حملة المرشح الجمهوري ماكين تستغل الفلسطينيين في محاولاتهم لتصوير المرشح الديمقراطي أوباما "إرهابياً"
نشر بتاريخ: 01/11/2008 ( آخر تحديث: 01/11/2008 الساعة: 12:44 )
بيت لحم- معا- في محاولة للتأثير على الناخبين الأمريكيين البسطاء، عمدت حملة المرشح الجمهوري جون ماكين إلى إقحام الفلسطينيين في محاولاتهم لتصوير المرشح الديمقراطي باراك أوباما على أنه "لم يعلن توبته عن الإرهاب".
وما هو الإرهاب هذه المرة؟ تتمثل النزعة للإرهاب التي تدعيها حملة الحزب الجمهوري في أن أوباما كان صديقاً للكاتب والمحلل الفلسطيني الأصل البروفيسور رشيد الخالدي، أستاذ الدراسات العربية في جامعة كولومبيا التي كان يدرس فيها المرحوم إدوارد سعيد.
ويستند الجمهوريون في زعمهم على أن باراك أوباما كان صديقاً للدكتور الخالدي حين كان الإثنان يحاضران في جامعة شيكاغو، وأنهما كانا صديقين في تلك الأيام.
ويطالب فريق الحملة الانتخابية للمرشح الجمهوري جريدة لوس أنجلوس تايمز بنشر شريط فيديو يظهر فيه باراك أوباما في حفل الوداع الذي أقيم على شرف الدكتور الخالدي حين غادر جامعة شيكاغو عام 2003.
وفيما يخص الدكتور الخالدي، يدعي فريق ماكين الإنتخابي أنه ناطق باسم منظمة التحرير الفلسطينية- وهذا ليس بجريمة- وذلك لأن الخالدي كان مرة مستشاراً للوفد الفلسطيني المفاوض أثناء ولاية الرئيس بوش الأب. الدكتور الخالدي معروف بدفاعه عن القضية الفلسطينية وانتقاده لإسرائيل وللسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، لكنه معتدل في انتقاداته وكتاباته التي يمتدحها كثير من أنصار إسرائيل أنفسهم ويشهدون باعتدالها.
وعلى صعيد التوقعات لما سيعقب الانتخابات الأمريكية ذكر تقرير للمحلل الدبلوماسي في صحيفة الغارديان أنه في حال فوز المرشح الديمقراطي باراك أوباما فإنه سيسارع إلى إطلاق مبادرة لحل أزمة الشرق الأوسط، غير أنها ستكون قصيرة الأمد.
يقول المحرر الدبلوماسي إن الشرق الأوسط ليس بالأرض الخصبة للتفاؤل، غير أن أشد المتشائمين يرى بارقة أمل تلوح في الأفق.
ويضيف: "ليس هذا مرده إلى ما يشيع بأن فوز أوباما الذي اسمه الأوسط "حسين" لا بد أن يكون في مصلحة العرب، وإنما الأهم من ذلك أن التقارير الواردة من الولايات المتحدة نفسها تفيد بأنه يجري التحضير للانتقال إلى إدارة أمريكية جديدة".
وفي حال فاز المرشح الديمقراطي، فإن الحزب سيتعلم من أخطاء الماضي حيث استغرق الرئيس الديمقراطي الأسبق بيل كلنتون قرابة العام لإعداد فريق السياسة الخارجية. أما الآن فمن المتوقع أن يبدأ فريق أوباما العمل مباشرة في حال فوزه.
وبخصوص الوضع الفلسطيني، يضيف تقرير الغارديان: "إذا نجح الرئيس الفلسطيني محمود عباس في تمديد ولايته لسنة إضافية بمساعدة جامعة الدول العربية، فسيستغل تلك السنة لإبرام صفقة رغم أن حركة حماس ستحاول إعاقة جهوده إلاّ أن الهدوء الحذر في غزة يبدو أنه يخدم مصالحها السياسية، وسوف يتضح الموقف بين فتح وحماس بعد حوار القاهرة في التاسع من تشرين الثاني".
ويختم المحلل تقريره بالقول إن هذا السيناريو قد لا يتحقق، حيث أن أوباما قد يخسر الانتخابات، والرئيس الفلسطيني قد لا ينجح في تمديد فترة ولايته، وفي إسرائيل يلوح في الأفق أن المتشدد بنيامين نتانياهو قد يفوز في الانتخابات. لكن قياديين في أوروبا لا يرون في نتانياهو معيقاً للحل في الشرق الأوسط لأنه كان انتهازيا أكثر من كونه مبدئياً.