اللجنة المركزية للجبهة الشعبية تؤكد على ضرورة معالجة الوضع الفلسطيني الداخلي
نشر بتاريخ: 01/11/2008 ( آخر تحديث: 01/11/2008 الساعة: 12:28 )
بيت لحم - معا - عقدت اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين دورة اجتماعات كاملة في شهر تشرين الأول عام 2008 «دورة الشهيد القائد الرمز جورج حبش»، ناقشت خلالها عددا من التقارير المقدمة لها وتوقفت بشكل خاص أمام التقرير السياسي الذي استعرض التطورات السياسية على الصعيد الفلسطيني والعربي والدولي.
واكدت اللجنة المركزية خلال اجتماعها على أهمية وضرورة معالجة الوضع الداخلي الفلسطيني وإنهاء حالة الانقسام العميق التي دفع شعبنا ثمنها غالياً والتي شكلت ولا زالت تشكل خطراً كبيراً وحقيقياً على مشروعنا الوطني التحرري الديمقراطي مؤكدة على ضرورة التقاط دعوة الحوار الوطني الفلسطيني الشامل في القاهرة لاستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية وإعادة اللحمة لصفوف شعبنا من خلال إعادة بناء وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية وكافة المؤسسات الفلسطينية وإنهاء الانقسام بكافة مظاهره وتجلياته.
واعتبرت اللجنة المركزية إن الوحدة الوطنية الفلسطينية هي السلاح الأمضى لمواجهة سياسة الاستيطان والغطرسة والعدوان اليومي الذي يمارسه الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.
ودعت اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كافة القوى والفصائل الفلسطينية دون استثناء إلى التحلي بروح المسؤولية الوطنية والتاريخية لترتيب البيت الداخلي وتحصينه، لأن القلاع لا تسقط إلا من الداخل، وهذا ما تعمل عليه القوى المعادية لشعبنا التي ترغب وتخطط لاستمرار الانقسام ومنع تحقيق الوحدة.
واكد اللجنة المركزية ان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تحرص كل الحرص وستعمل كل ما بوسعها لإنجاح الحوار الوطني الشامل على قاعدة وثيقة الوفاق الوطني، ووثيقة القاهرة الموقعة في آذار عام 2005 والتي تشكل أساساً لبلورة برنامج سياسي يشكل القاسم المشترك لتعزيز الصمود الوطني وتحقيق أهداف شعبنا في الحرية والعودة والاستقلال.
وأكدت اللجنة المركزية أن استمرار المفاوضات العبثية مع "إسرائيل" واستمرار رهان السلطة الفلسطينية على الولايات المتحدة الأمريكية سياسة ثبت فشلها بشكل كامل ووصلت إلى طريق مسدود، وأوقعت أفدح الأضرار بنضال الشعب الفلسطيني، ودعت اللجنة المركزية مجدداً إلى وقف هذه المفاوضات ونقل ملف القضية الفلسطينية إلى الأمم المتحدة لتطبيق قراراتها وخاصة حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.
كما وأكدت اللجنة المركزية أن مقاومة الاحتلال حق مشروع للشعب الفلسطيني صانته مبادئ القانون الدولي ومبادئ الأمم المتحدة، كما أكدت أن استمرار المقاومة وتصعيدها هو الخيار الاستراتيجي الذي تفرضه حقائق الصراع وطبيعة الكيان الاسرائيلي الاستيطاني الذي يريد فرض الاستسلام على الشعب الفلسطيني بدعم كامل من الولايات المتحدة الأمريكية للهيمنة على المنطقة.
وأكدت اللجنة المركزية على أهمية وضرورة العمل الجاد لبلورة وبناء تيار وطني ديمقراطي يساري في الساحة الفلسطينية لمواجهة المخططات الاسرائيلية واستعادة الوحدة الوطنية وترسيخ نهج الخيار الديمقراطي والتعددية الفكرية والسياسية في الساحة الفلسطينية.
كما وتوقفت اللجنة المركزية أمام التطورات السياسية على الصعيد العربي مؤكدة أنه وبرغم حالة التراجع والرضوخ لغالبية النظام الرسمي العربي أمام المشروع الأمريكي وبرغم حالة الضعف التي تعيشها القوى الشعبية العربية إلاَّ أن الصمود والمقاومة وإرادة الحرية تجسدت بصمود الشعب الفلسطيني على أرضه ومواجهته لجريمة الحصار على قطاع غزة، وصمود شعبنا في الضفة الفلسطينية والقدس والمحتل من أرضنا عام 1948، كما تجسدت بصمود المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله التي سطرت ملاحم البطولة في تصديها للعدوان على لبنان في تموز عام 2006، وإفشالها لأهداف هذا العدوان، كما تجسدت بصمود الشعب العراقي ومقاومته للاحتلال الأمريكي - البريطاني للعراق.
وناقشت اللجنة المركزية التطورات على الصعيد الدولي وخاصة أحداث جورجيا وتطورات الموقف الروسي ودلالاته، والأزمة المالية الاقتصادية للنظام الرأسمالي العالمي وفي القلب منه الإمبريالية الأمريكية، وأكدت أن العالم يشهد تطورات لصالح قوى الحرية والتقدم والسلام، وأن عصر الهيمنة والتفرد الأمريكي لن يدوم.
وفي ختام أعمالها وجهت اللجنة المركزية التحية للشهداء والأسرى والمعتقلين وعلى رأسهم الرفيق المناضل أحمد سعدات الأمين العام للجنة المركزية وأكدت أن تحرير الأسرى واجب وطني يجب أن يبقى على رأس جدول أعمال كل القوى في الساحة الفلسطينية.