الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

اسرائيل تنشر مقتطفات من التقرير الذي قدمه حزب الله عن رون اراد والذي يرجح موته وتحلل جثته في الادغال

نشر بتاريخ: 08/10/2008 ( آخر تحديث: 08/10/2008 الساعة: 17:55 )
بيت لحم -معا- نشرت صحيفة" معاريف" الاسرائيلية في عددها الصادر اليوم " الاربعاء " مقتطفات من التقرير الذي سلمه حزب الله ضمن صفقة تبادل الاسرى الاخيرة والمتعلق بمصير الطيار الاسرائيلي رون اراد الذي اختفت اثاره في الليلة الواقعه ما بين 4-5 / ايار من عام 1988 بعد ان هرب من المنزل المحتجز في داخله في قرية نبي بعشيت وذلك بمساعدة او دون مساعدة من اطراف محلية وفقا لما خلص له تقرير حزب الله كنتيجة اساسية ورئيسية .

وجاء في التقرير ان اثار رون اراد اختفت نهائيا في تلك الليلة التي كان محتجزا فيها وحيدا داخل غرفه مغلقة بعد ان هرع حراسه وهم سكان المنزل الى قرية " ميدون " وذلك لمواجهة عملية عسكرية كبيرة كان ينفذها الجيش الاسرائيلي في تلك الليلة تاركين مع الاسير الاسرائيلي بنات المنزل فقط اللواتي كن مسؤولات على غسيله واطعامه وغيرها من الحاجات الضرورية وهن من اكتشف صبيحة اليوم التالي امر فرار رون اراد بعد ان وجدن الغرفه فارغه من سجينها.

واضاف التقرير ان اراد فر في ليلة قمرية كان الضوء فيها ساطعا وانه لم يكن محتجزا تحت الارض لذلك عرف مكان تواجده وتفاصيل المنطقة جيدا وذلك من خلال التلصلص من شباك الحمام المطل على المنطقة بشكل جيد اضافة الى كونه طيارا حربيا عمل في المنطقة فترة طويلة مكنته من معرفتها جيدا ويحتمل ان يكون موسم الربيع وما يعنية من زراعه كثيفة في المنطقة احد الاسباب التي ادت لاتخاذه قرار الهرب .

ووضع حزب الله في تقريره ثلاثة احتمالات او سيناريوهات قد تفسر هرب اراد واختفائه اولها احتمالية ان يكون قد اخرج من الغرفه دون مقاومة وتم اعدامه انتقاما على عملية الجيش الاسرائيلي في قرية ميدون والتي ادت الى مقتل واصابة الكثيرين بعضهم من اقرباء حراس رون اراد .

اما الاحتمال الثاني ان يكون قد اختطف من الغرفه على يد مجموعات اخرى تابعه لايران او الفلسطينيين او حزب الله او فصائل لبنانية اخرى فيما يشير الاحتمال الثالث الى امكانية استغلال اراد للاجواء التي سادت خلال العملية الاسرائيلية للهرب من غرفته وهذا الاحتمال الذي يحاول الحزب التاكد منه والعمل عليه وفقا لما جاء في التقرير.

ونفى حزب الله في سياق التقرير الاحتمالات السابقه مبينا اسباب نفي كل واحد منها .

فعلى سبيل المثال نفى التقرير بشكل قاطع امكانية قتل الطيار على خلفية انتقامية كونه لا يوجد مصلحة في قتلة لاي شخص ممن كانوا يعرفون مكانه اضافة الى عدم وجود اي اثر له بالقرب من المنزل رغم عمليات البحث التي لم تسفر عن اكتشاف جثته او علامات دماء او مكان يدل على وجود قبر في المنطقة.

وفيما يتعلق باحتمالية خطفه على يد الايرانيين قال تقرير حزب الله بان هذا الامر غير وارد لان ايران دولة منظمة من الناحية الامنية والسياسية والتنظيمية وزعمائها الامام الخميني وخامنئي اعطوا اوامر واضحة لتقديم تقرير بكل شيئ يتعلق برون اراد والنتيجة كانت سلبية بمعنى ان تقريرا لم يقدم بهذا الشأن وعملية خطف كهذه تحتاج الى خمسة او ستة اشخاص لتنفيذها ولو كان الخاطفون يعملون لمصلحة ايران لما استطاعوا الحفاظ على هذا السر طيلة هذه الفترة خاصة وان مصالحهم غير منسجمة اضافة الى توفر فرص كثيرة للايرانيين على مدة السنوات العشرين الماضية للاستفادة من رون اراد سواء كان حيا او ميتا وهذا ما لم يتم كما انه لا يمكن لمسؤول ايراني مهما كانت رتبته ان يجرؤ على تنفيذ مثل هذه العملية دون اطلاع القيادة وتلقي الاوامر منها كما وان لحزب الله مكانه قوية في العالم الاسلامي وايران وهي تحاول تقويته وليس اضعافه من خلال سحب ورقة قوية مثل هذه من يده .

واجاب التقرير على احتمالية ان يكون رون اراد اسيرا لدى حزب الله بالنفي القاطع معللا نفيه كون حزب الله اول المستفيدين من اكتشاف مكان رون اراد واول المتضررين من اختفائه وهو دفع ثمنا باهظا جدا لاسر جنود لمبادلتهم باسرى لبنانيين الامر الذي كان في غنى عنه لو كان اراد بحوزته وحزب الله لم يخف في الماضي حقيقة وجود اسرى او اشلاء لديه وهو اعاد جثة يهودي اثيوبي الاصل دون مقابل كبادرة حسن نية .

ورفض حزب الله في تقريره القبول بفرضية وجود اراد لدى السوريين او فصائل فلسطينية فيما طرح التقرير احتمالية وجود اراد لدى حركة امل او التيار المؤيد لمصطفى الديراني فيها قبل ان يعود لنفي هذه الفرضية ايضا وذلك على ضوء حقيقة وجود الديراني في السجون الاسرائيلية لفترة طويلة ولو كان يمتلك اي معلومات حول اراد لحصل عليها الامن الاسرائيلي خلال التحقيق معه .

واجمل حزب الله التقرير الذي وصفته المصادر الاسرائيلية بالكلام الفارغ بالقول " رون اراد هرب واختفى ومات مؤكدا بان الطيار هرب في الليلة المذكورة وتوجه جنوبا نحو المنطقة الامنية المحتلة من قبل اسرائيل ومكث في منطقة جبلية معزولة لا يمر بها بشر الا نادرا ومن المحتمل انه انهار ولم يحتمل الظروف الطبيعية في المنطقة ويمكن ان يكون قد عانى من كسور او نزيف او التهاب او تسمم او العطش او سقط في هوة عميقة او حتى كان هدفا للحيوانات المفترسه و دخل في حقل الغام .......... الخ من الاسباب غير المعروفة لدينا .

وفيما يتعلق بجثته يعتقد التقرير باحتمالية تحللها نتيجة الظروف الطبيعية واختفاء اي اثر لها خاصة وان اي طرف لم يلحق به لان كل طرف اعتقد حينها بان الطرف الاخير اختطفه .