الأربعاء: 20/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الهندي: تعديلات الفصائل الفلسطينية على الورقة المصرية سيتم مناقشتها خلال جلسات الحوار

نشر بتاريخ: 29/10/2008 ( آخر تحديث: 29/10/2008 الساعة: 22:16 )
غزة -معا - أكد الدكتور محمد الهندي، القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي على ان هناك مصلحة وطنية للفصائل الفلسطينية، لإنهاء حالة الانقسام الداخلي وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني، مشيرا الى انه لابد من توفير المناخ الجيد والأجواء الايجابية لانجاح الحوار الداخلي في القاهرة، والذي من المتوقع ان ينطلق في التاسع من الشهر القادم.

جاءت أقوال الهندي اليوم الأربعاء خلال الحلقة الثانية من الصالون الصحفي التي ينظمها منتدى الإعلاميين الفلسطينيين في مقره بمدينة غزة، بمشاركة العديد من الصحفيين وممثلي وسائل الإعلام .

ودعا الهندي إلى وقف المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي، قائلاً: " ندعو لوقف المفاوضات السياسية التي تدور بين المفاوض الفلسطيني والاحتلال الإسرائيلي لأنها أصبحت عبثية لا معنى لها".

وأضاف "إن رؤية بوش قد انتهت, ومشروع الدولتين انتهى أيضاً, وأنابولس انتهى ولم يبق أمام الشعب الفلسطيني إلا خيار العودة لترتيب البيت الداخلي الفلسطيني من أجل حماية الثوابت الفلسطينية والمقاومة الفلسطينية".

وعن إمكانية نجاح الحوار, أوضح الهندي قائلاً: "نحن ذاهبون من أجل إجراء تعديلات على الورقة وخاصة في المسائل المهمة والاتفاق عليها(..) لن نتفق على مسائل من أجل أن تنفجر بعد شهر أو شهرين, الاتفاق على مسائل التي تضمن أن تستمر , فالأمور أصبحت واضحة لدى الفصائل الفلسطينية ولدى العرب جميعاً".

وقال "إن كل من يقوم بتوتير أجواء الحوار, هو مدان فإن أي ملاحقة أو اعتقال أو تصريح فج من شأنه توتير الأجواء, وإنه مدان وسيعتبر بأنه تصرف ليس وطنيا", داعياً إلى اتخاذ إجراءات حتى ولو كانت من طرف واحد لإنجاح الحوار وخلق مناخات إيجابية.

وأشار إلى أن حركته, قدمت موقفها ورؤيتها من المسودة المصرية للحوار, وخاصة فيما يتعلق بالمقاومة وبناء الأجهزة الأمنية، وفيما يتعلق بالتفاوض والهدف من إجراء مثل هذه الترتيبات.

وبين الهندي أن هناك ملاحظات أساسية يجب أخذها بالحسبان, وهي أن مصر مهتمة بإنجاح الحوار, وأن الطاقم المصري مستنفر من أجل إنجاح الحوار, لافتاً الانتباه إلى أن التعديلات التي طرحتها الفصائل الفلسطينية على الوثيقة المصرية لن تناقش الآن ولكنها ستناقش في جلسات الحوار التي ستعقد في القاهرة في التاسع والعاشر من نوفمبر القادم.

وأشار إلى أن هناك شبه توافق فلسطيني على المسود المصرية بتعديلات الفصائل, مبيناً أن هناك لقاءً رباعياً جمع أربعة فصائل بغزة وتوافقت حول الرؤية وحول هذه المسائل ولكن موضوع تفصيلات القضايا تبقى ضمن ملفات اللجان التي ستشكل لمتابعة الاتفاق.

وعن ضمانات نجاح الحوار القادم, لفت الهندي إلى أن الضمان الأساسي هو الشعور بالمصلحة الوطنية الفلسطينية العلياً من الجميع, مشيراً إلى أن هناك أيضاً ضمانات عربية يمكن أن تكون كفيلة بإنجاح الحوار مع التشديد على الضمان الداخلي.

وعن المشكلة الأساسية وما سينتج عن الحوار لحلها, أوضح الهندي على أن هناك تعقيدات كثيرة في هذا الملف.

وشدد الهندي على أنه من السابق لأوانه الحديث عن مشاركة الجهاد الإسلامي في أي انتخابات وأن موقفها معروف من اتفاقية أوسلو وأي ترتيبات جاءت ضمن هذا الإطار وتحت سقفه بما فيها ترتيبات الانتخابات, مؤكداً على أنه ليس معنى ذلك أن الحركة لا تؤيد مصالحة وطنية تدعو إلى انتخابات تشريعية ورئاسية متزامنة.

وأشار إلى أن تجربة حركة حماس بغزة هي تجربة صعبة ولا يمكن أن تستمر بهذا الشكل, لذلك فان الأطراف الأساسية لموضوع الانقسام لها مصلحة حقيقية في التوافق, لافتاً النظر إلى أن موضوع الحصار أصبح يحرج كل الأطراف العربية الموجودة وأن يرفع الحصار هذه مسألة لها علاقة مباشرة في موضوع المصالحة الفلسطينية.

وتابع قائلاً: "أعتقد أن كل الأطراف الفلسطينية والعربية معنية بالمصالحة, إذ ان القبول بالمصالحة أن يصل حوار القاهرة إلى نجاح هو الأرجح, والمسائل المختلف عليها صحيح أن هناك بعضها جوهري وأساسي ولكن أعتقد بمزيد من الجهد يمكن أن نصل توافق حولها".

وعن إمكانية مشاركة الجهاد الإسلامي في منظمة التحرير, أوضح الهندي أنه لا مانع لدى حركته من المشاركة فيها إذا ما تم ترتيبها وإعادة بنائها على أسس متفق عليها لتصبح تعبيراً حقيقياً وبيتاً حقيقاً للكل الفلسطيني, داعياً إلى أن يكون إعادة ترتيبها على أساس اتفاق القاهرة الموقع في عام 2005.

ولفت إلى أن حركته لم تحرم المشاركة في الأجهزة الأمنية، وقائلا: "الجهاد الإسلامي لم يحرم المشاركة في الأجهزة الأمنية، ونحن تناولنا القضية على المستوى السياسي، ودرسنا أن كان هناك مصلحة لنا في ذلك..ولكن من السباق لأوانه أعطاء موقف".

وفي موضوع الاعتقال السياسي, أشار الهندي إلى أن في وثيقة القاهرة هناك تحريم للاعتقال السياسي, قائلاً: " نحن نؤمن بتحريمه ونؤمن بأن الخلافات الداخلية تٌحل فقط بالحوار, وأي عنف يجب أن يوجه ضد الاحتلال وهذا نص موجود في المسودة المصرية والكل الفلسطيني موافق عليه, وبالنسبة للمناخات ضرورية ومهمة".

ودعا حكومتي "غزة ورام الله" إلى أن يأخذوا خطوات ولو كانت من جانب واحد للإفراج عن معتقلين سياسيين ووقف عمليات التحريض