اطفال غزة يحلمون بالوصول الى الاقصى ويستغلون التكنولوجيا في معرفة قضيتهم
نشر بتاريخ: 29/11/2005 ( آخر تحديث: 29/11/2005 الساعة: 12:12 )
غزة- معا- رغم بعد المسافة وصغر العمر وقلة الدراية والمعلومات حول المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين إلا أن الجيل الجديد من الأطفال الفلسطينيين لهم قلوب معلقة بالمسجد الأقصى وبمحرابه وبقبته وبأعمدته وبواباته وبحائط البراق.
ويتحلق الأطفال حول أجهزة الحاسوب وشاشات التلفزة التي تعرض مواداً إعلامية حول فلسطين، مرددين أناشيد الثورة القديمة والأغاني الشعبية والمأثورات عن القادة والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وعبارته " العهد هو العهد والقسم هو القسم, واللي مش عاجبه يشرب من بحر غزة" وكذلك القادة الشيخ أحمد ياسين ود.عبد العزيز الرنتيسي لا سيما عبارته الشهيرة "سننتصر يا بوش سننتصر يا شارون فإن قادة حماس من النساء جدن بفلذات أكبادهن" فيما ينشغل الرجال كبار السن في تلقين أبنائهم الشباب والأطفال مبادئ الثورة والحرب والمعارك وضرورة التمسك بالأرض وعدم التنازل عنها في أي حال كان.
ويبادر الأطفال بين الأعمار 5-12 عاماً لحفظ الأناشيد الإسلامية التي تتحدث عن الارتباط بالمسجد الأقصى وبسراجه وبالشهداء الذين سبقوا إلى جنة الفردوس، فيلحظ تردد الأطفال على مكتبات الفيديو والأناشيد الإسلامية خاصة تلك الأناشيد المشددة على ضرورة التمسك بتراب الأقصى وبذل الرخيص والغالي في سبيل تحريره، فيردد الأطفال القسم الذي أطلقه مفتي القدس عكرمة صبري " أقسم بالله العظيم، أقسم بالله العظيم أقسم بالله العظيم أن نحمي المسجد الأقصى المبارك".
كما يرددون في قطاع غزة لا سيما أمام أجهزة الحاسوب مقولة " فإن سراج الأقصى لن ينطفئ نعم لن ينطفئ"، منبهرين بصلابة موقف مسؤول الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر الشيخ رائد صلاح والشيخ كمال الخطيب رئيس الجناح الشمالي للحركة الإسلامية في أراضي الـ 48.
فيما يتحلق أطفال آخرون حول التلفاز مرددين مع المنشدين آيات الجهاد والأشعار الإسلامية التي تربط بين مكة والمدينة والمسجد الأقصى.
ويلحظ في قطاع غزة الذي يضم محافظة غزة، محافظة الشمال، محافظة الوسطى ومحافظتي الجنوب رفح وخانيونس انتشار أجهزة الحاسوب ووسائل الاتصال الحديثة في معظم المنازل، وغياب وسائل الترفيه الأخرى كالسينما والنوادي الرياضية والسيرك والمسارح والملاهي مما يعطي الطفل الفلسطيني في القطاع مزيداً من وقت الفراغ يقضيه امام شاشة التلفاز مقلباً بين القنوات الفضائية فساعة يشاهد قناة المجد للأطفال وساعة تلفزيون فلسطين وما يبثه من مشاهد ومقتطفات عن المسجد الأقصى وساعات بين القنوات الخاصة بالأطفال مثل" speace toon" " أو art للأطفال"، ولكنه من الملاحظ مكوثه لفترة أطول امام قنوات المقاومة وما تبثه من اغان وطنية وأناشيد حماسية يصبح مردداً لها وناطقاً بلسانها.
الطفل كنعان" 8" أعوام يصرخ مستنجداً من حوله بالصمت لبروز صوت د. عبد العزيز الرنتيسي الذي بدأ بالقول لأحد الصحافيين باللغة الإنجليزية أن الموت واحد سواء أكان بالأباتشي أو بالأزمة القلبية وتأكيده على انه يفضل الموت بالأباتشي" وكلماته " I prefer .abatchy ".
وفي قطاع غزة بمخيماته الثمانية الضيقة تنتشر التكنولوجيا الحديثة فيكاد لا يخلو بيت صغير او كبير من جهاز حاسوب أو جهازين وخط هاتفي ولاقط للفضائيات مع انتشار حديث لمسجلات "cd" واجهزة dvd"" في بعض المنازل، حيث أصبح بإمكان الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم الخمسة أعوام استعمال الجهاز وفتحه وإغلاقه بسهولة ويسر وتصفح ما فيه مع ابتعاد شبه تام عن قراءة الكتب والقصص الصغيرة كالمكتبة الخضراء والمكتبة الصفراء وما تضمنته من روايات وأساطير حول الماضي وكذلك غياب شبه تدريجي لقصص المغامرات التي سادت في الثمانينات وبداية التسعينات من القرن الماضي.
ونظراً لضيق مساحة القطاع وتلاصق المنازل في الغالب وخاصة في المخيمات فإن جهاز الكمبيوتر ولو كان صوته بمعدل متوسط يسمع بالبيت المجاور وبالتالي تنتقل ثقافة السماع والمشاركة الوجدانية بين المنازل بلا وسيط، مما يؤدي إلى خلق اهتمامات متشاركة ومتوافقة بين الأطفال خاصة في حال سمعت تلك الأناشيد بين الأزقة التي تفصل المنازل عن بعضها البعض وبالتالي يساهم في خلق انتشار واسع لها سواء أكانت وطنية ثورية او إسلامية حماسية بما لا يدع مجالاً للتعجب لاحقاً من سهولة ويسر انتشار الأغنية بين المنازل مثل تلك التي رددها الشهيد الطفل فارس عودة نقلاً عن احد مغني الأغاني الثورية والتي تبدأ بالمقطع" ما انا نايم بالخيمة وتحت المطر ...... وغطايا يا عالم .. وأوراق الشجر" مع ما يلي ذلك من كلمات تحد وصمود يحفظها الأطفال بسلاسة وترددها ألسنتهم بطلاقة.