الإثنين: 07/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

غزة ورام الله تحتضنان مؤتمر الصحة النفسية المناهض للحصار وخبراء دوليون عشرة فقط استطاعوا دخول غزة

نشر بتاريخ: 27/10/2008 ( آخر تحديث: 27/10/2008 الساعة: 14:05 )
غزة- معا- افتتح اليوم الاثنين مؤتمر الصحة النفسية الجسور والحواجز والذي يرعاه برنامج غزة للصحة النفسية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية بتمثيل دولي مكثف وخبراء نفسيون ومختصون بلغ عددهم قرابة 700 خبير.

واستطاع عشرة خبراء دوليين فقط الدخول إلى قطاع غزة بتنسيقات فردية عبر معبر بيت حانون- إيرز فيما منع الاحتلال قرابة 110 خبراء آخرين من دخول القطاع، ما أثر على سير برنامج المؤتمر الذي اضطر للانعقاد في كل من غزة ورام الله عبر الربط التلفزيوني.

وافتتح اعمال المؤتمر د. إياد السراج مدير برنامج غزة الذي أكد على أن هذا المؤتمر يهدف لتسليط الضوء على الآثار "الكارثية" التي خلفها الحصار على واقع الصحة النفسية وحقوق الانسان الفلسطيني في قطاع غزة.

وقال السراج ان المؤتمر هو الخامس دوليا والذي يرعاه البرنامج وقد عقدت لطرح قضايا وهموم الشعب الفلسطيني، معربا عن شكره للجهات المانحة التي مولت هذا المؤتمر.

من جانبه قال أحمد أبو طواحينة نائب مدير برنامج غزة "إن العقل يحار حين يبدأ الانسان بالتطرق لآثار الحصار على قطاع غزة فهل يبدأ الانسان بتعداد الوفيات الناجمة عن هذا الحصار أم يبدأ من مستوى البطالة أم من نقص الموارد الغذائية والأدوية أم من نقص الوقود وحالة الظلام أم من تعطل مضخات المجاري وتجمع القمامة"، مشيراً الى أن هناك كارثة بيئة وصحية وآثاراً سلبية للغاية أفرزها الحصار على مدار ما يزيد عن خمسة عشر شهراً.

اما مدير مكتب منظمة الصحة العالمية بالضفة وغزة طوني لورانس والذي استطاع المشاركة من غزة فقد أكد على ضرورة إدراك العالم والمجتمع الدولي للآثار المترتبة على الحصار على المدى البعيد وليس فقط الاكتفاء بالاستماع لما يجري في غزة واستخلاص قيم ان في غزة صراع وعنف وكراهية وعزلة فقط، بل يجب التعرف على الجانب الايجابي لأهالي غزة وصلابة عائلاتها ومتانة هذا المجتمع وكرم ضيافته والصلادة النفسية التي يتمتع بها في مواجهة الصعاب والحصار.

وقال لورانس: "لقد خلق الحصار والاغلاق الذي تفرضه سلطات الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة في الستة أشهر الأخيرة عواقب وخيمة على الصعيد الاجتماعي والسياسي والاقتصادي بغزة اضافة إلى خطورة ظهور مشاكل الصحة النفسية لدى الأفراد".

وطالب بالتوصل إلى أنسب الحلول لسكان القطاع وجذب انتباه العالم لوضع غزة وأبعاده إقليمياً ودولياً، مضيفاً "أن أوراق العمل سوف تتضمن بشكل واضح الحصار، والصدمة، والعنف، والحرمان، والضغط، والتوتر، والغضب، والكوارث"، معربا عن أمله بأن تكون الرسالة التي يلوح صداها في الأفق ايجابية حول أهمية الفهم والتيقن وإمكانية المصالحة والاستقرار.

فيما دعا هنري سيجمان المدير التنفيذي السابق لمشروع الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية- الولايات المتحدة الاميركية الرئيس الاميركي القادم إلى ضرورة انفاذ حل الدولتين من أجل إنهاء الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، قائلاً "إنه امام تحد حاسم وجسيم"، مشيراً الى أن هذا الحل الذي طرحه الرئيس الأميركي الحالي جورج بوش لا يلاقي أي اهتمام وان هذا الحل على الارجح سيتلاشى في الأفق.

وقال سيجمان: "أما إذا أخذ الرئيس الجديد ومستشاروه على عاتقهم هذه المهمة مؤمنين بأنه يجب أن يكون هناك عملية التحضير للسلام وبناء الثقة فبذلك يتحقق هذا الهدف الذي استعصى على أسلافه".

واتهم السراج حكومة د. سلام فياض بمنع دخول أدوية للمرضى في قطاع غزة والوقوف أيضاً وراء الاضراب الذي يخوضه قطاع الصحة بالقطاع.