الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مؤسسة الاقصى تكشف: اسرائيل تبني أكبر وأعلى كنيس مقبب في البلدة القديمة بالقدس

نشر بتاريخ: 04/11/2008 ( آخر تحديث: 04/11/2008 الساعة: 20:10 )
القدس -معا- كشفت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" في تقرير صحفي لها صباح اليوم الثلاثاء، عن قيام المؤسسة الإسرائيلية وأذرعها ببناء أكبر وأعلى كنيس يهودي مقبب في البلدة القديمة بالقدس، وذلك على حساب مسجد عبد الله بن عمر - المسجد العمري الصغير- في قلب حي الشرف الذي هدمته المؤسسة الإسرائيلية عند إحتلالها للبلدة القديمة بالقدس هام 1967.

وأعتبرت أوساط إسرائيلية هذا المبنى بأنه الهيكل المصغّر المقابل للهيكل الثالث المزعوم، خاصة ان هناك تخطيطا للربط بين هذا الكنيس وحائط البراق على المستوى العملي والديني والقومي ، فيما ذكرت مصادر أخرى ان الهدف من بناء هذا الكنيس الذي يعتبر من أعلى الأبينة في البلدة القديمة بالقدس هو التشويش على المنظر العام للمسجد الأقصى المبارك وخاصة منظر قبة الصخرة المشرفة ، وفي محاولة لإستنبات بعض معالم يهودية بارزة بالقدس قريبة من المسجد الأقصى المبارك ، في ظل إنزعاج إسرائيلي من المنظر الإسلامي العربي لمدينة القدس .

وقالت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث " في تقريرها انه وضمن رصدها المتواصل لمجريات الممارسات التهويدية بالقدس فقد رصد طاقم "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث " أنّ المؤسسة الإسرائيلية تصاعد وتسارع من تنفيذ مخططاتها الرامية لتهويد القدس خاصة في البلدة القديمة، وعلى وجه أخص في المنطقة القريبة من المسجد الأقصى المبارك ، ويلاحظ أن المؤسسة الإسرائيلية وبواسطة عدة أذرع تابعة لها تعطي في الأوقات الأخيرة أولوية كبرى لبناء كنس يهودية عالية المبنى في المحيط القريب من المسجد الأقصى المبارك .

وفي زيارات ميدانية متكررة قامت بها طواقم "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث " لوحظ أن المؤسسة الإسرائيلية تسارع في الفترة الأخيرة ببناء كنيس يهودي كبير وعالٍ يتكون من طبقات عدة ، يعتليه قبة عالية جداً تطلق عليه إسم " كنيس هحوربا - الخراب " ، وذلك في وسط حارة الشرف في قلب البلدة القديمة بالقدس ، وهو الحي الإسلامي الذي قامت المؤسسة الإسرائيلية بهدمه في سنة 1967م لدى إحتلاها شرقي القدس وبضمنها البلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك ، ويقوم بناء الكنيس هذا على حساب مسجد عبد الله بن عمر - المسجد العمري الصغير - والذي تم إغلاقه منذ أكثر من 40 عاما والإبقاء على أجزاء من مبناه والمأذنة ، ويمنع منذ ذلك الوقت دخوله ، او أجراء أي عمليات ترميم ، وبالطبع يمنع الأذان وإقامة الصلوات فيه .

وأضافت، أن المؤسسة الإسرائيلية تعتبر هذا الكنيس اليهودي وإنجاز تنفيذه أحد أهم المشاريع الإسرائيلية في القدس ، وتعتبره أيضا ذو أبعاد قومية ودينية ، بل أن البعض من الإسرائيليين إعتبره بمثابة الهيكل المصغّر المقابل للهيكل الثالث المزعوم ، حيث تحاول المؤسسة الإسرائيلية وبعض أجندتها ربط بناء هذا الكنيس ببناء الهيكل الثالث المزعوم على حساب المسجد الأقصى المبارك ، وتحاول أيضا ربط اسمه بخراب الهيكل المزعوم ، وبناءه ببناء الهيكل المزعوم - هحوربا لفظ عبري يعني الخراب -

وأكدت " مؤسسة الأقصى للوقف والتراث " في هذا السياق أنّ بناء هذا الكنيس يحظى بدعم سياسي من أعلى القيادات السياسية في المؤسسة الإسرائيلية ، بل لإعطاء بناء هذا الكنيس بعدا تهويدياً يرتبط بتهويد محيط المسجد الأقصى ، فقد قررت الحكومة الإسرائيلية قبل أشهر إعطاء صلاحية إدارة "كنيس هحوربا " الى صندوق تهويدي يدعى "صندوق تراث المبكى" وهي المؤسسة الإسرائيلية التي تقوم على كثير من المشاريع التهويدية في المحيط الملاصق والقريب من المسجد الأقصى ، خاصة في منطقة حائط البراق والجدار الغربي والجنوبي للمسجد الأقصى المبارك ، وتحظى بدعم مالي من الحكومة الإسرائيلية ، ومن منظمات وشخصيات عالمية تهتم بتهويد القدس.

وفي تعقيب للمهندس زكي إغبارية - رئيس "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث " قال :"يبدو واضحاً أن المؤسسة الإسرائيلية تسارع الزمن لفرض وقائع جديدة في القدس والمسجد الأقصى، وتنتهج كل وسائل التضليل والتزييف وبتنا نلمس هجمة تهويدية شرسة ومتصاعدة يوماً بعد ، وبالذات بما يخص المسجد الأقصى المبارك والمحيط القريب منه ، والأمر كذلك فإننا نطالب الحاضر الإسلامي والعربي والفلسطيني بالإسراع في وضع برامج عملية تنفيذية لدعم مدينة القدس وأهلها".