كلية الاداب في جامعة بيرزيت تعقد ندوة لمناقشة رواية" الصعود إلى المئذنة"
نشر بتاريخ: 29/10/2008 ( آخر تحديث: 29/10/2008 الساعة: 12:58 )
رام الله -معا- عقدت كلية الآداب في جامعة بيرزيت، ندوة لمناقشة رواية الأديب الفلسطيني د.أحمد حرب "الصعود إلى المئذنة"، بمشاركة الكاتبة ومخرجة الأفلام الوثائقية الأستاذة ليانا بدر وأستاذ الأدب الحديث في الجامعة د.محمود العطشان.
وأضافت بدر:" أنه من خلال عنوان الرواية والذي يشير إلى الصعود رمزي إلى الأعلى، يبدو الموضوع طريفاً ومثيراً للدهشة، لأن سخرية عالية من الواقع تلوح في ثناياه، خاصة وان الامنية الجميلة للطفل بالصعود إلى أعلى مكان في البلدة لن يتحقق بسبب قدوم الشر الماثل في الغزو".
وأشارت إلى أن الرواية تحكي تاريخ بلدة في جنوب فلسطين، وتروي من خلال تطابق الشخصيات أو تعاكسها حكاية التاريخ الضائع بسبب الإحتلال الذي تدخل في حياة أهلها مرات عديدة. ففي غياب الوعي وغياب القيادة الرشيدة يتعرض أهل المنطقة من مذبحة إلى مذبحة، ومن خسارة إلى خسران.
وأكدت أن في هذا النوع من الكتابة يصبح الادب شهادة على زمنه، وعلى الغزو الكولونيالي الذي ينادي بحقوق الإنسان فيما يعمل على انتهاكه، مضيفة أن الكتابة أخبرت عن رسالة حادة ومباشرة، كما ان شخصياتها قدمت كلوحة فسيفسائية تتكامل أو تتعاكس كي ترسم مرايا لبعضها.
وقالت بدر: "رفضت الرواية البطولة بشكل مطلق، والإيمان بأن الناس الذين لا تتاح لهم الفرص تدوسهم الأقدار حتى وإن قدمت تهيأ لهم بأن حياتهم تهبهم هذه الفرص ضمن قوالب اجتماعية حياتية، مضيفة "تجرد الكاتب من الإعتبارات التي تحكم روائيين كثر في مجتمعاتنا، وتنحو بهم لأن يضعوا أنفسهم ومنذ البداية في صف الرفض او القبول، فلا شروط على الموقع الشخصي للكاتب فهو لم يضع ذاته النقدية أو تحليلاته قبل الواقع، فقد رسم واقعاً تاريخياً روائياً وهي وظيفة الروائي الحقيقي الذي لا يفرض انحيازاته الفكرية الخاصة، وصورتها الذاتية قبل أن يكون صادقاً مع أبطاله ومع رواياته".
ومن جانب آخر أشار د.العطشان أن هذه الرواية تختلف عن الروايات السابقة للدكتور حرب والتي كانت ترصد الحدث الآني الذي تعيشه فلسطين، في حين أن هذه الرواية كانت عودة إلى ماضي ومرحلة تاريخية مهمة أهملها الأدب إلى حد كبير.
واوضح أن الكاتب كتب بحنين رومانسي غير عادي إلى الماضي، ووضع بعض القضايا الهامة على المحك لاستخلاص العبر، مضيفاً أن الإقتباس الذي افتتح به روايته توحي بالسوداوية التي عبر عنها بالكثير من التركيز الفني.
وشدد أن الكاتب في روايته تأثر بالتراث الفلسطيني والذي برز من خلال اسماء الأبطال التي توحي بالاستمرارية، بالإضافة إلى بعض المواقع التي برزت فيه السوداوية كإستخدام الرقم "13" الذي ارتبط بالكثر من الأحداث المأساوية، مبرزاً الخلل الذي عانت منه السلطات الثلاث التي وردت في الرواية وهي السلطة الرسمية والدينية والتربوية.
وقال د.العطشان أن هذه الرواية تقوم على الشك في كل شىء، خاصة وأنها تسجيل لمرحلة هامة، وتقدم التاريخ برؤية مغايرة لما قدمه المؤرخون.