الدوري والتحكيم بقلم - خالد القواسمي
نشر بتاريخ: 21/10/2008 ( آخر تحديث: 21/10/2008 الساعة: 16:34 )
بيت لحم - معا - انجاز غير مسبوق سجله اتحاد كرة القدم الفلسطيني على كافة الصعد ونجاحات أبهرت المتابعين لسرعة الاداء والتحكم بمجريات الامور ومتابعة الاحداث أولا بأول فقيادة الاتحاد لعبت الدور الاساسي ومن خلفها وقف بقية الاعضاء ليكملوا المسيرة وأصبح الدوري يستأثر على عقول عشاق المستديرة الى حد وصل الى عدم الأكتراث بالدوري الاسباني والدوري الانجليزي اللذان يمثلان ويعتليان قمة الهرم الكروي والفن والمتعة لجماهير الكرة في ارجاء المعمورة .
وهذا يعني انتصارا للروح الوطنية وقمة الالتزام من ابناء الشعب الفلسطيني فالدوري الفلسطيني أصبح يشكل علامه بارزه لا تقل عن باقي المجالات من حيث الاهتمام كونه يمثل ركيزه سيادية .
فالشكر موصول للاتحاد وللاندية وللجماهير والاعلام المحلي والدولي وللشركات الداعمه ولكل من يقف لمساندة الكرة الفلسطينية وفي مقدمتهم القيادة الفلسطينية وأذرعها الوزارية .
مع كل ما تقدم علينا الحذر والحذر الشديد من مغبة التغاضي عن نبض الشارع الرياضي وأحاديثه وهمساته خاصة مسؤولي الاندية والفرق التي تخوض معترك الدوري فالاحاديث تنصب في جلها حول التحكيم وأصبح أداء الحكام محل نقد وتعليق الوسط الرياضي وبدأ التذمر من هنا وهناك ويصفه البعض بالضعيف والظالم ويصفه آخرون أحيانا بالمنحاز وبضعف شخصية بعض الحكام والبعض الآخر يعتبرهم متشددون ضد فرقهم دون غيرهم.
ولتدارك الأمر يجب على مسؤولي القطاع التحكيمي تقييم الوضع والالتفات لما يقال والاستماع للملاحظات حتى لا تتعرض لانفلات يقودنا لكارثة في ظل الوضع الانفعالي الذي شاهدناه في بعض المحطات ويزداد يوما بعد يوم فالدوري يشهد حراكا وتدفق جماهيري مختلف عن بداية الدوري وأصبحنا نستشعر بسخونته وازدياد رقعة الاحتجاجات على العملية التحكيمية ربما تكون صحيحة او غير ذلك .
ونقول الحكام بشر يصيبون ويخطئون دون قصد لكن هنالك أخطاء تجعل البعض يشكك بقدرة الحكام وهناك من صرح عبر وسائل الاعلام واتهم حكاما بالانحياز والتعمد فماذا نقول للجمهور غير الضليع بالامور التحكيمية وينقاد بعفوية خلف اي كلمة تصدر من مسؤولي الفرق .
وما نسمعه من اتهام الحكام بمجاملة الفرق صاحبة القاعده الجماهيرية العريضة واتهامات اخرى ذات مدلول خطير تتهم الحكام بتعاملهم مع المباريات انطلاقا من انتمائهم النادوي يتبعون لاندية وفرق تخوض الدوري ولا يستطيع احد ان ينكر بان حكامنا كباقي البشر لهم ميولهم .
ويتحدث الكثير عن مبدأ الثواب والعقاب فهناك من اصاب وهناك من أخطأ لكن لم نلحظ أي قرار فلجنة الحكام تمارس الصمت تجاه اداء الحكام . فكما نحاسب النادي والمسؤول واللاعب والجمهور على تصرفاتهم يجب محاسبة الحكم .
ويقودنا الحديث الى دور المراقب هل يقوم بتدوين كافة الملاحظات ام يتغاضى عن تسجيل بعض الاحداث فالمطلوب ايجاد وسيلة جديده لادارة الامور التحكيمية .
فالمرحلة القادمة حساسة تجعلنا نطالب بدعم العملية التحكيمية وان استدعى الامر الى استقدام حكام من الخارج ليكونوا داعمين لحكامنا خاصة حكام الساحة وبذلك ننأى بحكامنا عن الشكوك والاتهامات .
ومع كل هذا وذاك فالاتحاد برئاسة اللواء جبريل الرجوب أحدث نقلة نوعية لم تشهدها الكرة الفلسطينية من قبل واصبح الدوري الفلسطيني يشاهد عبر الفضائيات ويتابع من الجميع محليا ودوليا واصبح يلقى اهتمام رجال الساسة والقيادات .
فالدوري خط أحمر ومنجز وطني لا يسمح بالعبث به مهما حصل من اختلالات فنحن بحاجة الى قرارات رادعة وصارمة بحق من تسول له نفسه بالتشويش على هذا المنجز الهام والمطلوب الانضباط من الجميع وعدم الخروج عن المألوف مع امنياتنا بمشاهدة تغيير نوعي للعملية التحكيمية .