700 منهم عاجزون عن السفر منذ اشهر- أحلام الطلبة في قطاع غزة تصطدم بواقع الحصار المستمر
نشر بتاريخ: 08/10/2008 ( آخر تحديث: 08/10/2008 الساعة: 12:28 )
غزة- معا- زهير أبو شعبان واحد من آلاف الطلبة الذين يصلون الليل بالنهار في سبيل التفوق والتمييز، فقد أنهى زهير دراسته في مجال الهندسة الكهربائية في العام 2007 وكنتيجة لتفوقه وحصوله على المرتبة الأولى أتاحت له الجامعة الإسلامية أن يعمل في أقسامها كمعيد لمدة سنة.
إصرار زهير على التفوق لم يتوقف عند هذا الحد فقد طمح أن يحصل على منحة تخوله من إتمام رسالة الماجستير حيث قال: "رغبت في أن اعد رسالة الماجستير فحصلت على منحة الFulbright الأمريكية نتيجة لجهدي فزاد الحماس بداخلي وعكفت جاهدا لأحصل على تأشيرة دخول إلى أمريكا و لكني فوجئت بسحب المنحة مني بالإضافة إلى اثنين آخرين بسبب تدخل إسرائيلي وتقديم معلومات مغلوطة عنا للجانب الأمريكي.
أكد زهير أنه ممنوع من السفر عبر معبر ايريز بعد أن حققت معه سلطات الاحتلال، مشيراً أن هذا التحقيق لم يمسه بشكل شخصي بقدر ما كان يهدف للحصول على معلومات عن قطاع غزة بحكم انه كان معيد لمدة سنة في الجامعة الإسلامية.
هذا المنع يطال مئات الطلبة من أمثال زهير الراغبين في الالتحاق بجامعاتهم ولكنهم محاصرون في غزة ومهددون في كل يوم أن تضيع أمالهم ببساطة لان معبر رفح مغلق وذلك على اثر سيطرة حماس قبل نحو عام ونصف.
تابع أبو شعبان قصته: "فقدت فرصتي للدراسة في أمريكا لكني حصلت مرة أخرى على منحة في أفضل الجامعات في لندن وتأشيرة دخول إلى بريطانيا منذ شهر سبتمبر الماضي وهانا اليوم انتظر أن يفتح المعبر على أمل أن التحق بجامعتي التي بدا فيها الفصل الدراسي منذ أسبوع وكل يوم يمر أنا معرض لان افقد المنحة".
حول التنسيقات التي تجريها القنصليات الأجنبية مع سلطات الاحتلال لتسهيل خروج من يحملون تأشيرات أجنبية, قال أبو شعبان: "بعثت مناشدة إلى القنصلية البريطانية لتسهل عملية خروجي عن طريق معبر رفح بحكم إني لا استطيع الخروج عبر معبر ايريز ولكني لم استلم أية ردود حتى الآن وكل ما افعله هو الانتظار".
ما يحدث أن حصار غزة وإغلاق معابرها وحرمان سكانها من التنقل يجري في ظل صمت عربي ودولي في اخطر انتهاك للحق في التعليم وحرية التنقل وفق المعايير الدولية دون أن يحرك احدهم ساكنا للتخفيف عن معانات الطلبة وهنا توجهه أبو شعبان إلى الدول العربية وخص بالذكر حكومة مصر بمناشدة فقال:" أناشد الإخوة المصريين بحكم الأخوة العربية والإسلامية و بحكم أننا جيران وهم أصحاب تجربة مع الاحتلال فتح معبر رفح حتى يتمكن جميع الطلبة من الخروج لأنهم يمثلون قضية إنسانية و ليس سياسية". مشددا أن أي كلام عن السلام لا يكون بمعزل عن العملية التعليمية التي هي أساس تقدم أي بلد.
إيهاب الغصين مدير المكتب الإعلامي لوزارة الداخلية في الحكومة المقالة أكد أن الأولوية دائما في الحالات التي يتم فيها فتح المعبر تكون للطلبة العالقين مشددا انه في كل مرة يتم فيها مناقشة فتح المعبر مع الجانب المصري تكون قضية الطلبة على رأس القائمة بحيث يتم إخراجهم في اليوم الأول ولكن السلطات المصرية تصر على إخراجهم في اليوم الثاني.
وقال: "عادة يتم فتح المعبر لمدة يومين،اليوم الأول يسير بشكل طبيعي ومنظم ولكن في اليوم الثاني الذي يفترض أن يخرج فيه ألاف الطلبة العالقين يتم عرقلة خروجهم من الجانب المصري من خلال تقليص عدد الحافلات التي تخرج عبر معبر رفح".
وحول آلية التنسيق للطلبة العالقين أوضح الغصين أن وزارته لا تنسق لشريحة معينة وإنما لجموع الشعب الفلسطيني, موضحاً أن التنسيقات الفعالة هي تلك الخاصة بين المواطنين أنفسهم وبعض الضباط المصريين أو عن طرق تجاوزات مالية أو أن يتم التنسيق عن طريق "حكومة رام الله".
كما تحدث الغصين عن آليات التسجيل والترتيبات الأخيرة في حال فتح المعبر وقال: "تم تسجيل 700 من الطلاب العالقين وتم التأكد من أوراقهم الثبوتية للجامعات الملتحقين بها ونحن جاهزون أن تكون الأولوية للطلاب اخذين بالاعتبار إجراءات الجانب المصري".
حصار غزة ما زال مستمراً ومعبر رفح ما زال مغلقاً لتستمر معهم معاناة آلاف الطلبة الذين تزيد أعدادهم يوماً بعد آخر دون أن تكون هناك أي بوادر لتخفيف معاناتهم أو الحد منها, ويبقى زهير وغيره ينتظرون بارقة أمل تأخذهم نحو أحلامهم ولسان حالهم يقول: "غداً يوم آخر...غداً تشرق الشمس من جديد."