قرود.. ونمور.. واسود.. عبر الانفاق للترفيه عن اهالي القطاع المحاصر والغزلان تأبى الدخول بسبب قرونها المتشعبة!
نشر بتاريخ: 02/11/2008 ( آخر تحديث: 02/11/2008 الساعة: 21:31 )
غزة- تقرير خاص- معا- بإمكانك أن تهرب أسداً أو غزالا بريا أو حتى نمراً عبر الأنفاق المنتشرة على طول الحدود الفلسطينية- المصرية والتي تجاوز عددها المئات فهذا اصبح امرا معتادا في تلك المنطقة.
وبإمكانك أن تجذب المواطن الفلسطيني لزيارة حديقة الحيوان التي شيدت لمرة أو مرتين ولكن ليس أكثر، فالحصار وآثاره طالت حتى حدائق الحيوان ولا وقت للمواطن الغزي للترفيه أو الاستمتاع.
في قطاع غزة انتشرت مؤخراً العديد من حدائق الحيوان بعضها كان قبيل اعتماد الأنفاق متنفساً تجارياً للمحاصرين ومعظمها تم جلبه عبر الأنفاق لتصبح في دائرة الحيوانات المهربة ولكن أسعارها ليست بسيطة كما يتخيل البعض فسعر غزالي لاما يتجاوز ألفي دينار أردني للزوج الواحد منها، اما النعام واللبؤة والاسد فحدث ولا حرج.
بعض ملاّك هذه الحدائق قال :" للبيع لمن يريد" وأكد ان حديقته التي تقع في مدخل البريج مخيم للاجئين وسط قطاع غزة عادت عليه بخسائر بالغة إذ كلفه إنشائها 65 ألف دولار ولم يسترجع من رأس المال سوى 15 الف دولار.
صاحب الحديقة ناصر الدين ابو سكر أكد أنه باع حتى اللحظة أسداً ولبؤة وغزلان وبجعة برية وثعالب، أما ما تبقى لديه فبعض الحيوانات التي يأمل ببيعها قبيل شهر وقبل حلول فصل الشتاء وهي نعام اميركي وإفريقي وسعادين وذئاب وقط بري وبعض الحيوانات الأليفة الصغيرة.
ويؤكد ان حديقته عندما شيدها قبل عامين أي مع بدء الحصار على قطاع غزة شهدت إقبالاً جماهيرياً لافتا لمدة لا تتجاوز شهر ثم بدأ خفوتها جماهيرياً حتى باتت " الرجل عليها معدومة" معلقاً:" انا كرب أسرة يمكن ان اجلب أطفالي للحديقة مرة واحدة وأقوم بتصويرهم بقرب هذه الحيوانات ثم لا أفكر بزيارتها مرة أخرى رغم أن تذكرة الزيارة غير مكلفة للأطفال والكبار وهي لا تتعدى 2 شيقل".
في حديقة ابو السكر فقط وجد طاقم "معا " زائرين من الفتية الصغار الذين أكدوا انهم يستمتعون بإطعام البجع والقطط البرية كما انهم يشعرون بإنها وسيلة ترفيه في ظل الحصار ورغم ذلك هم لا يفكرون بالعودة بشكل شبه يومي أو حتى أسبوعي.
كما انتشرت بالقطاع ببعض الحدائق الخاصة لدى بعض الأثرياء فقد اقتنى بعضهم عددا من الحيوانات الأليفة وعرضها للترفيه عن زبائنه كما فعل صاحب محطة ضبان لتعبئة الغاز الواقعة على شارع صلاح الدين الرئيسي في قطاع غزة مؤكدا انه يفكر دوماً باقتناء الفريد من هذه الحيوانات كهواية خاصة وحتى لو كان بعضها مهرباً عبر الأنفاق.
ويشير ضبان إلى أن تكلفة رعايتها شهريا يتعدى 500 شيقل بالإضافة إلى أجر العامل الذي يعتني بتلك الحيوانات على مدار الأسبوع، منوها الى انه اقتنى بعض القرود من الأنفاق ولم يستطع اقتناء غزلان لأن قرونها مشعبة ولم يسطتع مهربو الأنفاق جلبها.
وقد كلفه إنشاء الحديقة ثمانية آلاف دينار أردني وهو سعيد بإطعام القرود والحصان الأصيل وغيرها من الحيوانات كما انه يفكر بتوسعتها حتى لو امتلأت بالحيوانات المهربة.
أما في رفح وعلى طول خط صلاح الدين الرئيسي فقط امتلأ القطاع بالحيوانات المهربة التي قام البعض بوضعها بالقرب من مدن الملاهي لجذب الأطفال والأهالي إلا أن هذا الأمر لم يفلح تماماً نظراً لحالة الفقر والبطالة المنتشرة في القطاع وهو ما لا يسمح للمواطن بالترفيه عن عائلته وأطفاله بمثل هذه الوسائل حتى لو كانت مدينة أشباح فريدة من نوعها بالقطاع وهي قبيل عيد الأضحى على وشك الإغلاق نظراً لأنها مشروع خاسر في ظل حصار ضرب بأركانه كافة أوجه التنمية والترفيه.