شهادات اسرى في تلموند عن تعرضهم للتعذيب اثناء اعتقالهم واستجوابهم
نشر بتاريخ: 28/11/2005 ( آخر تحديث: 28/11/2005 الساعة: 17:16 )
بيت لحم - معا-ادلى اسرى سجن تلموند بشهادات عديدة حول تعرضهم للتعذيب اثناء اعتقالهم واستجوابهم من قبل جهاز المخابرات الاسرائيلة، وافاد الاسرى لمحامية نادي الاسير الفلسطيني حنان الخطاب.
واوضح الاسرى انهم تركو لفترة طويلة مقيدي الايدي والارجل ومعصوبي الاعين وهم عراة قبل نقلهم الى مراكز التوقيف والتحقيق، اضافة الى تهديدهم بالقتل وهدم البيت واعتقال افراد العائلة ان لم يدلو باعترافات.
وفيما يلي نص هذه الشهادات التي نشرها نادي الاسير الفلسطيني في بيان له اليوم
1. وجدي احمد عبد الكريم جلاد: سكان طولكرم، 25 سنة، معتقل منذ تاريخ 15/3/2002 ومحكوم 17 سنة. افاد بما يلي [ كنت استقل سيارة في طريقي من نابلس الى طولكرم مع مجموعة من الشباب، وفوجئنا بطائرة اباتشي تحلق بالقرب من المكان الذي كنا نتواجد به، ونزلنا من السيارة وبعد ثواني تعرضت السيارة للقصف من قبل المروحية، أي انهم كانوا يحاولون اغتيالنا. وبعد ان قصفت السيارة امرنا الجيش بواسطة مكبرات الصوت بخلع ملابسنا وجائت قوات كبيرة من الجيش الاسرائيلي واحاطونا من كل الاتجاهات، وامرونا برفع ايدينا فوق رؤوسنا ونحن عراة، وقيدوا ايدينا للخلف بالاسلاك البلاستيكية وعصبوا اعيننا واستجوبونا في المكان. بعد ذلك امرنا الجيش بالسير على الاقدام ومشيت مسافة طويلة وانا عاري كما ولدتني امي وكان الجو ماطر وبارد جداً. بقينا على هذا الحال مدة نصف ساعة الى ان وصلنا معتقل الجلمة حيث تم اعطائنا ملابس هناك.
واضاف جلاد في شهادته قائلا: في تحقيق الجلمة شبحوني على الكرسي وانا مقيد اليدين والرجلين والقيود مربوطة بالكرسي وكان الشبح متواصل مدة 3 ايام منعت خلالها من النوم وهددني المحققين بهدم المنزل وقتل اخوتي واعتقال ابي، وكان التعذيب النفسي شديد وقاسٍ للغاية. بعد الثلاثة ايام انزلوني الى الزنازين وكل يوم كنت امضي 10-12 ساعة وانا مشبوحاً على الكرسي، واستمر التحقيق معي في الجلمة مدة شهر.
سمحو لي بالاستحام بعد اسبوعين، ولم يعطوني ملابس داخلية بالرغم من ابلاغ المحامي لي بأنه تم ادخال ملابس لي ولكن ادارة المعتقل رفضت اعطائي الملابس.
وعن ظروف الزنازين، افاد الجلاد قائلاً: اول شهر كنت في زنازين انفرادية وكنت اتعرض للمكيف البارد يومياً. الضوء باهت في الزنازنة ومزعج للنظر، وحيطان الزنازين خشنة الملمس من الصعب الاتكاء عليها ولونها يميل الى السواد. ويوجد بالزنازنة فتحة في الارض عبارة عن مرحاض قذر والاكل سيئ ولا يؤكل، والفراش وسخ ولا يوجد تهوية طبيعية، بحيث ان الزنازين بدون شبابيك ولم ارى الشمس ابداً خلال فترة التحقيق.
بعد ذلك تم نقلي الى سجن الرملة (نيتسان)، وطلبتُ من ادارة السجن ان يحضروا مشد لرجلي حيث اني مصاب بها منذ بداية الانتفاضة ولكنهم لم يستجيبوا لطلبي. وبعد قضاء شهرين في سجن الرملة تم نقلي لقسم ايشل في بئر السبع وامضيت مدة سنتان، ومنذ 3 شهور وانا اقبع في سجن الشارون.
2. احمد حسين عبد الغفار زلوم: سكان نابلس، 24 سنة، معتقل منذ تاريخ 27/11/2002 ومحكوم 30 سنة. افاد بما يلي [كنت اسير بالشارع وعندما رأيت الجنود هربت لمنزل قريب، داهم الجنود المنزل واعتقلوني. وضعوا كيساً من الخيش على رأسي وقيدوا يداي بالاسلاك البلاستيكية للخلف واخذوني الى معتقل حوارة القريب من نابلس.
وانا بداخل الجيب العسكري كان الجندي يضغط بواسطة رجليه على يداي اللواتي كانتا ملفوفتان بالضمادات (حيث كنت مصاب في يداي اثناء اجتاح مدينة نابلس)، وكان الجندي يضغط على يداي بشدة وكلما طلبت منه ان يتوقف عن الضغط كان يصرخ عليّ ويشتمني، وعندما وصلت حوارة كانت يداي منتفختان واثار الورم واضحة عليهما.
وفي حوارة فتشوني عارياً وحجزوني في زنزانة انفرادية وفي اليوم التالي نقلت للتحقيق في عسقلان وهناك بدأ مسلل المعنانة، حيث انني عندما وصلت فتشوني عارياً وعرضوني على الطبيب الذي رفض اعطائهم الموافقة على التحقيق، حيث رأى انه يوجد بجسمي ويدياي شظايا. وبعد ذلك تم نقلي لعوفر حيث امضيت يومين في ظروف قاسية جداً كنت انقل خلالها الى مستشفى هداسا عين كارم ويتم فحصي بالمستشفى وانا مقيد اليدين والرجلين.
بعد ذلك تم اعادتي الى عسقلان، واعطوني ملابس مصلحة السجون البنية ونقلوني لغرف التحقيق، حيث اجلسني المحققين على كرسي وانا مقيد اليدين والرجلين بالكرسي، تم شبحي 3 ايام متواصلة على الكرسي بغرفة التحقيق، منعت خلالها من النوم وكان المحقق في احيان كثيرة يلعب على الكمبيوتر وكلما اردت النوم كان يمنعني ويصرخ ويقوم بشتمي بألفاظ نابية.
واثناء التحقيق قام المحققين باستفزازي بواسطة الصراخ وهددوني باعتقال امي وكانو يشتموني بأقذر الافاظ واحد المحققين اقسم بأنه لن يخرجني من السجن قبل 20 سنة.
امضيت 58 يوماً في غرف وزنازين التحقيق وكان التحقيق يستمر معي يومياً اكثر من 10 ساعات، اصبت خلالها بنوبات اغماء وما زلت اعاني منها حتى اليوم.
وعن ظروف زنازين عسقلان يقول زلوم ان الزنازين سيئة للغاية، بحيث امضيت 45 يوماً في زنازين انفرادية لم ارى خلالها الشمس. يوجد ضوء احمر خافت في الزنازين، مزعج للنظر وكنت اتعرض لمكيف هواء بارد جداً وكان التحقيق معي في فترة الشتاء. كان المحققين في احيان كثيرة يطفئون الضوء وامضي وقتي في ظلام دامس. الاكل سيئ جداً ولا يصلح لبني البشر. واثناء فترة التحقيق لم يعطوني ملابس داخلية وبعد 20 يوماً سمحوا لي بالاستحمام.
وبعد ذلك امضيت 7 شهور في بئر السبع و7 شهور في جلبوع وعام ونصف في هداريم، والان اقبع في قسم 1 في سجن الشارون.
وعن اوضاع القسم الذي يقبع به الاسير زلوم في سجن الشارون يقول: نحن 110 اسرى، يوجد ازدحام في الغرف مما يضطر الكثير من الاسرى النوم على الارض.
بآخر ايام رمضان وليلة العيد دخلة وحدة من السجانين الى الغرفة التي اقبع بها، قاموا بتفتيشنا ونحن عراة وقلبوا الغرفة رأسأ على عقب وادخلوا كلاب على الغرفة، وقاموا بتقييدنا ونحن نيام وانزلونا من فراشنا.
التفتيشات مستفزة وفجائية، وهناك عقاب لاتفه الاسباب، فمثلاً اذا علقنا منشفة على حبل بالغرفة يتم عقابنا، واذا تأخرنا قليلاً بالوقوف للعدد في الصباح يخالفوننا بالحبس الانفرادي او الحرمان من زيارة الاهالي.
لم يسمح لنا لغاية اليوم بفورة رياضية، وعدتنا ادارة السجن بذلك بشرط ان يقللوا من ساعة الفورة العادية، أي بدل 1:30 تصبح 1:15 بكل مرة لان الفورة مرتين يومياً، ولغاية اليوم لم يتم تنفيذ هذا الوعد.
3. اسلام بسيم محمد جيبات: سكان طولكرم، 17 سنة، معتقل منذ تاريخ 28/10/2005. افاد بما يلي [ لحظة اعتقالي سألني الجنود انت جهاد اسلامي ام حماس؟ فأجبته "ولا شي" واذ به يضع بندقية M16 برأسي. اجلسوني بمؤخرة الجيب العسكري ووضعوني بالوسط وكانوا يحيطون بي من اليمين واليسار، وخلال ذلك كانو يضربونني ببساطيرهم واحذيتهم على رجلاي ويضغطون بأحذيتهم على مناطق حساسة بجسمي (على المحاشم) وخلال ذلك كان الجنود يصرخون ويشتمون وكانو يستهزئون بي. وكان سائق الجيب يقود بتهور وبصورة مفتعلة، حيث كان يتقدم الى الامام بسرعة هائلة، وفجأة يرجع للوراء مما يؤدي الى ضرب رأسي بالحديد ويدعس على الفرامل بصورة فجائية.
بعد ذلك وصلنا الى معسكر للجيش وهناك فحصوني وانا معصب العينين ومقيد اليدين، وبعدها مباشرة تم نقلي بسيارة الى معسكر سالم.
في معسكر سالم امضيت يوم تحت اشعة الشمس وكلما اردت النوم كان الجنود يركلوني بأرجلهم، وبعد ذلك ادخلوني الى الغرف بعد ان فتشوني تفتيشاً عارياً كما ولدتني امي. امضيت 11 يوماً في سالم بدون تحقيق، وكانت ظروف المعتقل صعبة جداً، فالغرف مزدحمة وكنا ننام متلاصقين، وكان الاكل المقدم سيء كما ونوعاً، وكانو يسمحون لنا بالذهاب لقضاء الحاجة 3 مرات يومياً.
بعد ذلك امضيت 8 ايام في سجن تلموند، وبعدها تم نقلي الى معتقل الجلمة، لم يستقبلوني هناك، ومن ثم الى الجلمة ولم يستقبلوني ايضاً فأعادوني الى معسكر سالم. واثناء التحقيق بسالم تم تهديدي بالضرب والتكسير.
بعد ذلك نقلت الى سجن تلموند قسم الاشبال الذي يوجد به نقص في الملابس الداخلية والحرامات. الاكل في السجن سيئ ويوجد ازدحام كبير في القسم، يقومون باخراجنا للتعليم على افواج حيث كل غرفة مرة بالاسبوع لمدة ساعة ونصف. ولا يتم التعامل معنا كأحداث، على عكس الاسرى المدنيين حيث يتعلمون المسرح والرسم ويوجد لديهم اخصائية اجتماعية وكل شيء.