الجمعة: 15/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

انتخب شارون واحصل على بيريس مجانا !

نشر بتاريخ: 01/12/2005 ( آخر تحديث: 01/12/2005 الساعة: 10:56 )
معا - كتب رئيس التحرير - وصف جدعون ساعر رئيس كتلة الليكود في الكنيست حزب شارون الجديد بانه مخيم لاجئين يتجمّع فيه كل الذين هجروا احزابهم الاصلية وانه لا يمثل ثقافة مميزة او يملك خطا سياسيا واضحا .
ويقول بعض الساخرين في اروقة الاحزاب الاسرائيلية ( انتخب شارون وخذ بيريس مجانا) وهو قول للدلالة على عدم اهمية او لزوم شمعون بيريس في حزب شارون الجديد المسمى كاديما وهي كلمة عبرية تعني للامام.

شمعون بيريس الذي يحاول ان يتشبه بمؤسسي الحركة الصهيونية مثل دافيد بن غوريون واسحق نانون وعيزر وايزمان وموشيه دايان الذين انتقلوا في اواخر حياتهم من حزب الى آخر قال في مؤتمر صحافي ( ليس المهم الى أي حزب تنتمي بل المهم الى اين انت ذاهب؟) وهو بذلك يرجّح البرنامجية على الايدولوجية ويقلب الصنم الحربي الصهيوني على رأسه.

ثم يضيف ( لقد فكرت كثيرا ولكنني وجدت ان مصلحة الدولة اهم من مصلحة الحزب, وان عملية السلام اهم من الدعوة اليه) واضاف بكل وضوح ( انني اجد أريك هو الرجل الذي يستطيع ان يقود "الاندماج" ويصنع السلام بيننا وبين جيراننا).

وانتبه المراقبون ان " العجوز السياسي لم يقل ارئيل حين نطق باسم شارون وانما قال اريك وهو اللقب الذي يطلقه اصدقاء شارون عليه.

وبين غضب حزب العمل (الدفين) وفرحة شارون "المعلنة" يشكو العديد من رموز اليمين الصهيوني اقتراب شارون من اليسار في حزبه العتيد وان الاخير زاد من حصة اليسار في الحزب الجديد ما يشكل "خطرا" على هوية الحزب اليمينية فقد انتقل الى حزب "كديما" الى جانب بيريس رئيسة كتلة حزب العمل في الكنيست الوزيرة داليا ايتسيك والوزير حاييم رامون وعشرات القادة غيرهم.

الكلام السياسي " الافلاطوني" الذي تحدث به شمعون بيريس ينطلي على تلاميذ الصحافة وهواة الاخبار امّا كبار المحللين السياسيين فكانوا يحاولون اخفاء ابتسامة طازجة على شفاههم لا سيما حين لعب بيريس دور السياسي الذي لا يهمه سوى مصلحة دولته.

ومن بين كبار المحللين الصحافيين كان امنون رابينوفتش محلل القناة التلفزيونية الثانية يقول في نشرة اخبار الساعة الثامنة ( النشرة المركزية): ان انتقال شمعون بيريس السلس الى احضان شارون لا يمكن فهمه سوى من خلال انتظار صفقة كبيرة جرت بين الاثنين ، وان مصلحة بيريس الشخصية هي التي حكمت القرار ، ولان بيريس كان يستطيع ان يحصل على وزارة اذا اراد في داخل حزب العمل فان شارون ربما وعده بشيء اكبر ؟ شيء كان يحلم به منذ وقّع اتفاق اوسلو في العام 1993 وهو ان يكون الامين العام القادم للامم المتحدة فهذا غير مستبعد ابدا.