الإثنين: 20/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

الحديث ذو شجون : رسالة الليلة الكبيرة ! بقلم :فايز نصار

نشر بتاريخ: 19/10/2008 ( آخر تحديث: 19/10/2008 الساعة: 19:29 )
بيت لحم - معا - المدرب الجزائري الكبير ، عبد الحميد كرمالي ، الذي كان لاعبا محترفا في أندية فرنسا في الخمسينات من القرن الماضي ، قال لي بعد فوز امّ الشهداء ببطولة إفريقيا 1990 : إن القدم الجميلة تلعب فوق العشب الأخضر ، وتحت الأضواء الكاشفة ، وأمام الجماهير الغفيرة ، وبأقدام النجوم الموهوبين !

كلُّ هذه المعطيات كانت متوفرة في لقاء الخلايلة يوم الجمعة الماضي على ملعب الخضر الجميل ، حيث زحف الآلاف من عشاق المستديرة إلى الملعب الملاصق لجدار الفصل العنصري ، ورسموا أجمل اللوحات في المدرجات التي ضاقت بما يقرب من عشرة آلاف متفرج ، تركوا خلفهم أكثر من خمسين ألف شاهدوا المباراة على الشاشات الصغيرة ، مؤكدين تعطش جماهيرنا لمتابعة الفنون الجميلة فوق العشب الأخضر ، حتى لو كان صناعيا !

والجديد أن شقائق الرجال بدأن تدريجيا في الإطلال على أجواء الملاعب ، ولا ضير إن كانت الإطلالة الأولى محتشمة ، لأن الأهم أن تنطلق حكاية الكرة النسائية في بلادنا ، ولو بمجموعات من النساء الجامعيات ، اللواتي تحدثن لي عن ترقبهن لليوم الموعود ، الذي تساهم فيه شقيقة الأبطال الفلسطينية في صنع الملاحم الرياضية الفلسطينية ، وها هو اليوم قد اقترب في العهد الاتحادي الجديد!

الحق يقال : إن الأيام تؤكد نجاح الرهان على بطولة الدوري ، وإن مباراة أخوة الخليل الأصدقاء كانت الدليل القاطع على نجاح اتحادنا في تحريك الخلايا النائمة ، وإعادة الروح لملاعبنا ، حتى أصبح "دورينا" حديث الجميع ، ممن يجمعون على الإشادة بالجنود الذين أوفوا عهدهم ، وصدقوا وعدهم ، وعلى رأس الجميع اللواء جبريل الرجوب ، قبطان سفينة العهد الجديد الرياضية !

والأهم أن معالي وزيرة الشباب والرياضة، الأخت تهاني أبو دقة كانت شاهدت على عينة من نجاح اتحاد الكرة ،من خلال متابعتها لديربي الخليل ، وديربي وبيت لحم ، ومعاينتها فسيفساء اللوحة البشرية ، التي رسمها الخلايلة بأجسادهم في ملعب الخضر ، فحملت انطباعا ايجابيا عن الحراك الذي يرافق مباريات الدوري العام ، رغم الحساسية التي تطبع مباريات بطولة ، أكثر من نصف المشاركين فيها لن يبتسم لهم الحظ ، في نهاية هذا الدقّ !

ولا شك أن معالي الوزيرة ستنقل لأركان قيادتنا السياسية ملامح الصور الجميلة في ملاعبنا ، وكيف تساهم المباريات في تعزيز اللحمة الوطنية ،وتوجه طاقات شبابنا الخيرة نحو المساهمة في توطيد أركان هذا الوطن ، في الطريق الطويل نحو التحرير والتعمير !

والأكيد أن معالي الوزيرة ستزهو أمام مجلس الوزراء بالنجاح الباهر ، الذي حققه الخيرون في ملاعبنا ، التي أصبحت خضراء بهمة الرجال ... وستستفيد معالي الوزيرة من هذا النجاح في إقناع الحكومة الفلسطينية بإيلاء مزيد من الاهتمام بقطاع الرياضة والشباب ، على اعتبار أن استحقاق الرياضة لا يقل أهمية عن استحقاق الرغيف ، ولأننا بحاجة إلى المرافق الرياضية ، تماما كما أننا بحاجة إلى المرافق التعليمية ، لأن الحكاية بين طرفي المعادلة متكاملة ، وستثبت الأيام بان من يبني ملعبا يغلق سجنا !

والأكيد أيضا أن معالي الوزيرة تكون قد اقتنعت بان المحافظة الكبرى بحاجة إلى المنشآت الكبرى ، التي تتسع للآلاف المؤلفة من الجماهير الرياضية ، لأن القاصي والداني يدرك أن أندية المحافظة الكبرى ، وخاصة الشباب والظاهرية ويطا ،تملك أوسع قاعدة جماهيرية ، ومعنى ذلك أن تأهيل ملعب الحسين ، وتعشيبه لا يجب أن يكون إلا خطوة البداية ، لمخطط رياضي كبير يشمل ، عددا من المشاريع الرياضية ، بتأهيل اكبر عدد من ملاعب المحافظة القائمة ، وخاصة ملاعب يطا ودورا ، وبناء منشآت جديدة في كل مناطق المحافظة ، مع التفكير من الآن في بناء ستاد رياضي كبير ، يكون لائقا بعشرات الآلاف من المشاهدين الخلايلة ... وقبل هذا وذاك التفكير الجدي بإتمام الصالة الرياضية الكبير ، التي تتسع لأكثر من خمسة الآف متفرج .

والأهم من كل ذلك ان على معالي الوزيرة المحترمة أن توجه التعليمات لكل دوائر الوزارة ، للعمل باتجاه تعميم تجربة اتحاد كرة القدم على كل الاتحادات الأخرى ، ومطالبة الجميع بتحريك الخلايا النائمة في كل الرياضات كما فعل فيلق اللواء جبريل الرجوب ، فمن هنا تبدأ مهمة الاتحادات ، ومن لم يستطع فليترك الميدان ، لأن فلسطين غنية بالرجال ، القادرين على الاطلاع بالمهام الأكثر جسامة ، عندما يقصدهم الخيرون ، وعندما يمنح لهم الوسط الرياضي الثقة المطلوبة !

أكثر من رسالة يبدو أنها وصلت لأكثر من جهة فلسطينية بعد لقاء الوفاق والاتفاق بين الأهلي والشباب ، لأن لقاء الليلة الكبيرة كان علامة فارقة في تاريخ الكرة الفلسطينية ، حتى لو أن المستوى الفني لم يكن جيدا جدا ، لان الجميع فهموا أن سبب تراجع المستوى الفني للمباراة ، الحساسية والحرص على عدم الخسارة واقتناص النقاط الثلاث !

والحديث ذو شجون

[email protected]

ملاحظة :لاستقبال أخبار الرياضة على جوالك أرسل كلمة " رياضة " من جوالك على الرقم "1202 "