تفاعل غير مسبوق لوسائل الاعلام البريطانية مع قضية الطلبة العالقين في قطاع غزة
نشر بتاريخ: 27/10/2008 ( آخر تحديث: 27/10/2008 الساعة: 16:39 )
غزة- معا- واصلت وسائل الاعلام البريطانية تغطيتها الواسعة لقضية منع الطلبة الغزيين من الالتحاق بجامعاتهم، حيث افردت الكثير من وسائل الاعلام المكتوبة بعض صفحاتها لتسرد قصص بعض الطلبة المحاصرين وتفاعل الجامعات والمراكز الحقوقية مع قضية الطلبة، فيما سارعت بعض وسائل الاعلام المسموعة والمرئية لعقد لقاءات مع الطلبة الذين نجحوا بالخروج من غزة بجانب تغطية الندوات التي تعقدها مجالس طلبة الجامعات، فيما اشارت حملة دعوا الفلسطينيون يدرسون الى انه تتبلور فكرة اسبوع تضامني مع الطلبة المحاصرين تشارك به اكثر من مائة جامعة على مستوى اوروبا.
صحيفة "ذي جورنال" الصادرة يوم الاحد في ادنبرة عنونت على صدر صفحاتها في تقرير لمراسلتها سارة كلارك "لا حق في التعليم للفلسطينين" ونشرت تفاصيل مقابلة مطولة مع ممثل حملة "دعوا الفلسطينين يدرسون" رامي عبده الذي يدرس الدكتوراة في مانشستر، حيث تحدث بمرارة عن تجربته وتجربة مئات الطلبة العالقين، الصحيفة نقلت عن عبده شعوره بالخجل ان يتحدث عن قضية الطلبة العالقين بالرغم من مأساويتها مقابل انتهاكات مروعة يتعرض لها مواطني غزة.
عبده وصف للصحيفة شعور الطلبة الذين يهدد مستقبلهم وتبدد احلامهم وهم يفقدون منحهم ومقاعدهم الدراسة متحدثا عن واقع التعليم في فلسطين واثر الحصار على كل جوانب الحياة.
ونقلت الصحيفة معلومات مثيرة حول الابتزاز الذي يتعرض له الطلبة الغزيين، وسردت مقاطع من الاعلان العالمي لحقوق الانسان عام 1966 والذي يكفل حق الانسان في التعليم وكيف تقوم اسرائيل بانتهاكه بشكل قبيح.
اما الطالب عنان قزمار من الضفة الغربية فقد تحدث عن ما تتعرض له الجامعات الفلسطينية من اقتحامات واغلاقات وما يتعرض له الطلبة من ابتزاز على الحواجز الاسرائيلية.
الصحيفة الاكثر انتشاراً بين الطلبة والمؤسسات الاكاديمية البريطانية "ديلى كامبوس" بجانب صحيفة "فلكس اللندية" والصادرة عن "امبيريال كولج لندن" نشرتا قصة الطالب زهير ابو شعبان الذي يسعى للحصول على درجة الماجستير والذي ما زال عالقا في قطاع غزة، واستعرضتا بشكل مفصل قصته الانسانية المؤثرة مشيرة الى معاناته التي استمرت اكثر من عام، الصحيفة نقلت عن الطالب ابو شعبان رفض الاحتلال الاسرائيلي لمروره مرات عديدة وعن فقدانه لمنحة مؤسسة فولبرايت الامريكية وقيام الحكومة الامريكية بسحب تاشيرات المرور له ولزملائه بعد منحهم اياها.
ابو شعبان الذي فقد فرصته الدراسية في امريكا، حصل على منحة اخرى في احد الجامعات البريطانية، الا انه ومنذ منتصف يوليو وحتى اللحظة لم يستطع المغادرة، الصحيفة نقلت عن ابو شعبان ايضا مشاعر الالم والخوف على مستقبله التعليمي.
مجلة "بيج ايشيو" الصادرة شهريا افردت على صدر صفحاتها قصصا متنوعة سردها الطالب الغزي خالد المدلل الذي يدرس في جامعة برادفورد، حيث تحدث عن معاناته الخاصة التي دامت اشهرا طويلة في غزة وعن جحيم الحصار الذي يعاني منه الغزيين، المدلل قال ان اليأس والغضب يسيطر على مئات الطلبة الذين يحاصرون بلا رحمة وبلا هوادة ويستهدفون في ابسط حقوقهم.
المجلة ذكرت ان اعداد الطلبة المحاصرين بالمئات واشارت الى تعامل السلطات المصرية مع الطلبة بطريقة مهينة، حيث يتم ترحيل الطلبة الذي ينجحون بتجاوز معبر رفح بعد محاولاتهم المتكررة وقضائهم اوقاتا تصل الى ايام عديدة على بوابة المعبر.
فيما التقت الصحيفة الاكثر شهرة شمال بريطانيا "تلجراف اند ارجوس" بالطالب خالد بصفته رئيس حملة دعوا الفلسطينيين يدرسون حيث ذكر ان عدد كبير من الطلبة تركوا عائلاتهم في غزة ولم يستطع بعضهم الحضور سوى بجواز سفره، وذكر ان حملته تتواصل بشكل دائم مع المؤسسات الحقوقية والاكاديمية حول العالم من اجل اثارة قضية الطلبة الا ان الاحتلال لا يلقي لها بالاً، مشيرا الى الابتزاز الذي يتعرض له الطلبة على المعابر الاسرائيلية.
موقع جامعة مانشستر الالكتروني افرد تغطية خاصة للندوة التي القاها الطالب الفلسطيني رامي عبده والتي تحدث عن شعور المرارة الذي يراود طلبة غزة نتيجة الصمت المخجل والمريب من قبل المؤسسات الدولية الرسمية وغير الرسمة تجاه ما يتعرض له المواطنين في قطاع غزة بشكل عام والطلبة بشكل خاص، الموقع تحدث عن تفاعل الحضور وتاثرهم ببعض القصص التي رواها عبده، حيث برزت دعوات لتفعيل المقاطعة الاكاديمية للجامعات الاسرائيلية بجانب دعوات من قبل الطلبة للتضامن مع طلبة غزة وابراز قضيتهم اعلاميا.
اما وكالة انباء "أي بي اس" الاوربية فقد نشرت تقريرا الثلاثاء الماضية لمراسلها محمد عمر الذي تناول قصصا لعدد من الطلبة المحاصرين في غزة وعن استهداف اسرائيل للطلبة الفلسطينيين، الوكالة ختمت تقريرها بمقولة للطالب حازم حسين الذي قال مستقبلي مهدد، كل يوم يمر اشعر بالاحباط انا لا استطيع العبور لا استطيع الوصول الى العالم الحر، اذا لم استطع المغادرة فسافقد عاما دراسيا اخر وانتظر.