الفلسطينيون يطلقون صرخة انين مدوية لاستعادة جثث شهدائهم ومعرفة مصير المفقودين لدى إسرائيل
نشر بتاريخ: 23/10/2008 ( آخر تحديث: 23/10/2008 الساعة: 14:26 )
نابلس - تقرير معا - أطلق الفلسطينيون في نابلس اليوم الخميس صرخة مدوية لاستعادة المئات من جثث الشهداء من مقابر الأرقام الإسرائيلية التي اقامتها إسرائيل منذ عام 1965 وكذلك معرفة مصير المفقودين منذ عام 1947.
فقد تجمع عشرات المواطنين الفلسطينيين على دوار الشهداء في نابلس بعد ان شكلوا حملة وطنية لاسترداد جثامين الشهداء المحتجزة لدى الحكومة الإسرائيلية ورفعوا صور أبنائهم وبناتهم التي لا تزال الحكومة الإسرائيلية تحتجز جثامينهم بعد مرور عشرات السنين على استشهادهم مطالبين باستعادتهم.
وقالت ام الشهيدة دارين ابو عيشة احدى المشاركات بالمسيرة الاحتجاجية ان ابنتها استشهدت عام 2002 وهي لا تزال تنتظر تسليم جثتها لان الجرح لا يزال ينزف" فامنية حياتي اصبحت الان ان اقوم بزراعة الورود والأشجار حول قبرها ".
فيما قال شقيق الشهيد اياد حرب من مخيم بلاطة " أن هيبة المقاومة لن تعود وكرامة الشهداء لن تسترجع الا بعودة جثامينهم للوطن ودفنهم بمسيرة وطنية حاشدة، مؤكدا ان هذه مطلب لكافة الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة".
وقال التقارير الدولية أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تفرض عقوبات على الجثث، حيث أنها تحتجز اعداداً غير معروفة من جثث الشهداء الفلسطينيين والعرب الذين استشهدوا في مراحل مختلفة من الكفاح الوطني.
وأقامت اسرائيل لهذه الغاية مقابر سرية عرفت باسم مقابر الأرقام، حيث كشف النقاب عن أربع مقابر كهذه، فضلاً عن احتجاز جثث أخرى في ثلاجات.
مدافن بدون شواهد:
المقابر السرية عبارة عن مدافن بسيطة، محاطة بالحجارة بدون شواهد، ومثبت فوق القبر لوحة معدنية تحمل رقماً معيناً، ولهذا سميت بمقابر الأرقام لأنها تتخذ الأرقام بديلاً لأسماء الشهداء، ولكل رقم ملف خاص تحتفظ به الجهة الأمنية المسؤولة، ويشمل المعلومات والبيانات الخاصة بكل شهيد.
وقد كشفت مصادر صحفيّة إسرائيلية وأجنبية في السنوات الأخيرة معلومات عن أربع مقابر أرقام هي:
1. مقبرة الأرقام المجاورة لجسر " بنات يعقوب " و تقع في منطقة عسكرية عند ملتقى الحدود الإسرائيلية - السورية - اللبنانية، وتفيد بعض المصادر عن وجود ما يقرب من 500 قبر فيها لشهداء فلسطينيين ولبنانيين غالبيتهم ممن سقطوا في حرب 1982، وما بعد ذلك.
2. مقبرة الأرقام الواقعة في المنطقة العسكرية المغلقة بين مدينة أريحا وجسر داميه في غور الأردن، وهي محاطة بجدار، فيه بوابة حديدية معلق فوقها لافتة كبيرة كتب عليها بالعبرية " مقبرة لضحايا العدو " ويوجد فيها أكثر من مائة قبر، وتحمل هذه القبور أرقاماً من " 5003 - 5107 " (ولا يعرف إن كانت هذه الأرقام تسلسليه لقبور في مقابر أخرى أم كما تدعي إسرائيل بأنها مجرد إشارات ورموز إدارية لا تعكس العدد الحقيقي للجثث المحتجزة في مقابر أخرى ).
3. مقبرة " ريفيديم " وتقع في غور الأردن.
4. مقبرة " شحيطة " وتقع في قرية وادي الحمام شمال مدينة طبريا الواقعة بين جبل أربيل وبحيرة طبريا. غالبية الجثامين فيها لشهداء معارك منطقة الأغوار بين عامي 1965 - 1975.
وفي الجهة الشمالية من هذه المقبرة ينتشر نحو 30 من الأضرحة في صفين طويلين، فيما ينتشر في وسطها نحو 20 ضريحاً، ومما يثير المشاعر كون هذه المقابر عبارة عن مدافن رملية قليلة العمق، ما يعرضها للانجراف، فتظهر الجثامين منها، لتصبح عرضة لنهش الكلاب الضالة والوحوش الضارة.
وقال زياد نخله مسؤول اللجنة في نابلس ان اللجنة استطاعت حصر 200 من الشهداء وتجميع ملفاتهم وصورهم حتى اللحظه ويعتقد بوجود المئات من الشهداء والمفقودين من الفلسطيين والعرب المفقودين مجهولي المصير وترفض السلطات الاسرائيلية الافراج حتى عن المعلومات لديها .
واكد نخله ان اللجنه الوطنية للاستعاده جثامين الشهداء ومعرفة مصير المفقودين تعمل على تخصيص يوم وطني فلسطيني لهذه المناسبة واقامة عدد من الفعاليات الوطنية الفلسطينية في كافة المدن الفلسطينية .