الإثنين: 07/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

قراءة لمباراة المنتخب الوطني حراسة المرمى مطمئنة والدفاع بخير، خط الوسط بحاجة لنظرة والهجوم تنقصه اللمسة الأخيرة

نشر بتاريخ: 28/10/2008 ( آخر تحديث: 28/10/2008 الساعة: 11:42 )
بيت لحم - معا - عبد الفتاح عرار - كانت مباراة المنتخب الوطني امام المنتخب الاردني الشقيق في افتتاح استاد الشهيد فيصل الحسيني شاهدا على نتائج انطلاق الدوري التصنيفي الممتاز ومدى تأثيره وتطويره للاعبين والأداء مع عدم تجاهل دور الطاقم الفني بقيادة الكابتن عزت حمزة ورفاقه الذين وضعوا بصمة واضحة، وقد كان للمعسكر التدريبي الذي خاضه الوطني أهمية كبرى في خلق التجانس بين اللاعبين ووضع الخطط وان كنا نؤكد على ضرورة اقامة معسكرات داخلية كونها حققت نجاحا ظهر جليا من خلال العديد من الجمل التكتيكية وتبادل مراكز اللاعبين. ومن خلال مشاهدتي للمباراة فقد وصلت الى العديد من القناعات ولمست العديد من التغيرات على أداء المنتخب.
أبدأ حديثي بالاشارة الى نجاح الطاقم الفني والاداري بزرع روح الحماس في اللاعبين الذين كانوا شعلة في الملعب وان كنت قد لاحظت انخفاض منسوب اللياقة البدنية لدى بعض اللاعبين مما أثر على الأداء وخاصة في خط الوسط.
نعم فقد نجح الكابتن عزت حمزة في غرس الروح القتالية لدى اللاعبين الذين كان انقضاضهم على لاعب الخصم المستحوذ على الكرة اكثر من رائع وقد كان فهد العتال اكثر من طبق هذه القاعدة بسرعة انقضاضه على الخصم ومهاجمته باستخدام القوة البدنية حتى بات لاعبو المنتخب الاردني يخشونه. اضافة لذلك فقد ظهرت أيضا ثقة اللاعبين بأنفسهم عالية وواضحه اضافة لثقة كل واحد بزملائه وهذا بدا واضحا من طريقة استحواذ اللاعبين على الكرة وطريقة تهدئتهم للعب وارجاع الكرة للخلف للتخطيط لهجمة جديدة.
يبدو أن الكابتن حسن الشعار مدرب حراس المرمى قد عمل بجهد كبير ليظهر شبير بهذه الليونة وأهم ما بدا جديدا عليه هو ثقته بنفسه أثناء وقوفه بين العارضة والقائمين وتوجيهه للاعبين مع اننا كنا نتوقع أن تكون ردة فعله أسرع في الكرة التي سجل منها الخصم هدف التعادل ونحن نعلم أنها ارتطمت بأحد المدافعين وغيرت اتجاهها لكنها لم تكن كرة قوية او سريعة. شبير اثبت نجاعته ونجاحه في الكرات العالية وفي التداخل مع لاعبي الخصم وهذا يطمئن بأن حراسة المرمى بخير وخاصة انه لا زال في بداية عطائه.
خط دفاع المنتخب كان رائعا وقد أثبت البهداري وعبد الجواد تفوقا في الكرات العالية اضافة لاستخدامهم مبدأ الأمان عند الضرورة وعدم المغامرة في الكرات امام المرمى. وتفوق البهداري في مهارة قطع الكرات واستخدامه العمق الدفاعي بطريقة صحيحة مما فوت على الخصم استخدام سرعة لاعبيه في التوغل وقد استطاع الكابتن عزت حمزة أن يخلق نوع من التفاهم بين البهداري وعبد الجواد في تبادل الأدوار. أما بشارة فقد أبدع في قطع الكرات وتمويل خط الوسط واللعب كظهير عصري يساند خط الوسط وكنت أتمنى أن تكون كراته الطويلة على الاتجاه العكسي وليس على نفس خط المنطقة التي يشغلها. مهدي ايضا كان جيدا في موقعه عابه التقدم لمساندة خط الوسط ويبدو أنه كان خائفا من المغامرة خوفا من الهجمات المرتدة وهذا قد يتطور مع الخبرة.
أما خط الوسط الذي كان اكثر الخطوط ارتباكا وينقصه المايسترو الذي يدير أهم الخطوط في الملعب وهنا لا بد من الاشارة لأهمية لاعب الخبرة في ها الموقع. الهندي وكوارع أديا واجبهما على أكمل وجه وخاصة الهندي الذي لفت الأنظار في تحركاته وتمريراته أما كوارع فلم يتقمص الدور الذي كنا ننتظره منه وهو صانع الألعاب والمحرك لمنطقة الوسط وهذا لا يعني أنه لم يكن جيدا بل على العكس تماما كان رائعا في أدائه وما عليه الا التطلع للعب دور المايسترو بالطريقة التي تمكن الفريق من الاطباق على هذه المنطقة. معن عبيد لاعب سريع ومتحرك لكن التسرع سمة ظهرت واضحة على أدائه فكثرت كراته المقطوعة وعدم تركيزه ويبدو أنه كان خائفا بعض الشي فأحيانا تراه يريد أن يتخلص من الكرة بأية وسيلة واحيانا أخرى يحتفظ بها الى أن يخطفها الخصم. ما أن اكتسب الثقة فسيصبح لاعب مميز بسبب سرعته ولياقته وقوته البدنية. أما خضر يوسف فقد شعرت أنه تائها في الملعب وكان يلعب في غالب الأحيان كمهاحم ثالث الا اذا كانت لديه تعليمات بذلك من المدير الفني. لكن لاعب الوسط يجب ان تكون لديه اللياقة البدنية التي تمكنه من مساندة خط الهجوم والعودة لمساندة الخط الخلفي وهذا الدور الي يقوم به يوسف في فريقه لكنه لم يكن متحركا بالشكل المطلوب في الجهة اليسرى من وسط الملعب. وقد توقع اكثر من متابع للمباراة أن يجري الكابتن عزت حمزة تغييرا لخضر ومعن وهذا ما كان مع بداية الشوط الثاني.
خط الهجوم كان خطا جيدا حيث أظهر كشكش وعتال تفاهما في تبادل المراكز والحركة بدون كرة وقد يؤخذ عليهم بعدهما عن بعضهما خاصة في الشوط الثاني وعدم لجوئهما للتسديد من بعيد وان كانت هذه الظاهرة تشمل خطي الوسط والهجوم. سرعة كشكش وحرارة عتال وسيطرته على الكرة ومتابعته لها تجعلنا نذهب لتصور جديد لخط الهجوم وهو اضافة مهاجم ثالث لديه مهارة التسديد يستغل نتائج جهود كشكش وعتال وربما يقوم بهذه المهمة أحمد علان، ولكن هذا يتطلب التركيز على خط الوسط اذا ما لعبنا بطريقة 4-3-3 او التركيز على خط الدفاع اذا لعبنا بطريقة 3-4-3 التي اصبح العديد من الفرق المتطورة يستخدمها.
مشكلة خط الوسط لم تحل مع دخول البدلاء وبقي خط الوسط هو اكثر الخطوط التي تحتاج لوقفة وربما كان ذلك لعدم جاهزية البدلاء الذين وصلوا قبل موعد المباراة بيوم وهم السباخي ووادي والعمور اما شادي علان فقد كان جيدا.
أخيرا نتمنى أن نرى منتخبا يؤدي التسعين دقيقة بنفس الأداء الذي قدمه اللاعبون في العشرين دقيقة الاولى من المباراة. وهذا ليس صعبا على لاعبينا او على الطاقم الفني ولا بد من التأكيد على أنه لدينا منتخب يبشر بمستقبل اذا استمرت العناية به ولم تقتصر فقط على المناسبات.