قرى شمال غرب نابلس تبدأ خطواتها لتنظيم الحركة الشعبية لمواجهة الاستيطان
نشر بتاريخ: 29/10/2008 ( آخر تحديث: 29/10/2008 الساعة: 07:39 )
نابلس - معا بمبادرة من اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في محافظة نابلس، عقد في قاعة بلدية برقة غرب نابلس اجتماعا هاما ضم عددا من النشطاء وممثلي القوى والمؤسسات والمجالس القروية لقرى-- برقة وسيلة الظهر وبيت امرين وسبسطية وذلك لنقاش تصاعد حدة هجمات المستوطنين على القرى والبلدات الفلسطينية.
وتناول الاجتماع المحاولات المحمومة من قبلهم لإرهاب المزارعين الفلسطينيين، وحرمانهم من جني ثمار مزروعاتهم وبالأساس ثمار الزيتون، كما وناقش المجتمعون الاعتداءات التي ينفذها المستوطنون في المنطقة-- وخصوصا على المزارعين في المناطق المجاورة لما كان يسمى مستوطنة حومش التي أخلاها جيش الاحتلال الإسرائيلي قبل بضع سنوات.
و استعرض خالد منصور-- منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في محافظة نابلس-- الظروف الخاصة التي تعيشها محافظة نابلس من حيث تكثيف المستوطنين لهجماتهم على سكان القرى والبلدات، قائلا : أن هناك مؤشرات عديدة تدل على أن هناك تنظيم إرهابي يقف وراء هجمات المستوطنين-- يقوم بتنظيمها وجلب الحشود من قطعان المستوطنين وتوجيههم والتخطيط لاعتداءاتهم.
وأضاف منصور ان الامر يستدعي من الفلسطينيين أن يبنوا تنظيماتهم الشعبية، ويخططوا ويعبئوا الجماهير لخوض معركة الدفاع عن الأرض، وصد هجمات المستوطنين وإفشال أهدافهم المتمثلة ببث الرعب والخوف في قلوب الفلسطينيين، تمهيدا لتهجيرهم واقتلاعهم من كامل أراضيهم كما حصل إبان نكبة عام 1948..
وأوضح منصور أن اعتداءات المستوطنين ستتصاعد وتزداد وتائرها وتصبح أكثر دموية خلال الشهور القليلة المقبلة، كون المستوطنين يخططون لاستغلال انشغال ساسة دولة الاحتلال وأحزابها بالانتخابات المبكرة، لينفذوا حملة إرهاب وترويع ونهب لمزيد من الأراضي، بدون أي رادع وبدون وجود من يضبط حركتهم-- كون الأحزاب الصهيونية جميعها ستسعى لكسب ود المستوطنين للحصول على أصواتهم في الانتخابات..
وأكد منصور أن تنظيم الحركة الشعبية هو بداية الطريق، وأداة لخوض نضال جدي حقيقي على الأرض في كل نقاط الاحتكاك.. وقد دعا منصور إلى ضم ممثلين عن كل قرى المنطقة إلى الحركة الشعبية وخصوصا بلدات بزاريا والناقورة ودير شرف واجنسنيا وعصيرة الشمالية وكل القرى الأخرى في منطقة شمال غرب محافظة نابلس
وتحدث العديد من ممثلي المجالس المحلية والقوى والمؤسسات، واجمعوا على أهمية تنظيم الحركة الشعبية، وأهمية تعبئة الجماهير وحشدها-- وخصوصا أصحاب الأراضي المصادرة .. كما ناقش المجتمعون الخطوات العملية التي على اللجنة الشعبية المبادرة بتنفيذها، لتحويل الشعارات والخطابات إلى أفعال على الأرض، وقد اقر الجميع على أن أولى خطوات مواجهة المستوطنين تكمن في توفير مقومات الصمود للمزارعين على أرضهم، من خلال التوجه إلى السلطة الوطنية والى مؤسسات العمل الأهلي لدفعها لزيادة الإسهام في عملية تطوير الأراضي وإصلاحها وشق الطرق الزراعية وتوفير اشتال الأشجار لزراعتها وحفر آبار المياه من اجل حصاد مياه الأمطار ومن اجل تحسين مستوى الخدمات والبنى التحتية في تلك القرى.. كما واتفق المجتمعون على أهمية رصد وتوثيق الاعتداءات والانتهاكات التي يقوم بها المستوطنون، وعلى أهمية خوض معركة الإعلام بشكل خلاق وإبداعي-- ليس على الصعيد المحلي فقط وإنما أيضا على الصعيد العربي والدولي.. وتحدث العديد من المشاركين بالاجتماع على أهمية الإسناد القانوني لنضالات أصحاب الأراضي وجماهير المنطقة، لافتين النظر إلى القرار العسكري لجيش الاحتلال الذي اعتبر منطقة حومش منطقة عسكرية مغلقة-- لكن الجيش يمارس في الواقع سياسة خبيثة من حيث إغلاق المنطقة بوجه العرب أصحاب الأراضي الحقيقيين، بينما يسمح للمستوطنين باستمرار بدخول المنطقة بكامل حريتهم بل ويقوم في كل مرة بحمايتهم..
كما جرى نقاش ما قيل انه قرار محكمة عدل عليا إسرائيلية، والذي سمح ل 6 عائلات من المستوطنين بالعودة إلى مستوطنة حومش-- بدعوى أن تلك العائلات تمتلك أوراقا تثبت ملكيتها لأراض في منطقة حومش.. في حين يجري منع مئات المزارعين الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم، رغم امتلاكهم لكل الوثائق التي تثبت أن الأراضي هي ملكهم وملك آبائهم وأجدادهم.. حيث اقر المجتمعون أهمية مطالبة السلطة والمؤسسات القانونية بتوفير الإسناد القانوني، للدعاوي التي يجب أن ترفع ضد جيش الاحتلال والمستوطنين من قبل المواطنين الفلسطينيين.
هذا وقد جرى في نهاية الاجتماع الاتفاق على ضرورة المبادرة بتنظيم فعالية وطنية في المنطقة في اقرب وقت، يتم حشد اكبر عدد من الجماهير والقيادات السياسية ووسائل الإعلام والمتضامنين الدوليين من اجل إنجاحها.. وقد تم تشكيل لجنة متابعة وتنسيق لإنجاح الفعالية، ولنقل ما جرى النقاش حوله في الاجتماع إلى مختلف التجمعات السكانية في المنطقة، ومن اجل تشكيل لجان شعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في كل بلدة وتجمع فلسطيني، على أن تكون اللجان الشعبية لجان للمناضلين وللنشطاء، بعيدة كل البعد عن الفئوية والاستئثار، ومرنة إلى حد كبير في بنيتها لتتسع لكل الكفاءات ولكل من هو على استعداد للانخراط في حركة مقاومة الجدار والاستيطان.