الحملة الأوروبية" تطالب الإتحاد الأوروبي بخفض مستوى العلاقات مع إسرائيل وتجميد اتفاقية الشراكة الاقتصادية
نشر بتاريخ: 10/10/2008 ( آخر تحديث: 10/10/2008 الساعة: 17:12 )
غزة- معا- دعا وفد رفيع المستوى من "الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة" ومركز "العودة" الفلسطيني" مفوضية الاتحاد الأوروبي للعلاقات الخارجية لخفض مستوى علاقاتها مع الجانب الإسرائيلي بدلاً من رفعها، وتجميد اتفاقية الشراكة الإقتصادية مع إسرائيل، وذلك في ظل استمرار الاحتلال وانتهاكات حقوق الإنساني الفلسطيني ومواصلة فرض الحصار على مليون ونصف المليون إنسان في قطاع غزة للسنة الثالثة على التوالي.
جاء ذلك خلال الزيارة التي قام بها الوفد، لمفوضية الاتحاد الأوروبي في بروكسيل الأربعاء (8/10)، واجتماعه مع نائب رئيس البرلمان الأوروبي ونواب آخرين، حيث تم بحث الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة ووضع المسؤولين والنواب الأوروبيين في صورة آخر التطورات في القطاع من مختلف النواحي السياسية والإقتصادية والإنسانية.
وقال رئيس الوفد الدكتور عرفات ماضي إنه تم خلال اللقاء استعراض الوضع في قطاع غزة من جميع النواحي،و التأكيد على ضرورة أن يتخطى دور الاتحاد الأوروبي المساعدات المادية إلى التحرك السياسي الفاعل لرفع الحصار عن غزة والعمل على إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.
واستنكر الوفد قرار الاتحاد الأوروبي رفع مستوى العلاقات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار الدكتور ماض، رئيس "الحملة الأوروبية إلى أنه كان الأولى بالاتحاد تخفيض العلاقات ووقف اتفاقية التعاون الاقتصادي المشتركة مع الجانب الإسرائيلي، لا سيما وأن إسرائيل لم تحترم بنود الاتفاقية التي تنص على الحفاظ على حقوق الإنسان الفلسطيني, مؤكدا هذا القرار "يبعث برسائل خاطئة لشعوب المنطقة، بأن الاتحاد الأوروبي يكافئ الاحتلال ويقف إلى جانب المعتدي ضد المعتدى عليه".
واستعرض وفد "الحملة الأوروبية" و"مركز العودة"، خلال زيارته الوضع السياسي في فلسطين بصورة عامة، حيث تم دعوة المفوضية الأوروبية بأخذ دور سياسي أكبر في المنطقة، مؤكداً على ضرورة الحديث مع كل الأطراف الفلسطينية، وعدم استثناء أي قوة على الأرض "إذا أرادوا إنجاح أي اتفاق أو التوصل إلى تسوية سياسية".
وفي هذا الشأن قال الدكتور داوود عبد الله الباحث الرئيسي في "مركز العودة الفلسطيني" وعضو وفد الحملة إلى المفوضية: "إذا كان الجانب الإسرائيلي يفاوض حركة "حماس" بطريقة غير مباشرة (بشأن الجندي الأسير جلعاد شاليط)؛ فعلى الأوروبيين التحاور مع الجميع في الأراضي الفلسطينية ليكون دورها مقبولاً لكل الأطراف، إذ لا يعقل أن يكونوا متشددين أكثر من الإسرائيليين في هذا الأمر".
بدوره أكد الدكتور محمد حنون رئيس التجمع الفلسطيني في ايطاليا العضو المؤسس في الحملة الأوروبية، وكذلك غريتا دويزنبرغ رئيسة مؤسسة "أوقفوا الاحتلال" أن الجهود التي تقوم بها الحملة على الصعيد الأوروبي سواء الشعبي أو الرسمي ستستمر حتى ينتهى الحصار ويرفع كليا عن قطاع غزة.
من جانبهم أكد ممثلو مفوضية العلاقات الخارجية في اللقاء إدراكهم لحجم الكارثة الإنسانية، وعلى الأخص في قطاع غزة المحاصر.
وأشارت بيلين كاربونيل عضو مجلس المفوضية إلى الجهود التي يبذلها الاتحاد من أجل التخفيف من المعاناة الإنسانية التي يواجهها سكان القطاع، رغم المعارضة التي تتلقاها المفوضية من قبل بعض الجهات الموالية لإسرائيل داخل الإتحاد الأوروبي.
وفيما يخص قضية رفع مستوى العلاقات مع إسرائيل فقد دافع ممثلو المفوضية عن قرار الاتحاد بهذا الخصوص بحجة الروابط المشتركة بين دول الاتحاد الأوروبي وإسرائيل وأن مثل هذا القرار يمكن الاتحاد الأوروبي من الضغط على إسرائيل لتحسين الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة.
من جهة أخرى أبدى ألكساندر فيريرو ممثل المفوضية في اللقاء استعداد الاتحاد الأوروبي لإعادة دراسة قضية الاعتراف بحكومة الوحدة الوطنية من جديد إذا ما تم التوصل إليها خلال مناقشات الفصائل الفلسطينية في القاهرة هذه الأيام، مشيرين إلى أن المعطيات على الأرض قد تتغير وقد يكون ممكنا الإعتراف بمثل هذه الحكومة.
وفي ختام اللقاء اتفق الطرفان على مواصلة اللقاءات والمراسلات بخصوص المستجدات على الأرض وخاصة الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة.
وفي لقاء منفصل اجتمع وفد الحملة الأوروبية مع لويزا مورغانتيني نائب رئيس البرلمان الأوروبي للتباحث حول الوضع في قطاع غزة وضرورة مواصلة التحرك داخل البرلمان الأوروبي وخارجه لرفع الحصار عن قطاع غزة.
وفي هذا الصدد كشفت موغانتيني إلى أن وفدا رسميا من البرلمان الأوروبي سوف يزور الضفة الغربية وقطاع غزة في أواخر الشهر الجاري للإطلاع عن كثب على المعاناة الرهيبة التي يتعرض لها الفلسطينيون.
وضمن تحركات الحملة الأوروبية لإطلاع النواب الأوروبيين على مجريات الأحداث في فلسطين فقد التقى وفد الحملة عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الأووربي فيتوريو أجنوليتو, حيث تم استعراض الوضع من مختلف جوانبه في قطاع غزة.
ومن جانبه أكد أجنوليتو على استعداده للتعاون مع الحملة في مختلف الأنشطة التي تقوم بها داخل البرلمان الأوروبي وخارجه لحشد التأييد والدعم لرفع الحصار الجائر وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة.