طريقة الى قلب بئر السبع او اي مدينة اخرى ام مهربا عاديا اضافة الى استعداد المهربين للقيام بخطوات مجنونة ضدنا فبالنسبة للمهرب عملية اقتحام حاجز يقف علية ثلاثة من رجال الشرطة امرا عاديا حيث يستمر بالسفر وكانه لا يراهم لانه يدرك بانك لن تطلق عليه النار في اغلب الحالات .

وهنا تدخل في الحديث قائد وحدة المستعربين في القدس وقال " الارهابيون الكلاسيكيون الذين لم يتدربوا عند حزب الله هم اشخاص بسطاء ومعظمهم نهض صبيحة احد الايام وخرج لتنفيذ عملية بدافع الايديولوجيا و التطرف الديني وهم لا يمتلكون تجربة عملية مقابل ذلك فان المجرمين الجنائيين يعتبرون اعمالهم نظام حياة وهم يخضعون للتدريب وفي بعض الاحيان نجد صعوبات في مواجهتهم .

س: هل هناك شيئ معين خرجت به من مقابلتك للطرف الثاني ؟

ج: واضح، نحن نعيش في الشرق الاوسط ، وفي نهاية الامر ليس من الضروري ان تتحول الى عربي لكن من يعرف ثقافتهم وتربيتهم من اكبر الاشياء وحتى كيفية تناولهم للقهوة سينتصر دائما وهناك اشياء جيدة يمكن ان تتأثر بها وتأخذها من ثقافتهم ولكن لماذا لا تسألني بشكل عكسي ماذا هم يأخذون منا ؟ انهم يعرفوننا بشكل ممتاز وافضل مما نعرفهم فهم يعرفون ساستنا وجدول اعمالنا والاماكن داخل اسرائيل وانا اشك في قدرة اسرائيلي ضمن المتوسط العمري على تذكر اسم سياسي فلسطيني واحد ، انت هل تعرف ايا منهم ؟ !! في احدى المرات دخلت الى قرية فلسطينية نائية فعلا نائيه وبصعوبة بالغه تجد فيها الة تسجيل عادية وماذا يسمعون في المقهى ؟1 عوفر ليفي ! بالضبط نفس الاغاني التي كنت اسمعها داخل غرفتي قبل عشر دقائق فقط .

الناطق بلسان حرس الحدود موشية بينتسي قال لكاتب التحقيق بانه لن يجد صعوبة في الوصول الى قائد فرقة المستعرببين يهودا والسامرة وما علية الا الذهاب الى مقهى في مدخل كيبوتس " عينات " حسب الاتفاق وحينها سيجد قائد الوحدة "ج " امام عينيه .

القائد "ج " يبلغ من العمر 43 عاما متزوج وله اربعة اولاد وخدم في الكوماندو البحري حتى اصيب في حادث طرق اصابة بالغه فانتقل الى وظيفه استخبارية في سلاح البحرية وبعد ان تشافا من اصابته تمت دعوته للمشاركة بتشكيل وحدة خاصة لمحاربة الارهاب تابعه للشرطة وتقدم على مدى 19 عاما من الخدمة العسكرية من مرتبة مقاتل عادي وحتى قائد فصيلة وصولا الى مقاتل في الوحدات الخاصة " يمام " وفي عام 2007 وبعد انتفاضتيين فلسطينيتيين تولى قيادة وحدة المستعربين " يهودا والسامرة " .

س: هل لي بسؤال حول كيفية نجاحك بتمثيل دور العربي مع بنية جسدك هذه ؟.

ج : يضحك القائد "ج" ويقول " معك حق ، في المرة الاولى لي تحلق حولي كل الفلسطينين الذين توادوا في الشارع حيث اكتشفوني بدأت فوضى بسيطة وقذفونا بكل ما وقع تحت ايديهم ولا اريد ان اذكر ما حدث بعد ذلك .

س: ماهي الافضلية التي تتمتعون بها وتتفقون بها على وحدات خاصة اخرى مثل وحدة دفدفان ؟

ج: المرونة وتجربة القوة وقدرتها على التعامل مع مركبة ومعقدة اننا نتعامل مع اهداف متحركة وليس اهداف تنام في منازلها وحين يأتي انذارا ساخنا عن هدف متحرك ولا وقت لتنظيم الصفوف يستدعوننا نحن وهناك مناطق داخل المدن الفلسطينية نعرفها بشكل افضل من معرفتنا لمناطق داخل اسرائيل وهذا يتضمن عدد الزوايا في الشارع وهل هناك اعمال تجري على الطريق ؟ وهل يوجد او لا يوجد شاخصه تشير الى عدم وجود مخرج من هذا الطريق وعدد المطبات والحفر في الطريق واين يمكن ان نسرع في السيارة وكل هذه التفاصيل وغيرها نعرفها بشكل جيد .

س : ماذا تقصد بالهدف المتحرك ؟

ج : اليوم هناك صعوبة في التنقل من مدينة فلسطينية الى اخرى بسبب حواجز الجيش المنتشرة في الضفه الغربية لذلك يهرب هؤلاء " المطلوبين " سيرا على الاقدام او يتحركون داخل المدينة بواسطة سيارة وكذلك حين يتنقل " المخرب " من منزل صديق او قريب الى اخر في اوقات قصيره فهذا يعتبر هدف متحرك والطبقه العليا من بين المطلوبين ينتقلون ايضا من سيارة الى اخرى ومن السير على الاقدام الى حالة الركض وعلينا نحن ان نختار الثانية المناسبة لاعتقالهم وحتى نصل الى هذه النتيجة فأنني احتاج الى جانب المعلومات الاستخبارية النوعية للتفكير وحسن التدبير ومحاولة تقدير الخطوة القادمة للمخرب المقصود خاصة ان 99% من الاهداف التي نتعامل معها مسلحون ومفتاح النجاح هو المفاجئة التي تجعلهم في حالة الصدمة لعدة ثواني تمنعهم من الرد علينا هناك مطلوبين يتجولون ويجلسون مع مسدس مذخر بطلقة " على بيت النار " يضعونه على ارجلهم استعداد لاي طارئ ومع ذلك تشل الصدمة قدرتهم على الرد .