المفوض العام للأونروا تناشد الصناديق العربية لمساعدة مخيم نهر البارد

غزة -معا- أطلقت المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) كارين ابو زيد نداء عاجلا للصناديق العربية لتقديم المساعدة الطارئة لنحو ثلاثين ألف لاجئ فلسطيني دمرت منازلهم بسبب القتال الذي دار في العام الماضي في مخيم نهر البارد في شمال لبنان.

ودعت أبوزيد الجهات العربية المانحة لمساعدة الوكالة على الاستجابة على نحو كاف لتلبية الاحتياجات الإنسانية لهؤلاء اللاجئين الذين عانوا أكثر مما يستحقون من البؤس والتشرد".

وفي الشهر الماضي، أطلقت "الأونروا" مناشدة بقيمة 43 مليون دولار خصصت من أجل توفير خدمات مؤقتة مثل المعونة الغذائية الطارئة وتوفير المساكن، إلا أنه ولغاية الآن، فإن الولايات المتحدة وحدها هي التي قدمت تعهدا بقيمة 4.3 مليون دولار في الوقت الذي أعربت قلة من الجهات المانحة الأوروبية عن رغبتها في التعهد, ولم يتم حتى الآن تقديم أي تبرعات من المانحين العرب.

وأعرب مسؤولون في "الأونروا" أنه ما لم تحصل الوكالة على الأموال قريبا، فإنه سيكون من الضروري القيام بتقليص حاد على برامج الطوارئ الأساسية، حيث أن هنالك حاجة إلى 2.5 مليون دولار كل شهر لتقديم المساعدات الطارئة الأساسية.

وقالت أبوزيد "ما لم نحصل على مساهمات إضافية بحلول نهاية السنة، فإن خدماتنا التي نقدمها للاجئين سوف تعاني، وينبغي علينا ألا نسمح بحدوث ذلك".

جاءت تصريحات أبوزيد في حديث لها في "فيينا" خلال حفل التوقيع على اتفاق بين "الأونروا" وصندوق الأوبك للتنمية الدولية، تم بموجبه تقديم مساعدة بقيمة 5 ملايين دولار لبناء ثماني مدارس جديدة لتحل محل تلك التي تم تدميرها خلال القتال الذي دار في مخيم نهر البارد, ومنذ عام 2004، ساهم صندوق الأوبك للتنمية الدولية بمبلغ 7 ملايين دولار لمشاريع الأونروا، وهو اليوم يعتبر أكبر داعم لبرنامج الوكالة للتمويل الصغير الذي يؤمن للاجئين مهربا من مصيدة الفقر ويوفر لهم اكتفاء ذاتيا من الناحية المالية.

وقالت المفوض العام:" أن هذا أحد المشاريع التعاونية التي تشعر الأونروا بالامتنان من أجله والذي يمكننا جميعا أن نفخر به".

كما أشارت أبو زيد أيضا إلى أن صندوق الأوبك للتنمية الدولية قد كان من بين أول الجهات المانحة التي استجابت للنداء المشترك الذي أطلقته الأونروا والحكومة اللبنانية والذي بلغت قيمته 445 مليون دولار خصصت لإعادة إعمار مخيم نهر البارد.

وسيكون هذا المشروع هو الأكبر منذ إنشاء الأونروا قبل 60 عاما, وفي خطابها الذي ألقته في فيينا، أشارت أبوزيد أنه من أصل 57.8 مليون دولار والتي تم التعهد بتقديمها حتى الآن، فإن 91٪ من تلك المبالغ قد تم تقديمها من الحكومات الغربية.

وأضافت "إنني آمل أن نرى قريبا تعهدات من جانب الحكومات العربية، وهو أمر كان ولا يزال مأمولا جدا، وسيكون ضروريا للغاية في حال أريد لهذا المشروع أن يمضي قدما كما هو مخطط له".

وقدمت المفوض العام عرضا موجزا للوضع المالي للوكالة قائلة أن "الأونروا" تواجه عجزا بقيمة 80 مليون دولار في ميزانيتها العادية، وذلك جزئيا بسبب ارتفاع تكلفة الوقود الذي "ضرب الأونروا بشدة".

وناشدت الدول المصدرة للنفط للمساعدة في تغطية 4 ملايين دولار من أجل تكاليف الوقود لعمليات "الأونروا" لمدة اثني عشر شهرا في الأراضي الفلسطينية، مشيرة إلى أن الوكالة تقوم بمساعدة البلديات المحلية في غزة من خلال توفير إمدادات الوقود اللازمة من أجل التخلص من القمامة خوفا من انتشار الأوبئة.