انتهى عصر التقشف والايديولوجيا : تغيير الأحزاب عادة قديمة لدى القادة الاسرائيليين
نشر بتاريخ: 28/11/2005 ( آخر تحديث: 28/11/2005 الساعة: 18:52 )
معا - يقول الصحفيون اليهود, الأطول عمراً وتجربة أن خطوة شارون ترك حزب الليكود الذي أسسه والانتقال لتشكيل وتزعّم حزب جديد لم تشكل لهم مفاجئة كبيرة, فهذه العادة موجودة أصلاً في صفوف قيادات الأحزاب الاسرائيلية.
ومن القادة الذين عرفهم الجمهور في قيادة حزب ثم انتقلوا الى حزب آخر اسحق نافون, والذي ترأس وزراء اسرائيل في النهاية من الخمسينيات, وتيدي كوليك رئيس بلدية القدس وعيزر وايزمان, رئيس الدولة العبرية, وموشيه ديان وزير الحروب ضد العرب, واسحق رابين الذي لم يتردد في تغيير نهجه السياسي قبل ان يقتله يهودي متطرف و شمعون بيريس وأريئيل شارون وهكذا.
ومن وجهة نظر الصحفي والمحلل السياسي أمنون رابينوفيتش فان هذه العادة أصبحت ظاهرة مشهودة في عالم السياسة الحزبية الاسرائيلية, وأن هناك الآن خلط كبير بين العمل في السياسة وبين المصالح الشخصية (بيزنس) بحيث أن جيل المتصوفين والايدلوجيين انتهى في اسرائيل بموت رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق مناحيم بيغين. أما اليوم فلا يستطيع المحلل أو المراقب أن يفرق بين رجل الأعمال ورجل السياسة في اسرائيل.
ومن اللافت للانتباه ان العديد من القادة الذين لمع نجمهم في سماء السياسة الحزبية الاسرائيلية انتقلوا بسهولة الى عالم رجال الأعمال مثل ابراهام بورغ زعيم الكنيست السابق وهو من أسرة سياسية متدينة, اعتزل الحياة السياسية قبل نحو 20 شهراً وذهب للعمل كمستشار عند احدى الشركات الغنية في أميريكا, أما البروفيسور شلومو بن عامي وزير الخارجية السابق ورئيس طاقم المفاوضات مع الفلسطينيين فقد رحل للعمل في لندن واعتزل الحياة السياسية.
أما رئيس الوزراء السابق ايهود باراك فقد أنهى فترة ولايته بشكل مبكّر وأصبح يجوب العالم, بعد أن طلّق زوجته نافا - لالقاء محاضرات, ويتقاضى لقاء كل محاضرة مبلغ 50000 دولار .
من جانبه بنيامين نتنياهو وهو (رجل مبيعات تجارية أصلاً) فهو متهم بأنه أدخل البزنس في شرايين قلب الأحزاب والحكم الاسرائيلي, وحتى في المفاوضات مع الفلسطينيين, كان يجلس ويقول أنا أعطيكم حقوقكم وأنتم تدفعون لي ثمنها.
أما الوزير حاييم رامون (والذي طلّق زوجته) كان يعتبره المحللون وريث اسحق رابين, تراه اليوم أشبه بخريج جامعي جديد يبحث عن وظيفة في سوق العمل ولا يهمه شخص صاحب العمل أو نوع المصنع (الحزب) الذي سيعمل فيه بقدر ما يعنيه سرعة التدرج الوظيفي.
أما الوزيرة الليكودية ليمور ليفنات فقالت قبل عام أكثر من ذلك , وحذّرت في اجتماع مركز الليكود أن المافيا تمكنت بنجاح من اقتحام سدة حكم الليكود وتزاوجت مع السلطة, كما حذّرت من نجاحها في ذلك على صعيد القضاء وسدة الحكم في الدولة العبرية كلها وهو ما دفع بالجمهور ليطأطيء رأسه موافقةً وتأكيداً.
ومهما يكن الأمر, فان المعارضين الليكوديين لشخص أريئيل شارون, والذين قطعوا عنه الميكرفون ومنعوه من الحديث في آخر اجتماع للحزب لم يعرفوا بأنهم قطعوا حينها حبل الشفقة عن أنفسهم, واذا كانوا أغلقوا فم شارون حينها فان شارون يغلق عليهم أنوفهم ويخنق انتشارهم ويقفل صناديق الاقتراع التي بفضلها جلسوا وأصبحوا أعضاء كنيست ووزراء.وأثبت لهم أن عصر الايدلوجيا والتقشف قد انتهى وأن عصر البزنس السياسي قد تجلّى فأعطاهم الميكرفون وأخذ المستمعين.