زغبي: الأميركيون العرب قادرون على ترجيح كفة الانتخابات الرئاسية
نشر بتاريخ: 10/10/2008 ( آخر تحديث: 10/10/2008 الساعة: 19:16 )
بيت لحم -معا- دعا قادة المعهد الأميركي العربي في منتدى نظم برعاية المعهد للتباحث حول المرشحين المتنافسين في الانتخابات الرئاسية الحاضرين إلى التطوع في الحملة الانتخابية وإسماع صوتهم، بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية.
وجاءت الدعوة في الوقت الذي اشتد فيه التنافس بين مندوبي المرشحين باراك أوباما وجون ماكين للفوز بأصوات الأميركيين العرب المشاركين في المنتدى.
وأعلن رئيس المعهد الأميركي العربي ومؤسسه جيمس زغبي لنحو 320 شخصا من المشاركين في المنتدى، الذي عقد يوم الأحد 5 تشرين الأول/أكتوبر في مدينة آرلنغتون بولاية فرجينيا، أن أصواتهم وأصوات غيرهم الذين يجندونهم للاقتراع والتبرعات المالية للحملات الانتخابية يمكن أن تلعب دورا حاسما في نتيجة الانتخابات في ولاية فرجينيا.
وقال زغبي إن بالإمكان أن يكون للأميركيين العرب تأثير كبير في الولايات الأخرى التي تشكل "ميدان معركة" انتخابية، بما فيها ولايات بنسلفانيا وأوهايو وميشيغان وفلوريدا.
وتحدث في المنتدى مسؤولون في الحملة الانتخابية ومرشحون للانتخابات من الحزبين الرئيسيين الجمهوري والديمقراطي.
وكان في مقدمة الحاضرين حاكم ولاية فرجينيا الديقمراطي توم كين وعضو مجلس النواب الجمهوري توم ديفيز.
وتحدث السياسيان على التوالي في المنتدى باسم المرشحين الطامحين إلى الرئاسة أوباما وماكين.
وقد مهد زغبي الجو للموضوع بأن أعلن أن جمهور الحاضرين "يتمتع بنفوذ متزايد في هذه الولاية (فرجينيا) وفي البلاد على ما أعتقد." وفي إشارة إلى كون فرجينيا ميدانا رئيسيا لمعركة 2008 الانتخابية، قال زغبي "إن كل صوت له قيمة، والجاليات الجديدة ستكون حاسمة، ونحن نشكل إحدى تلك الجاليات الجديدة."
ويقدّر عدد الأميركيين العرب الذين يعيشيون في ولاية فرجينيا بنحو 135,000 نسمة يقطن 60 بالمئة منهم في الضواحي القريبة من واشنطن العاصمة.
ويعتبر المعهد الأميركي العربي نفسه منظمة لا تستهدف الربح وملتزمة بالعمل على تمكين الأميركيين المتحدرين من أصل عربي من نيل حقوقهم المدنية والسياسية، ويقول إنه يمثل قطاعا انتخابيا يضم نحو 3.5 مليون شخص في مختلف أنحاء البلاد. وقد عقد المنتدى ضمن إطار حملة "يلاّ صوتوا" أي هيا انتخبوا.
وأوضح زغبي أن أولويات الأميركيين من أصل عربي مماثلة تماما لتلك التي يضعها الناخبون الأميركيون عموما في المقام الأول, مضيفا إنه "لا فرق هناك بين ما هو مهم بالنسبة لنا وما هو مهم للبلاد. فقضايانا متلاقية." وعلى الصعيد الداخلي قال زغبي إن الاقتصاد المنكمش "وحرياتنا المدنية المتآكلة" هموم مشتركة.
أما على الصعيد الدولي فقال زغبي إن الشرق الأوسط هو قطب الرحى الذي يعتبر مركز اهتمام معظم الأميركيين، ويشكل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني العنصر الرئيسي فيه.
وحث زغبي الحاضرين على التطوع والخدمة في الحملة الانتخابية لمرشحهم المفضل، وكشف عن أن المعهد الأميركي العربي قد طور قاعدة معلومات تضم أسماء الناخبين المحتلمين في الولايات التي تشكل ميادين معارك انتخابية، وشجعهم على استعمال دليل هاتف المعهد كأداة للاتصال بأولئك الناخبين.
وشدد رئيس المعهد الأميركي العربي على القول "إن قدرتنا على العيش والبقاء في العالم وعلى إحداث تأثير في العالم كجالية وكبلد مصلحة هامة في هذه الانتخابات."
وصف الحاكم توم كين، وهو رئيس مشارك في حملة أوباما الفترة الحالية بأنها "الوقت المناسب للخيار الحاسم لبلادنا ... التي تواجه أكبر مجموعة من التحديات منذ اصبح فرانكلين روزفلت رئيسا في العام 1933."
وامتدح أوباما معتبرا أنه يجسد الامتياز وهو "الموحّد الفعلي" و"محدث التغيير الذي نحتاجه في هذا البلد."
وفي إشارة إلى فرجينيا قال كين "إن هذه الولاية تقف الآن على حد السيف" بين كفتي الميزان مؤكدا أن للأميركيين العرب "القدرة على جعل هذا السباق يميل مرجحا هذه الكفة أو تلك." وأضاف أن الخريطة السياسية توحي بأنه "في حال فوز أوباما بأصوات ولاية فرجينيا الثلاثة عشر لا يكون هناك مجال قطعا أمام انتخاب ماكين رئيسا."
وتحدث توم ديفيز الذي سيتقاعد من عضوية مجلس النواب في نهاية العام 2008 بعد خدمة 14 عاما، فأشار إلى أن الاستقلال في الاعتماد على الطاقة وإصلاح نظام الهجرة ودين البلاد القومي المتضخم تعتبر قضايا هامة، وأن ماكين على استعداد لمعالجتها بفاعلية. وشبّه الطريقة التي يتطور بها الدين القومي "بالطريق الذي نسير فيه يعني كأننا في طائرة تطير باتجاه الجبل."
وقال ديفيز "إن ما نريده هو زعيم يستطيع العمل متجاوزا الخطوط الحزبية... وأعتقد أن هذا هو المجال الذي يبدع فيه ماكين." وأشار ديفيز إلى مواقف لماكين من قضايا الإصلاح المالي والهجرة والتعذيب ومعتقل غوانتنامو.
وفي إشارة إلى أوباما، منافس ماكين، قال ديفيز "إن منافسه يتحدث عن التعاون الحزبي، ولكن إذا دققتم في سجله تجدون أن هناك قضية واحدة رئيسية صوّت ضد إرادة حزبه فيها مع أكثرية الجمهوريين، وهي قانون مراقبة الاستخبارات في الخارج."
تبين من ردود فعل جمهور المنتدى أن الأغلبية تؤيد أوباما، وهو ما ينسجم مع نتيجة استطلاع أجرته مؤسسة زغبي إنترناشيونال التي يرئسها جون زغبي أخو جيمس زغبي في أيلول/سبتمبر. وتبين من نتيجة استطلاع 501 أميركي عربي أن 54 بالمئة أيدوا أوباما مقابل 33 بالمئة لماكين. كذلك تبين من الاستطلاع أن الوظائف والأعمال والاقتصاد تشكل أهم القضايا بالنسبة لهم، وتأتي بعهدها بالترتيب حرب العراق والسلام والشؤون الخارجية والرعاية الصحية.
وأوضحت نادين وهاب مديرة الشؤون العامة في المعهد الأميركي العربي أن الاستطلاع تم قبل اندلاع أزمة الأسواق المالية، وصرحت لموقع أميركا دوت غوف معربة عن اعتقادها بأن تقدم أوباما على خصمه لا شك قد زاد واتسع منذ إجراء الاستطلاع.
كان بين المشاركين في المنتدى عضو مجلس النواب النائب الديمقراطي جيم موران ومنافسه الجمهوري على مقعد شمال ولاية فرجينيا مارك إلمور. وقد جهد الاثنان في محاولتهما استمالة جمهور الأميركيين العرب والتواصل معه.
استهل إلمور كلمته بتذكير الحاضرين باللغة العربية بأن زوجته فلسطينية. وقال "إن ابني أميركي عربي ، أميركي فلسطيني وهو يخدم الآن في سلاح الطيران الأميركي."
وأثار إلمور موجة من التصفيق والهتاف عندما قال "إن علينا من أجل الشعب الفلسطيني أن نعود إلى خطوط ماقبل العام 67. إن علينا أن نفعل ذلك كي نحصل على السلام. العرب لا يكرهون اليهود، إنهم يكرهون الصهيونية."
ووصف موران النزاع الإسرائيلي الفلسطيني بأنه "في صميم الطريقة التي ينظر بها كثير من الناس إلى أميركا ويحددون بموجبها القيم الأميركية." وضم موران صوته إلى صوت إلمور في المطالبة بعودة إسرائيل إلى حدودها السابقة لحرب العام 1967 وزاد مطالبا "بأن نشترك في القدس كعاصمة وأن ننشئ فعلا دولة فلسطينية قابلة للحياة اقتصاديا وأن نعيد مرتفعات الجولان إلى السيادة السورية."
وقال موران "إن بوسعنا حل هذه القضية، بوجود رئيس مصمم على فعل ذلك"، مضيفا أن "اليهود الأميركيين يريدون السلام أيضا."