بعضهم مثل دولا أخرى نييقولا شهوان يتحدث عن مواهب فلسطينية بكل الرياضيات في دول أمريكيا الجنوبية تنظر الرعاية
نشر بتاريخ: 04/11/2008 ( آخر تحديث: 04/11/2008 الساعة: 17:17 )
بيت لحم - معا - عباس الشخشير - يقول "نيقولا شهوان" وهو بروفيسور فلسطيني و يحاضر في عدداً من الجامعات التشيلية حول أحدث تقنيات التدريب في كرة القدم وسبق له أن كان مدربا للمنتخب الفلسطيني لكرة القدم من عام 2002الى عام 2004 ، " أن هنك العيد من الرياضيين في العاب كرة القدم والسلة والسباحة الذين ينحدرون من أصول فلسطينية ويقطنون في دول أمريكا اللاتينية لا سيما تشيلي والبيرو وكولومبيا والأرجنتين يحلمون أن يمثلوا فلسطين في البطولات الرياضية الدولية، وهم ينتظرون بفارغ الصبر أن تعمل الجهات الرسمية الفلسطينية (اللجنة الاولمبية الفلسطينية) والاتحادات الرياضية المختلفة على الحديث معهم والتنسيق لمنحهم الحق في رفع العلم الفلسطيني في البطولات الرياضية المختلفة ".
وبخصوص اللاعب الفلسطيني داود غزالي قال شهوان:" علاقتي مع داود غزالي هي علاقة شخصية، فقد تحدثت معه مراراً حول إمكانية تمثيل منتخب فلسطين لكرة القدم ، ولمست منه الموافقة المبدئية على ذلك، فاللاعب بحاجة فقط إلى من يقف بجانبه ويحدثه عن فلسطين التي ترجع جذور عائلته إليها " ومن المعروف أن شهوان يعيش في مدينة (ريند دالمار) التشيلية، وهي ذات المدينة التي يقطنها غزالي ، إضافةً إلى أن شهوان ينحدر هو الآخر من مدينة بيت جالا التي غادرها مع أسرته بعد عام واحد من ولادته..
لكن الملفت في الأمر هو ما قاله شهوان من أن داود غزالي ليس لاعب كرة القدم الوحيد القادر على إفادة المنتخب الفلسطيني ، فقد تحدث عن رياضيين آخرين يعتبرون أبطالاً في البلاد التي يحملون جنسيتها حالياً، وضرب مثلاً باللاعبة ثريا جادوي وهي بطلة أمريكا الجنوبية في رياضة التجديف، وشاركت في دورة "أثينا " الأولمبية عام 2004، وكانت على وشك الحصول على إحدى الميداليات الثلاث في تلك المسابقة لولا سوء الطالع الذي لازمها،
وقال شهوان:" ثريا جادوي تنحدر من مدينة "بيت لحم" بالضفة الغربية، وهي تعرف أنها فلسطينية الأصل، لكنها مطره لتمثيل تشيلي في البطولات الدولية، بسبب التجاهل الذي تلاقيه من المسئولين عن الرياضة في فلسطين، فليس من المنطقي أن تبقى تنتظر الدعوة لتمثيل فلسطين في هكذا بطولات في الوقت الذي تجد رعاية واهتمام كبيرين من القائمين على الرياضة في تشيلي التي ولدت وترعرعت فيها".
كما تحدث شهوان عن عدداً كبيراً من لاعبي كرة القدم الذين يعتبرون من نجوم الرياضة البارزين في أمريكا اللاتينية وهم فلسطينيو الأصل، وضرب مثلاً باللاعب "لويس مصري" وهو من نجوم منتخب تشيلي سابقاً وشارك معه في كأس العالم في فرنسا العام 1998م، وكان قائدا لفريق "يونيفيرسيداد دي تشيلي " الذي يعتبر من أعرق الأندية في تشيلي، ويمثل قطباً من أقطاب كرة القدم هناك، وقال إن مصري حمل شارة القيادة في الفريق أكثر من ثماني سنوات وهو الان مدربا لنادي فلسطين في تشيلي ، وأضاف أن شهرته لم تتوقف على كرة القدم فحسب، فالشعبية الجارفة التي يتمتع بها دفعت شركات الإنتاج في تشيلي إلى محاولة زجه في المجال الفني لما يتمتع به نجوم الرياضة عامّة في ذلك البلد من تأثير جماهيري جارف.
ولفت شهوان النظر إلى نجم آخر كان في يوم من الأيام أحد أفضل لاعبي كرة القدم في قارة أمريكا الجنوبية قاطبةً، وهو النجم "داريو حسين" الذي مثّل المنتخب الأرجنتيني بما يزيد عن 40 مباراة دولية، وسبق له أن لعب لأعرق الأندية في الأرجنتين، وهي:ريفر بليت وفيلزسارسفيلد وأوستوديانتيس، إضافة إلى فريق كاتوليكا التشيلي؛ وقال شهوان "إن أصول داريو حسين تعود إلى مدينة بيت جالا، التي هاجر عدد كبير من سكانها الذين يدين معظمهم بالمسيحية إبّان بداية الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
يمكن القول أن الإتحاد الفلسطيني لكرة القدم كان أول من تفطّن إلى تلك القدرات الجبارة والتي من شأنها رفع مستوى كرة القدم الفلسطينية، وحاول خلال السنوات الماضية الاستفادة من بعض لاعبي كرة القدم الذين ينشطون في بطولات الدوري الأمريكي الجنوبي، ولاسيما الدوري التشيلي، الذي يزخر بالكثير من اللاعبين الجيدين، بيد أن خطته لم تلمس النجاح المأمول، بسبب العشوائية في انتقاء اللاعبين، وعدم وجود خطط ممنهجة ومدروسة بعناية لجلب هؤلاء اللاعبين، ومعرفة مستوياتهم الحقيقية ومدى الفائدة المرجوّة من الاعتماد عليهم.
ورغم أن بعض هؤلاء اللاعبين الذين تم جلبهم وشاركوا مع المنتخب الفلسطيني في البطولات السابقة ، قد ظهروا بمستوىً ممتاز أمثال ( ربيرتو كاتلون ، ربيرتو بشارة ، ليونادرو زامور ، ادغاردو عبد الله ، برونو بيشة ، فرانسشكو علام ، بابلو عبد الله ) ، إلا أن البعض الآخر لم يظهر بالمستوى الذي ينتظره المراقبون، بل ساهم الاعتماد الكلّي عليهم خلال ببعض المشاركات بإصابة اللاعب المحلي (أبناء الضفة الغربية وقطاع غزة) بالإحباط نتيجة التجاهل الذي بات يهدد مستقبلهم الرياضي، الأمر الذي جعل البعض يطالب بتقنين عملية جلب لاعبي الشتات، وإعطاء اللاعب المحلي حقه بالمشاركة مع المنتخب الفلسطيني، مع الأخذ بالحسبان الفرق بينهم وبين لاعبي الشتات، فلاعبي الداخل يفتقدون لأبسط حقوق لاعبي كرة القدم، وهي وجود دوري محلي ثابت ومنتظم، إضافةً بالطبع لمعاناتهم من ظروف الإغلاقات المتكررة للمدن والبلدات والمخيمات الفلسطينية..
لكن ثمة موضوع يلفت النظر في هذه القضية ففي تشيلي يوجد نادٍ لكرة القدم خاص بالجالية الفلسطينية، وهو من الأندية العريقة في هذه الدولة وتأسس في العام1920م، عندما وضعت مجموعة من أبناء الجالية الفلسطينية الأوائل في تشيلي حجر الأساس لهذا النادي الذي أخد مع مرور الوقت الطابع الرسمي الممثل للوجود الفلسطيني في تشيلي، وذلك من خلال نشاطاته في كافة المجالات. الرياضية والاجتماعية، وغيرها.ونجح بالفوز ببطولة الدوري التشيلي مرتين، وكأس تشيلي مرة واحدة.
هذا النادي قام ولا يزال بنشاطاته المختلفة بشتى المجالات في ظل ضغوطات كثيرة من الجالية اليهودية في تشيلي والتي تحاول التضييق عليه بشتى الطرق وذلك بمساعدة من بعض رجال الأعمال التشيليين من أصل يهودي، إلا أن القائمين عليه يؤمنون بأنهم يقومون برسالة وطنية واضحة، لعل أبرز معالمها هي الإبقاء على "فلسطينية" أبناء الجالية الفلسطينية في تشيلي ، وتذكير الأجيال الجديدة من أبناء تلك الجالية بأنهم ليسوا سوى لاجئين في ذلك البلد ، وانه من حقهم العودة إلى وطن آخر ؛ وإن طال الوقت .