محافظ نابلس يلتقي وفدا بريطانيا رفيع المستوى من الكلية الملكية للدفاع
نشر بتاريخ: 09/10/2008 ( آخر تحديث: 09/10/2008 الساعة: 10:26 )
نابلس -معا- استقبل محافظ نابلس الدكتور جمال المحيسن بحضور العميد خيري حسن وفدا من الكلية الملكية البريطانية للدفاع والتي تعنى بالامن الدولي .
وفي بداية اللقاء رحب المحافظ بالوفد الضيف وشكرهم على زيارتهم للمحافظة, مؤكدا ان الشعب الفلسطيني يرحب اشد ترحيب بكل الوفود المدنية والامنية الدولية التي تزور الاراضي الفلسطينية لانها تستطيع ان تشكل صورة واضحة تماما عن معاناة الشعب الفلسطيني بمجرد تجوالها ما بين المحافظات ورؤيتها الاجراءات والسياسات العقابية الاسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني.
واشار المحيسن الى ان بريطانيا من المفترض بها ان تكون من اكثر الدول الماما بماساة الشعب الفلسطيني خصوصا وان اسرائيل اقيمت فعليا اثناء الانتداب البريطاني على فلسطين, موضحا ان القيادة الفلسطينية عند موافقتها على اقامة دولة فلسطينة في حدود الـ67 يعني انها قبلت بدولة على 22% من مساحة فلسطين التاريخية ومع هذا فان اسرائيل لا تقبل بهذا الحل الذي ينسجم مع مقررات الشرعية الدولية وتصر على سياسة الاستيطان والمصادرات والجدار.
واوضح انه ونتيجة هذه السياسة التوسعية الاسرائيلية تتزايد في اوساط الشعب الفلسطيني الاصوات المنادية بالعودة الى صيغة الدولة الواحدة ثنائية القومية بدلا من دولتين لشعبين لانه عمليا مع الجدار والكتل الاستيطانية التي يتم تسمينها دون توقف لم يعد هناك من مجال لاقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة .
واشار المحيسن الى ان سياسة استمرار العدوان والاستيطان والتضييق على الفلسطينين وعدم وصول المفاوضات الى نتائج سياسية ملموسة تقر بالحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني قادت ولا تزال الى تنمية وتعزيز التيارات والاتجاهات المتطرفة في المجتمع الفلسطيني، وتسببت بشكل واضح في اضعاف السلطة الوطنية، وبالتالي فاننا نتساءل عن مغزى مثل تلك السياسات وغاياتها والى متى ستبقى اسرائيل كدولة احتلال فوق القانون, فيما الشعب الفلسطيني الضحية سيبقى يدفع الثمن وتمارس عليه الضغوط من اطراف دولية نافذة في السياسة الدولية لتقديم المزيد من التنازلات؟ !
وتطرق المحيسن الى الخطة الامنية التي تم تطبيقها بنجاح في محافظة نابلس ثم ترك المجال بعدها للعميد خيري حسن قائد المنطقة بالمحافظة ليقدم شرحا وافيا عن الخطة وما حققته رغم المعيقات الاسرائيلية التي شكلت ولا تزال اكبر تهديد لها بسبب الاجتياحات المتكررة والاغتيالات والاعتقالات واستمرار الحواجز العسكرية، وشدد العميد خيري انه لا رجعة عن المنجزالات التي تحققت وهناك اصرار في اوساط القيادة السياسية والامنية الفلسطينية على الاستمرار في خطة فرض الامن وسيادة القانون مهما كانت التحديات والصعوبات.
بدوره تحدث رئيس الوفد الملكي البريطاني حيث شكر المحافظ والعميد خيري على ما قدماه لهم من معلومات ومعطيات مفيدة, موضحا ان هدف الزيارة هو الفحص والاطلاع على الوضع الامني في المنطقة باعتبار ان الامن الدولي مرتبط والى حد بعيد بما يحصل في المنطقة وتحديدا الوضعين الاسرائيلي والفلسطيني, مشيرا الى انهم زاروا الاردن وستستمر زيارتهم للاراضي الفلسطينية واسرائيل لمدة ثلاثة ايام، سيقوموا خلالها بعقد العديد من اللقاءات مع مسؤولين سياسيين وامنيين من الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني ليطلعوا من خلالهما على رؤية كل طرف, فيما يخص عملية السلام والتزام كل طرف في التعهدات السياسية التي نصت عليها الاتفاقات.
وتحدث عدد من اعضاء الوفد الملكي البريطاني حيث طرح بعضهم عدد من الاسئلة منها على سبيل المثال لماذا لا يطالب الفلسطينيين بقوات دولية للمراقبة وتحديد الجهة التي تخرق الاتفاقيات؟ و وما هي المبادرات الفلسطينية لتفعيل الموقف العربي الذي يبدو موقفا لا يتسم بالقوة والنشاطية المفترضة؟ وانهى احد اعضاء الوفد مداخلته بالقول انه اصيب بالصدمة والذهول عندما استمع الى محاضرة في مكتب الامم المتحدة للشؤون الانسانية " الاوتشا" عن واقع الحواجز العسكرية الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينة والتي تحاصر الفلسطينيين.