خلال مؤتمر دولي- اخصائيون نفسيون يؤكدون أهمية وقف الحصار على غزة وكفالة حرية الحركة للأفراد والسلع
نشر بتاريخ: 29/10/2008 ( آخر تحديث: 29/10/2008 الساعة: 10:45 )
غزة- معا- أكد العديد من الخبراء والمختصين في مجال الصحة النفسية على أهمية وقف حصار غزة بصورة فورية وكفالة حرية الحركة للأفراد والسلع، وكذلك العمل الجاد من أجل إنهاء الصراع والوصول إلى سلام عادل وفقاً لقرارات الأمم المتحدة إضافةً إلى الوصول إلى حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينين، مطالبين أخصائيي الصحة النفسية في العالم برفع أصواتهم للمطالبة بإنهاء الاحتلال والحصار ووضع العالم أمام الآثار النفسية التي يتعرض لها المدنيون الفلسطينون.
جاء ذلك في البيان الختامي الصادر عن المؤتمر الدولي الذي نظمه برنامج غزة للصحة النفسية ومنظمة الصحة العالمية على مدار يومين متتاليين حول الحصار والصحة النفسية بمشاركة واسعة من المختصين على المستوى المحلي والدولي.
وشدد المؤتمر على دور الهيئات الدولية مثل الرباعية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بتحمل مسؤولياتهم وحماية حقوق وأمن الشعب الفلسطيني والضغط على إسرائيل من أجل إنهاء الاحتلال.
وطالب المشاركون الدوليون بالضغط على حكوماتهم وتقديم المعلومات الضرورية حول أوضاع الحصار في غزة والاتصال بالمسؤولين من أجل العمل على إنهاء الحصار، وكذلك خلق حالة من الحوار والنقاش داخل المؤسسات الدولية والجامعات والمجموعات المختلفة حول مدى ملاءمة وإمكانية المضي في استراتيجية المقاطعة والعقوبات وفضح سياسات إسرائيل والضغط عليها لإنهاء حصار غزة واحتلالها للأراضي الفلسطينية والالتزام بالقانون الدولي.
وكانت فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر بدأت بالجلسة الافتتاحية التي تحدث فيها البروفيسور ويليامز ولترز من جامعة أوترخت بهولندا عن العمل المهني للصحة النفسية مشيراً إلى أهمية عملية التفريغ الانفعالي والتفريغ المضاد بين المرضى ومن يعمل في مجال الصحة النفسية.
من جهته قدم جوديث دويتش من معهد التحليل النفسي بكندا رؤية نفسية تحليلية بشأن إسرائيل وحصار غزة مشيرة إلى دور إسرائيل في غرس النماذج العسكرية بين الشباب اليهودي لتبرير فرض الحصار وتشويه الحقائق.
أما البروفيسور أوري هدار من جامعة تل أبيب فتحدث عن الرؤية الاسرائيلية لحصار غزة مشيراً إلى أن غالبية الإسرائيليين يرون أن غزة تتبع لحكم حماس وبالتالي فهم يدعمون كل ما يقوم به الجيش في غزة.
أما غادة كرمي من جامعة اكستر في بريطانيا فتطرقت إلى أثر الحصار على القضية الفلسطينية في السياق الدولي مشيرةً إلى أن التراخي الدولي أدى إلى إفلات إسرائيل الواضح من الملاحقة الدولية.
وفي ورشة العمل الأولى تناول الأكاديمي مازن العجلة من جامعة الأزهر مستقبل التنمية في ظل الحصار وقدم بعض المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية والتحديات التي يفرضها الحصار
أما سوزان جرين من المعهد الفني بسان فرانسيسكو فتطرقت إلى العنف المجتمعي والصمود في فلسطين واستندت إلى البحث التدخلي والنقدي ونظريات التحليل النفسي.
وتطرق عماد نصرالله من مركز القطان للطفل عن أثر الحصار على الوضع الثقافي موضحاً توقف التزود بالكتب وتقلص حجم العمل المسرحي، كما تأثر إنتاج الفنانين ودعا إلى تشجيع الدراما كأسلوب للتعبير والتفريغ.
من جهته تطرق الباحث التنموي محسن أبو رمضان إلى دور منظمات المجتمع المدني للحفاظ على وحدة نسيج المجتمع، مشيراً إلى ضرورة أن يرافق هذا برامج من التوعية والتثقيف تجاه ثقافة الآخر والابتعاد عن سياسة الإقصاء واحتكار الحقيقة.
وفي ورشة العمل الثانية تحدث د. مجدي عاشور من الإغاثة الطبية عن الصحة في غزة في ظل الحصار والانقسام والذي سيترتب عليه نتائج سلبية سواء على المدى المتوسط أو الطويل.
أما عايش سمور وعماد كحيل من مستشفى الطب النفسي فقدما دراسة استطلاعية في مراكز الصحة النفسية المجتمعية في ظل الحصار حيث تبين زيادة معاناة المرضى جراء النقص في التجهيزات الطبية مما يتطلب رفع الحصار الذي يتناقض مع المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان.
وتحدث في نفس الورشة كل من جاسم حميد وحمزة عبد الجواد من جمعية الحنان للطفولة والأمومة حول الوضع الغذائي للأطفال دون سن الخامسة، فيما تطرق د. عبد الفتاح عبد ربه من الجامعة الإسلامية إلى الحصار الإسرائيلي وآثاره البيئية والصحية مشيراً إلى زيادة تلوث البيئة والمياه الجوفية وانتشار الأوبئة والأمراض بما فيها الأمراض النفسية.
وفي ورشة العمل الثالثة قدم بيل سلوتز من مدرسة هارفارد الطبية ورقة عمل بعنوان "آلام الكارثة :ن استيعاب الظلال الأمريكية في فلسطين"، أشار خلالها إلى أنه رغم المقاومة النفسية للفلسطينيين إلا أن مداواة الجروح على نطاق واسع بالنسبة لكافة الشعوب ذات الصلة بالمنطقة سوف يتحقق فقط حين يدرك الوعي الجمعي الأمريكي ويعترف بالسلبيات الكثيرة التي تترتب على سياسات أمريكا في المنطقة.
أما د. سائدة عفونة من جامعة بير زيت فتناولت محور الاستماع إلى الطالبات وسلطت العديد من التقارير على انتهاكات حقوق الإنسان والصراع في الانتفاضة الثانية مشيرةً إلى متطلبات التنمية والتطور لدى طالبات المدارس.
من جهته تطرق د. محمد الحاج يحيى من الجامعة العبرية بالقدس إلى الآثار المترتبة على تعرض الأطفال للعنف السياسي مشيراً إلى أن بعض القضايا التصورية والمنهجية والأخلاقية التي تثير تحديات للبحوث في المستقبل.
أما د. بيتر نيل ود. محمد الطويل من جامعة هيرت فورد شير ببريطانيا فتطرق كلاهما من خلال ورقة العمل التي كانت بعنوان" الأسباب المحتملة لاختلاف ردود الفعل إزاء التعرض للصدمات المزمنة"، التي قدمها أحمد عوض نيابة عنهما وممثلاً عن مركز فلسطين للصدمة.
وتم التأكيد خلال الكلمة على أهمية وسرعة العمل لحماية الطفولة في فلسطين والذين حرموا من التمتع بطفولتهم مثل باقي أطفال العالم.
وفي الجلسة الختامية للمؤتمر قدم د. أحمد أبو طواحينة مدير عام برنامج غزة للصحة النفسية ورقة عمل بعنوان: "محاصرة الكراهية " أكد خلالها أنه إن لم يتم إيجاد حل للعنف فسوف تزداد الكراهية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
فيما تناول د. ديريك سمر فيلد من كلية كنج في ورقة العمل التي قدمها بعنوان "دور الطبيب كطبيب وكمواطن" مؤكدا أن دور الطبيب يجب أن يرتبط بالأخلاقيات وكمواطن مدني في آنٍ واحد مبيناَ وقوع انتهاكات متكررة للقوانين والأعراف الطبيبة كما نص عليها إعلام طوكيو لمناهضة التعذيب الصادر عن الجمعية الطبية العالمية وكذلك البنود الواردة في ميثاق جنيف الرابع والذي يكفل حق المدنيين التزود بجميع الخدمات المعيشية الأساسية والضرورية دون مواجهة أي عوائق بالإضافة إلى حق الطواقم الطبية والعاملين في الحقل الطبي في حصانة من أعمال العنف العسكرية أثناء أداء عملهم.
واستعرض د. سمر فيلد بعض الأمثلة والحالات من الواقع في مناطق الصراع "إسرائيل وفلسطين" والعراق وتركيا والولايات المتحدة وبريطانيا وأمريكا اللاتينية .
ومن جهة أخرى فقد تخلل أعمال المؤتمر عرض العديد من الأفلام الوثائقية والصور التي تعكس صورة الحصار الذي يعيشه المواطن الفلسطيني في قطاع غزة وتأثيراته على كافة مناحي الحياة النفسية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، كما استمر لليوم الثالث على التوالي افتتاح المعرض الفني الذي أقيم على هامش المؤتمر تحت عنوان "حصار ملون".