عبد الرحمن: عودة الوحدة الوطنية والشرعية إلى قطاع غزة وحدها الكفيلة برفع الحصار
نشر بتاريخ: 04/11/2008 ( آخر تحديث: 04/11/2008 الساعة: 19:45 )
رام الله -معا- قال احمد عبد الرحمن، الناطق الرسمي لحركة فتح إن عودة الوحدة الوطنية والشرعية إلى قطاع غزة، وحدها الكفيلة برفع الحصار عن مليون ونصف المليون فلسطيني محاصرين، وبالوحدة وبالشرعية يفتح معبر رفح، وتعاد اللحمة بين جناحي الوطن في الضفة والقطاع.
واضاف :"لهذا نقول أن الحوار الوطني الذي ترعاه الشقيقة مصر يجب أن يحقق الوحدة وأن يعيد التلاحم الوطني وأن يعيد الشرعية الوطنية إلى غزة، بعيدا عن الشعارات الفارغة والمزايدات وادعاء الغيرة والحرص على المصلحة الوطنية".
جاء ذلك في كلمة ألقاها احمد عبد الرحمن نيابة عن الرئيس محمود عباس، في حفل تأبين القائد الوطني فائق وراد (أبو محمد) الذي أقامه حزب الشعب في قاعة البروتستنت في رام الله اليوم .
وفي ما يلي نص الكلمة:
الرفيق بسام الصالحي الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني،
الأخوات والإخوة قادة وكوادر فصائل العمل الوطني
أيها الحفل الكريم،،
في هذه المسيرة الكفاحية الطويلة لشعبنا الفلسطيني يقف المناضل المرحوم فائق وراد علماً من أعلام الحركة الوطنية الفلسطينية، فقد جسد الرفيق فائق وراد على مدى خمسين عاماً قضية وطنه وشعبه في كافة المحافل والمنابر، في الوطن والمنفى وفي السجون والمعتقلات.
وبعد عدوان حزيران أقدمت إسرائيل على أبعاد فائق وراد إلى خارج الوطن، لأنه ومنذ اليوم الأول للاحتلال بدأ يتحرك لقيام الجبهة الوطنية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وفي المنفى شكل الرفيق فائق وراد ورفاقه في الحزب الشيوعي قوات الأنصار إلى جانب فصائل وقوى الثورة الفلسطينية، ودخل وراد المجلس الوطني الفلسطيني ممثلاً لقوات الأنصار، ليشكل ظاهرة سياسية تركت بصماتها على كل جلسة وعلى كل قرار سياسي، حتى يمكن القول أن فائق وراد كان علامة فارقة في تاريخ النضال الوطني الفلسطيني، لحرصه العميق على مستقبل شعبه، فقد قدَّم الرفيق فائق وراد رؤيته السياسية التي كان لها الأثر الكبير في مواقف أعضاء المجلس من مختلف القضايا السياسية المطروحة على جدول الأعمال، وعلى قاعدة ترسيخ الوحدة الوطنية الفلسطينية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
الأخوات والإخوة،،،
نواجه اليوم تحديات الإحتلال الإسرائيلي والانقسام الداخلي، إن في تراث فائق وراد ومواقفه المشهودة ما يساعدنا في تجاوز هذه التحديات لصالح كفاحنا الوطني في سبيل الاستقلال والحرية، فقد كان فائق وراد في المجالس الوطنية وفي المجلس المركزي يركز على أهمية الحفاظ على الوحدة وعلى الاستقلالية، وأن تنبع المواقف من مصالح شعبنا ولخدمة قضيته، وانطلاقاً من قراءة دقيقة ومسئولة لمختلف العوامل والمعطيات المحلية والعربية والدولية، لتجنيب مسيرتنا الكفاحية خطر السقوط في مرض المغامرة والعزلة السياسية والتي تشكل ذريعة للتبعية الإقليمية وللعزلة الدولية وللاحتلال الإسرائيلي ليواصل غطرسته وقمعه وقهره وبناء المستوطنات والجدار العنصري وتهويد مدينة القدس، ومحاربة أهلنا المزارعين في رزقهم ولقمة عيشهم وهم يقطفون ثمار زيتونهم تحت سمع وبصر قوات الاحتلال الإسرائيلي.
كل هذا والانقلاب مازال قائما في القطاع!
من يقبل بعد الآن أن يستمر حصار غزة بعد هذه الكارثة التي أحاطت بأهلنا منذ انقلاب حماس ضد الشرعية وحتى الآن؟ إن عودة الوحدة الوطنية والشرعية إلى قطاع غزة، وحدها الكفيلة برفع الحصار عن مليون ونصف المليون فلسطيني محاصرين في القطاع، وبالوحدة وبالشرعية يفتح معبر رفح، وتعاد اللحمة بين جناحي الوطن في الضفة والقطاع.
ولهذا نقول أن الحوار الوطني الذي ترعاه الشقيقة مصر يجب أن يحقق الوحدة وأن يعيد التلاحم الوطني وأن يعيد الشرعية الوطنية إلى غزة، بعيدا عن الشعارات الفارغة والمزايدات وادعاء الغيرة والحرص على المصلحة الوطنية .
وفي ظل الوحدة والشرعية نجد الحلول الصائبة لكل قضايانا الوطنية، سواء ما يتعلق منها بالمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي أو بناء النظام السياسي الفلسطيني على أساس الديمقراطية والشراكة والتوازن دون إجحاف بدور أي فصيل وطني.
الأخوات والإخوة،،،
وفي ظل المتغيرات الدولية المتسارعة السياسية والاقتصادية والمالية، فإن استمرار الوضع الفلسطيني الراهن يشكل خطورة كبيرة على مستقبل كفاحنا الوطني ضد الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي، ولا بد بالتالي من التجاوب الكامل مع المبادرة المصرية ، وإنهاء هذا الانقسام البغيض الذي اسقط قضيتنا من مركز الاهتمام الدولي ، وجعل إسرائيل تتذرع بواقع الانقسام لتدير ظهرها لكل عملية السلام، بل وتحاصر قطاع غزة دون اعتراض دولي فاعل، وتواصل احتلالها واستيطانها في الضفة والقدس بذريعة حالة الانقسام الوطني.
أمام خطورة استمرار هذا الوضع الراهن على الصعيد الدولي، فإن الرد الوطني الفلسطيني لاستعادة زمام المبادرة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي لن يكون مجدياً وفاعلاً إلا بإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة والشرعية وحكم القانون والديمقراطية في قطاع غزة، وفي ظل الوحدة والشرعية للسلطة يستعيد شعبنا زمام المبادرة في معركتنا الوطنية لإنهاء الاحتلال والاستيطان وتحقيق حلم شعبنا التاريخي بقيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
إننا ندعو جميع الفصائل والقوى المشاركة في حوار القاهرة إلى التحلي بالمسؤولية الوطنية والابتعاد عن المصالح الفئوية والفصائلية والكف عن وضع العراقيل في وجه الحوار الوطني تحت ذريعة الحرص على المصالح الوطنية، فالمصالح الوطنية لا تتحقق بغير الوحدة والتلاحم، والانقسام واستمراره لن يخدم غير الاحتلال الإسرائيلي .
إن كل هذه المواقف والمعاني الوطنية العميقة التي شكلت دستور حياة فائق وراد تدفعنا في هذه اللحظة الدقيقة من تاريخ شعبنا إلى التأكيد على استعادة الوحدة والشرعية وإنهاء الانقسام، الذي جلب كل هذه الكوارث على شعبنا وعلى قضيتنا الوطنية.