البرغوثي: يجب اعتماد إستراتيجية في مواجهة الاحتلال وقيادة النضال الوطني
نشر بتاريخ: 30/10/2008 ( آخر تحديث: 30/10/2008 الساعة: 21:25 )
غزة -معا -أكد الدكتور مصطفى البرغوثي أمين عام المبادرة الوطنية ووزير الإعلام الفلسطيني السابق على ضرورة اعتماد إستراتيجية الجمع بين عدة أعمدة في مواجهة الاحتلال, أهمها المقاومة الشعبية الجماهيرية ودعم صمود الناس وبقاؤهم, مشدداً على أن الاحتلال يقسمنا والمقاومة الشعبية توحدنا.
جاءت اقوال البرغوثي خلال الحلقة الثالثة من الصالون السياسي نظمه منتدى الإعلاميين الفلسطينيين في مقره بمدينة غزة اليوم الخميس بحضور العديد من الصحفيين وممثلي وسائل الإعلام المختلفة.
وأكد البرغوثي على أن هناك ثلاثة شروط للوحدة الوطنية وهي: " النية الصادقة للوفاق الوطني, القدرة والإرادة على الصمود في وجه الضغوطات الخارجية, وأن يكون هذا الحوار نابع من دافع فلسطيني داخلي قوي".
وأشار أمين عام المبادرة الوطنية إلى أن هناك إجراءات إيجابية يجب أن تتوفر من أجل تحسين أجواء الحوار الوطني, لافتاً إلى أن إنهاء ملف الاعتقالات السياسية هو أهم هذه الإجراءات, مضيفاً "كذلك وقف الحملات الإعلامية والتحريضية, والسماح للجمعيات بالعودة للعمل وإنهاء إغلاقها".
وشدد البرغوثي على ضرورة مشاركة الجميع في الحوار الوطني دون استثناء لأحد, وكذلك فتح كل الملفات والقضايا ونقاشها كرزمة واحدة.
وأوضح أن الاتفاق بين الفصائل يجب أن يتمخض عنه حكومة وفاق وطني تعمل بشكل سريع على الإعداد لانتخابات رئاسية وتشريعية نزيهة, لافتاً إلى أنه يمكن إعادة هيكلة وبناء لجنة الانتخابات المركزية حتى تكون الانتخابات أكثر شفافية.
وشدد البرغوثي على أن أولويات الوفاق والحوار إعادة بناء وهيكلة منظمة التحرير الفلسطينية, بحيث تجمع الكل الفلسطيني وتضم كافة القوى التي لم تشارك فيها مثل حماس والجهاد والمبادرة الوطنية وغيرها, مؤكداً على أن الكل الفلسطيني مطالب بأن يكون له موقف جماعي موحد ومشترك.
وعبر البرغوثي عن سعادته بإعلان رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية عن الإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين في قطاع غزة, مبيناً أن هذه الخطوة إيجابية, متأملاً أن تجري خطوة مماثلة في الضفة الغربية، وقال: " لا يجوز أن نذهب للحوار الوطني وهناك معتقل سياسي واحد سواء في الضفة أو غزة", متأملاً من الصحفيين أن تكون هناك خطوة إيجابية بوقف التراشق الإعلامي وألا تبحث قضايا الخلاف على الإعلام.
وشدد على أنه لا يجوز أن يبدو الصراع الفلسطيني على سلطة ما زالت واقعة تحت الاحتلال, فهي أحد البنود ولكن الأمر الأهم كيفية قيادة النضال الوطني الفلسطيني خاصة بعد الفشل الماحق لأنابوليس والمراهنات على شيء سيخرج من هذه المفاوضات.
وأضاف "من يوم أنابوليس وحتى هذا اليوم زادت وتيرة الاستيطان في القدس 38 مرة, وفي الضفة زادت 20 مرة, وقد زادت الحواجز من 550 إلى 630 , وبالتالي في ظل ذلك فإن كل الفلسطينيين مطالبين بأن يكون لهم موقف جماعي مشترك ورؤية مشتركة وهذا ما يجب أن يركز عليه الحوار الوطني".
وقال البرغوثي وهو أحد المشاركين في سفينة "الأمل والكرامة" لكسر حصار غزة: " السفينة التي جئنا فيها لم تؤدي لكسر الحصار لمرة واحدة, ولكن في الواقع نحن كرسنا فعلياً كسر الحصار وأؤكد لكم أنه ستأتي سفن قريباً جداً وستحمل وفود مختلفة وعلى مستويات سياسية عالية, وهذا سيسهم في كسر ما يفرضه الاحتلال على غزة".
وأكد البرغوثي على أن قدوم هذه السفينة يحمل عدة رسائل أولها أنها رسالة تضامن وثبات مع أهالي قطاع غزة, وأن لن يسمح للاحتلال بالتفرد في قطاع غزة وأن لن يسمح بتكريس الفصل بين الضفة والقطاع.
وأشار إلى أن الرسالة الثانية هي رسالة إنسانية, حملها المتضامنون الأجانب من عدة دول مختلفة مما يدلل على أن هناك حركة تضامن فعالة ونشطة في العالم مع قطاع غزة, حيث شاهد هؤلاء المتضامنون المرضى الذين لا يستطيعون السفر للعلاج, وشاهدوا نقص الأدوية والمعدات الطبية.
وأكد البرغوثي على أنها أيضاً رسالة وحدة لدعم جهود إعادة الوحدة واللحمة الوطنية الفلسطيني, معتبراً أن الرسالة الأهم أن هذه السفينة جاءت برسالة قوية لإعادة وحدة الوطن والشعب في ظل ما يعانيه شعبنا من عنصرية واحتلال فاقت كل التصورات.
وأكد أمين عام المبادرة الوطنية ان قطاع غزة يعاني من حصار إسرائيلي خانق سبب العديد من الكوارث الصحية والاقتصادية والبيئية والإنسانية في القطاع مشيرا الي انه قام صباح اليوم بجولة في بلدة بيت حانون والقرية البدوية شمال قطاع غزة واطلع على الدمار الذي خلفه الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة والبيوت التي لم ترمم جراء الفيضانات التي لحقت بالقرية البدوية والخطر الذي ما زال يهدد القرية وسكانها.
وقال البرغوثي انه اجتمع مع رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنيه وعدد من نواب المجلس التشريعي حيث تم مناقشة توفير المناخ الجيد والايجابي لجهود الحوار الفلسطيني الشامل الذي سيعقد في التاسع من الشهر المقبل.
واشار البرغوثي انه سيجتمع مع قادة الفصائل الفلسطينية دون استثناء في قطاع غزة لمناقشة القضايا الداخلية وسبل دفع الحوار الفلسطيني الداخلي وتوفير الاجواء الجيدة لانطلاقه.
وعن فرص نجاح الحوار الفلسطيني الداخلي أكد البرغوثي انه يجب ان يكون هناك دافع داخلي ناتج عن كافة القوي والفصائل والتنظيمات الفلسطينية لإحقاق المصالحة الوطنية الداخلية شاكراً في الوقت ذاته كافة الجهود المصرية والعربية من أجل إنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي .مضيفا انه يجب كذلك توفير النوايا الصادقة والقدرة على مواجه التحديات الخارجية التي تعصف بالساحة الفلسطينية الداخلية ولا تقبل بان يتم حالة توافق وطني فلسطيني مشدداً على ان هذا الامر لا يمكن الاستهانة به.
وطالب البرغوثي بان يتم إنهاء ملف الاعتقال السياسي في الضفة الغربية وقطاع غزة مثمناً المبادرة التي أطلقها رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنيه بالإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين في قطاع غزة كما وطالب كذلك بوقف الحملات الإعلامية بين الطرفين لما تسببه من شحن الأجواء وتخريب اجواء الحوار الداخلي وكذلك إعادة فتح الجمعيات والمؤسسات التي تم إغلاقها في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة .
وأكد البرغوثي انه يجب مناقشة كافة الملفات في جلسات الحوار كرزمة واحدة للوصول الي اتفاق شامل ينهي كافة القضايا الشائكة في الساحة الفلسطينية وتشكيل حكومة وافق وطني يكون مهمتها اعادة ترتيب الأجهزة الأمنية على اسس وقواعد وطنية وبعيداً عن الفصائلية والحزبية والإعداد لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية شاملة في الضفة الغربية وقطاع غزة مطالبا بتشكيل لجنة سليمة تضمن نزاهة الانتخابات كما حدث في السابق.
وشدد البرغوثي على انه لا يمكن النزاع على سلطة هي فعليا ترضخ تحت الاحتلال سواء في الضفة الغربية او في قطاع غزة.
وعن المفاوضات التي تجريها السلطة مع إسرائيل قال " ان المفاوضات هي فعلياً من طرف واحد حيث ان الاستيطان توسع بشكل كبير في القدس المحتلة والضفة الغربية كما وان جدار الفصل العنصري ما زال يلتهم العشرات من الأراضي الزراعية ناهيك عن الحواجز التي ازدادت بشكل كبير عقب مجيء بلير الي المنطقة