أهلا بالنشامى بقلم - صادق الخضور
نشر بتاريخ: 25/10/2008 ( آخر تحديث: 25/10/2008 الساعة: 15:54 )
بيت لحم - معا - الرام على موعد مع حضور النشامى ، جاؤوا من عمان العرب لمناصرة القدس الشريف ، والحدث يقترن بالتاريخ ، فهو يؤكد ويجدد ويحدد .
هو يؤكد تلاحم ضفتي النهر ، والقواسم التي ظلت عبر العقود مشتركة متداخلة ، وهو يجدد العهد مع محج القلوب ومهوى الأفئدة ، مع القدس التي ظلت عمان لها في مركز الوجدان،ويحدد معالم الدعم اللامحدود لكل نهضة في فلسطين.
فعلى بوابة القدس يتجسد اللقاء ، وتعود القدس للظهور ، ويغدو اللقاء متجاوزا لحدود الصافرة والراية ، ويسجل أن كرة فلسطين على موعد مع طيب البداية ، وويا لها من عودة من جديد بعد أن كان الاتحاد الفلسطيني أول المبادرين لتسجيل حضوره على خريطة التنافس قبل ثمانين عاما ثم توارى وتلاشى ، أسباب شتى ساهمت في التغييب ، لكن لا استحالة مع العمل الدؤوب ، وها هي العودة ؛عودة الظافرين الواثقين .
أهلا بنشامى الأردن الشقيق ، والأردن على الدوام أنارت لنا الطريق ، وحفزتنا على استمرار المحاولة ، ومن هنا ،فإن اللقاء مع النشامى يلخص الكثير ويعيد للذاكرة فصول الالتزام بصنع الكينونة، وللنشامى حرية التوغل في قلوبنا بعيدا عن حسابات التسلل ، ولهم أن تظل هذه الهبة الأردنية لنصرة المسيرة الكروية في ذاكرتنا وذاكرة التاريخ.
أهلا بمحمود وحاتم ممن حمدنا مجيئهم ، وأهلا بالجميع ممن تجشموا المشاق من أجل الاحتفاء بعودة فلسطين للواجهة ، وظلوا متأهبين للتدشين والتأبين ، تدشين استاد وتأبين فارس ممن صنعوا اسم البلاد ، تدشين ملعب ومرافق ، وتأبين راحل ظل على الدوام متعاملا مع قدرات أبناء وطنه بمنطق الواثق .
أهلا بالنشامى في مباراة لا نسجل فيها التسابق على إصابة الشباك بل نعزز حالة من المهنية في العمل ووضوح الرؤيا ومفارقة الارتباك ، وفي مناسبة الخاسر فيها كسبان.
أهلا بالنشامى في ديرتهم وبين أهليهم ، مؤكدين أن الحديث لا يدور عن خطة لعب بل عن نهج تواصل ، ولا ينصب الاهتمام على التشكيلة بل يتمحور حول القيم الأصيلة ، ليأخذ اللقاء منحى آخرا يتجاوز كل معطيات التنافس الرياضي الصرف.
أهلا بالنشامى ممن جسد اتحادهم خلال الشهور القليلة الماضية أن العلاقة تفوق مجرد العلاقة بين اتحادين أو مجموعة لجان ، إنها علاقة تتيح لعرى التواصل المزيد من التوثيق ، وتييح لنا أن نحلم بغدنا الآتي ، غدا زهيا بهيا ، ممهورا بعزيمة كروية كتلك التي جسدها النشامى في السنين الخمس الأخيرة ليصنعوا الفارق ويسجلوا الحضور ، أهلا بهم أنموذجا طيبا للاقتداء ، وعنوانا لمواصلة الانتماء ، هنا ، لطالما التقينا ، ولطالما سنحرص على تجسيد معاودة اللقاء.......