وزير الصحة يفتتح اعمال المؤتمر الثالث للتغذية في أريحا
نشر بتاريخ: 19/10/2008 ( آخر تحديث: 19/10/2008 الساعة: 09:25 )
رام الله - معا - تحت عنوان " الأعباء المزدوجة لمشاكل سوء التغذية في فلسطين _ التحديات وأفاق المستقبل " استقبلت أريحا يوم أمس الوفود المشاركة في المؤتمر الثالث للتغذية والذي انعقد في فندق الانتركونتيننتال.
وكان وزير الصحة د. فتحي أبو مغلي افتتح إعمال المؤتمر بكلمة قال فيها: "إن التغذية السليمة تحقِّق منافعا عظيمة، فالأشخاص الذين يتغذّون جيداً يتمتعون عموماً بصحة سليمة وبالمنطق ذاته، فإن سوءَ التغذية مُدمِّرٌ... فهو يُسهم جزئياً في أكثر من نصف الوفيات على مستوى العالم، كما يؤدي إلى إدامة حالة الفقر... وسوء التغذية يُوهن الفكر والعقل، ويستنزف إنتاجية كل شخص يمسّه".
واوضح وزير الصحة انه وبالرغم من أن عدد الأطفال الذين يعانون من نقص التغذية اقل مما كان عليه في التسعينات، إلا انه يزال هناك طفل واحد من كل 4 أطفال دون سن الخامسة في العالم النامي يعانون من نقص الوزن وهناك فقط 38 في المائة من الأطفال دون سن ستة أشهر تم إرضاعهم رضاعة طبيعية حصرية.
واشار الوزير انه في حين تم إحراز تقدم كبير فيما يتعلق فيتامين "أ" وإضافة اليود إلى الملح، لا تزال نقص المغذيات الدقيقة مشكلة صحية عامة كبيرة في العديد من البلدان.
وأكد د. أبو مغلي أن السلطة الوطنية الفلسطينية منذ نشأتها عملت على وضع وخدمة البرامج التي ترمي إلى إعطاء الحق لكل طفل في التغذية الكافية وتنشيط برامج رعاية الأمهات والحوامل وايدنة الملح وتدعيم الطحين بالمغذيات الدقيقة وتشجيع الرضاعة الطبيعية وقد ساهمت منظمات الأمم المتحدة مثل منظمة الصحة العالمية واليونيسيف وصندوق الأمم المتحدة للسكان والعديد من الجهات المانحة والمنظمات الدولية والأهلية في هذا الجهد، فكان لنا سياسات تغذوية وطنية واستراتيجية وطنية للتغذية وخطة تنفيذية ولجان وهيئات فنية وسعينا لتكوين الشراكات والى خلق وتعزيز التدخلات المتكاملة لتحقيق أقصى قدر من الفعالية والنجاح لبرامجنا في مجال التغذية.
وتسائل وزير الصحة في كلمته قائلا" هل حققنا أهدافنا ؟
قال :" بكل تواضع أقول أننا حققنا الكثير.....ولكننا لا زلنا في بداية الطريق فاكتمال برامجنا واستدامتها تتعطل باستمرار بفعل إجراءات الاحتلال وبفعل عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي نعاني منه، فحواجز الاحتلال وجدرانه العنصرية تعيق وصول الناس للخدمات الصحية وتقلب الأولويات لديهم ويصبح التثقيف الصحي واستقبال الرسالة التوعوية ترف لا أولوية عند الكثيرين أما زلزال غزة والذي تجسد بحالة انقلابية شاذة رافقها حصار جائر أديا إلى تراجع مفاجىء وكبير في الخدمات وإدارتها وفي الموارد واستخدامها الشيء الذي ينعكس الآن على الأطفال والأمهات وكل أفراد المجتمع وسوء التغذية يبقى القاسم المشترك بين كل هذه العوامل والمحددات".
واختم وزير الصحة كلمته قائلا" إننا ورغم كل المعوقات يبقى واجبنا كعاملين صحيين وكصانعي سياسات صحية أن نحافظ على نظرتنا للتغذية كحق أساسي من حقوق الإنسان، تم التعبير عنه بالتفصيل في العديد من وثائق حقوق الإنسان، ابتداءً من اتفاقية حقوق الطفل وانتهاءً بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وعلينا أن نواصل العمل وباستمرار على معالجة مشاكل سوء التغذية والاستمرار في عمليات الرصد والتقييم وتحليل الأسباب، واتِّخاذ الإجراءات التي تكفل الحد من تأثير العوامل المختلفة على توفير التغذية السليمة لكافة أفراد المجتمع مع التركيز على الأطفال والأمهات في سن الحمل والولادة.
هذا ويعقد مؤتمر التغذية بمبادرة من عدة مؤسسات وطنية ودولية على رأسها مؤسسة جذور للإنماء الاجتماعي وجامعة القدس ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين وجامعة كولومبيا الأمريكية بمشاركة ودعم وزارة الصحة الفلسطينية.
ويهدف المؤتمر إلى تطوير الحوار حول موضوع التغذية وتعزيز التداخلات من اجل الحد من آثار سوء التغذية على المجتمع الفلسطيني وبخاصة فئة الأطفال والنساء في سن الحمل والولادة، بالإضافة إلى تبادل الخبرات مع الكفاءات الدولية المشاركة في المؤتمر.
وقد شارك في أعمال المؤتمر عدد كبير من الكفاءات المحلية ومدراء الصحة في المحافظات الفلسطينية ومدير الصحة في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين المقيم في الأردن الدكتور جويدو سباتينيلي وخبير منظمة الأغذية والزراعة في فلسطين ارمينيو ساكو وخبير التغذية في جامعة ابسالا السويدية الدكتور ميهاري مدهين وخبير مؤسسة رند الأمريكية السيد مايكل شون بوم وأستاذ التغذية في جامعة كولومبيا الدكتور ريتشارد ديكولبوم وممثلة اليونيسيف في فلسطين السيدة باتريشيا ماك فليبس.